تأخُّر انتشار الحافلات عديمة الانبعاثات يثير أزمة في بريطانيا

بسبب تأخر تنفيذ خططها لبدء تصنيع ونشر 4 آلاف حافلة من الحافلات عديمة الانبعاثات على الطرق البريطانية، واجهت حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون اتهامات بـ"تضليل" البرلمان وشركات تصنيع حافلات النقل الجماعي ونشطاء النقل، واتهامات أخرى بالمماطلة في توفير المخصصات اللازمة لنشرها بحلول عام 2025.

وكان جونسون قد تعهد بتخصيص 4 مليارات جنيه إسترليني لتصنيع مركبات تُدعم "ثورة" النقل الأخضر في البلاد، سواء كهربائية أو هيدروجينية، لكن بعد مرور ما يقرب من عامين على هذا الالتزام، لم يُصرَف سوى 320 مليون جنيه إسترليني فقط منها.

1 جنيه إسترليني = 1.34 دولارًا أميركيًا

ويأتي هذا، رغم تأكيد المملكة المتحدة التحول الكامل نحو السيارات الكهربائية، والتخلي عن سيارات الوقود الأحفوري بحلول عام 2030.

تضليل وغياب الجدية

اتهم البرلماني البريطاني ووزير النقل في حكومة الظل، سام تاري، وزراء حكومة جونسون بـ"تضليل" البرلمان خلال طرح برنامج تصنيع الحافلات عديمة الانبعاثات، قبل عامين.

وأشار إلى أن تعهد رئيس الوزراء بوريس جونسون، بطرح 4 آلاف من الحافلات عديمة الانبعاثات على الطرق البريطانية بحلول عام 2025 قد مر عليه ما يقرب من عامين دون تلقي المُصنعين المخصصات اللازمة للتنفيذ.

وأضاف تاري أن تباطؤ صرف المخصصات وعدم بدء عمليات التصنيع حتى الآن يشير إلى "عدم جدية" التزام الحكومة بالتخلص من الانبعاثات الكربونية وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، فضلًا عن عدم الجدية في التصنيع والتوظيف البريطاني المحلي.

يُشار إلى أن الطرق البريطانية تشهد انتشار نحو 38 ألف حافلة؛ 12% منها حافلات هجينة، و2% من الحافلات عديمة الانبعاثات وتتركز 4% منها في لندن، وفق بيانات حملة "نقل أفضل".

بدوره أكد الرئيس التنفيذي للحملة، بول توهي، أنه بدراسة أنشطة مُشغلي الحافلات والشركات المعنية وتوجهات السلطة المحلية الحالية يزداد اليقين بعدم سعي الحكومة لتنفيذ تعهدها بنشر 4 آلاف من الحافلات عديمة الانبعاثات محلية الصنع على الطرق البريطانية في وقت قريب.

ودعا توهي الحكومة البريطانية لتعزيز الصناعة المحلية طويلة الأمد، وكذلك العمل على زيادة أعداد الركاب لتشجيع ثقة المستثمرين.

• السيارات الكهربائية.. هل تحقق المملكة المتحدة التحول الكامل في 2030؟
• هل تصبح الحافلات الكهربائية الحل السحري لمستقبل خالٍ من الكربون؟

مصير التصنيع المحلي

حذر مسؤولون في كبرى شركات تصنيع الحافلات في المملكة المتحدة من التباطؤ في تقديم الالتزام المالي الحكومي؛ المخصص لتنفيذ تعهدات بوريس جونسون بشأن تصنيع الحافلات عديمة الانبعاثات، مؤكدين أن تأخير صرف المخصصات المالية يؤدي إلى عدم تنفيذ التعهد في الموعد المحدد له.

وبحسب المدير التنفيذي لشركة ألكسندر دينيس -وهي أكبر الشركات البريطانية لتصنيع الحافلات، وأكبر مُصنع عالمي للحافلات ذات الطابقين- بول ديفيس؛ فإن تأخر صرف مخصصات تصنيع الحافلات عديمة الانبعاثات قد يذهب بتلك الخطط بعيدًا عن التصنيع المحلي.

وأضاف أن هدف جونسون كان يُركز على "التصنيع المحلي" للحافلات عديمة الانبعاثات، لتعزيز النقل النظيف وكذلك الصناعة المحلية، لكن التأخير قد يدفع المسؤولين إلى التعاقد مع شركات عالمية لضمان التنفيذ بشكل سريع.

واتفق معه الرئيس التنفيذي لشركة رايت باص لتصنيع الحافلات، بوتا أتوال، الذي أبدى شعوره بالإحباط نتيجة عدم اتخاذ أي خطوات إيجابية تجاه صرف مخصصات التصنيع المحلي حتى الآن.

وأوضح أن عقب إطلاق خطط الحكومة عام 2020، اتجه المُصنعون للاستثمار بقوة في التقنيات الخالية من الانبعاثات، وفقًا لما نشرته صحيفة الغارديان.

ضغط برلماني

يمارس نواب برلمانيون ضغوطًا على الحكومة البريطانية للإفصاح عن أي معلومات تتعلق بموعد صرف مخصصات تصنيع الحافلات عديمة الانبعاثات، المعتزم تشكيلها باعتبارها جزءًا من "ثورة النقل الأخضر"، طبقًا لما أعلنه رئيس الوزراء بوريس جونسون في فبراير/شباط عام 2020.

حاول جونسون حينها التركيز على التحول الأخضر والأهداف البيئية المناخية، وروَّج لتأثير ذلك في المواطنين والشركات المحلية، لكن تلك الدعاية والشعارات تُواجه الآن اتهامات بالتضليل وعدم الجدية.

وخصص مستشار الخزانة البريطانية، ريشي سوناك، خلال العامين الماضيين، ما يقرب من 320 مليون جنيه إسترليني (429 مليون دولار أميركي) فقط من أصل 4 مليارات جنيه إسترليني (5.4 مليار دولار)، كان جونسون قد أعلن تخصيصها لتصنيع ونشر 4 آلاف من الحافلات عديمة الانبعاثات على الطرق البريطانية.

لكن ما أثاره حزب العمل البريطاني مؤخرًا بشأن تخصيص الحكومة 500 مليون جنيه إسترليني فقط لتصنيع ونشر الحافلات عديمة الانبعاثات، يعمل على خفض عدد الحافلات مقارنة بالمستهدف الذي أعلنه جونسون قبل عامين، طبقًا لحزب العمل البريطاني.

في غضون ذلك، ما زالت وزارة النقل البريطانية متمسكة بهدف نشر 4 آلاف حافلة عديمة الانبعاثات، للتماشي مع الخطط المناخية، وفقًا لما أعلنه المتحدث باسم الوزارة.

الحافلات عديمة الانبعاثات

سبق لرئيس الوزراء بوريس جونسون إعلان إستراتيجية جديدة للنقل تتكلف 3 مليارات جنيه إسترليني، بهدف إنشاء مسارات الحافلات عديمة الانبعاثات، بينما تعهّدت الحكومة حينها بأن تلك الحافلات ستكون كهربائية أو هيدروجينية، مُصنعة محليًا، لإنهاء وجود حافلات البنزين على الطرق البريطانية تمامًا.

وتعهّدت الحكومة البريطانية -حينها- بنشر تلك الحافلات على كل الطرق في بريطانيا، مؤكدة أن ركاب الحافلات عديمة الانبعاثات سيتمتعون بخدمات أقل سعرًا تدفعهم للتخلي عن قيادة السيارات الخاصة وتفضيل تلك الحافلات.

لكن الإستراتيجية الحكومية حيال الحافلات عديمة الانبعاثات قوبلت فور إعلانها بانتقاد السكرتير العام لاتحاد النقل والسكك الحديدية والنقل البحري، ميك كاش، مشيرًا إلى أنها تفتقر إلى الطموح.

وأوضح كاش أن التمويل المضمون هو السبيل الوحيد لتحقيق إستراتيجية نشر 4 آلاف من الحافلات عديمة الانبعاثات على الطرق البريطانية بحلول 2025.

في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي، أُعلن تخصيص 71 مليون إسترليني لتمويل 5 هيئات محلية تعزز نشر 335 من الحافلات عديمة الانبعاثات إقليميًا، ضمن الإستراتيجية الوطنية المعلنة، وتُخطط مدينة ليستر الواقعة وسط المملكة المتحدة لنشر 200 حافلة بحلول عام 2030، وفق إليكرتيف.

اقرأ أيضًا..

• حقل شهاب.. أحدث اكتشافات الغاز جنوب الكنز السعودي
• حقل شدون.. السعودية تكتشف مصدرًا قويًا للغاز الطبيعي
• حقل الشرفة.. اكتشاف جديد يعزز إنتاج الغاز في السعودية