بسبب الوقود الأحفوري.. دار نشر عالمية تواجه انتقادات قوية
بعد مطالبتها بتحسين استخراج النفط والغاز
نوار صبح
- • تُصدِر دار إلزيفير للنشر العديد من المجلات العلمية المشهورة الخاضعة لمراجعة الأقران.
- • نشرت دار إلزيفير للنشر أبحاثًا مناخية خاضعة لمراجعة الأقران.
- • دعمت دار إلزيفير للنشر جهود صناعة الطاقة لتحسين استخراج النفط والغاز.
- • محتوى الوقود الأحفوري يمثل أقل من 1% من عائدات النشر لدار إلزيفير.
- • توجد 7 مجلات فقط من أصل 2000 مجلة مخصصة لاستخراج الوقود الأحفوري.
لم تقتصر منشورات دار نشر "إلزيفير" الهولندية على الكتب والأبحاث التي تُعنى بالوقود الأحفوري وتشجيع التنقيب عن النفط والغاز؛ فقد نشرت أبحاثًا مناخية خاضعة لمراجعة الأقران "أو تقييم الخبراء والمتخصصين النقدي"، لكن ذلك لم يجنِّبها انتقادات من نشطاء البيئة.
وتُصدِر دار نشر "إلزيفير" العديد من المجلات العلمية المشهورة، بما في ذلك مجلة "لانْسِت" و"غلوبال إنفيرونمنت تشينج" وتُعَد إحدى كبرى دور نشر الكتب التي تهدف إلى توسيع إنتاج النفط والغاز والفحم، حسبما نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مؤخرًا.
وقد دعمت دار إلزيفير للنشر، لأكثر من عقد من الزمان، جهود صناعة الطاقة لتحسين استخراج النفط والغاز؛ حيث تعيِّن المؤلفين والمحررين وأعضاء المجالس الاستشارية للمجلات التي تصدرها من بين موظفين حاليين في كبرى شركات النفط.
إضافة لذلك، تسوِّق دار نشر "إلزيفير" بعض بوابات البحث وخدمات البيانات الخاصة بها مباشرة إلى صناعة النفط والغاز للمساعدة في زيادة احتمالات نجاح الاستكشاف.
الموقف من منشورات إلزيفير
يقول العديد من الموظفين السابقين والحاليين إن العشرات من العمال تحدثوا في الاجتماعات على مستوى الشركة، خلال العام الماضي، لحثّ دار إلزيفير للنشر على إعادة النظر في علاقتها بصناعة الوقود الأحفوري.
وأعرب العلماء، الذين يعملون مع أحد أكبر ناشري أبحاث المناخ في العالم، عن قلقهم من أن دار إلزيفير للنشر تتشاور مع صناعة الوقود الأحفوري للمساعدة في زيادة التنقيب عن النفط والغاز.
وقال محرر سابق لدى إحدى المجلات التي تصدرها دار نشر "إلزيفير" إنه سمع الكثير عن التزامات الشركة تجاه المناخ، عندما بدأ العمل، وأدرك لاحقًا أن الأمر كله يتعلق بالتسويق، وهو أمر مزعج حقًا؛ لأن الدار نشرت الأبحاث التي تتعرف من خلالها على متطلبات السوق.
وقال بعض العلماء والأكاديميين إنهم قلقون من أن المصالح التجارية المتضاربة لدار إلزيفير قد تؤدي إلى تقويض عملهم.
وأشارت عالمة البيئة الاجتماعية والاقتصاد البيئي بجامعة لوزان، التي نشرت دراسات في العديد من مجلات دار إلزيفير للنشر، جوليا شتاينبرغر، إلى أنها صُدمت لمعرفة أن دار النشر أدت دورًا نشطًا في توسيع استخراج الوقود الأحفوري.
وأضافت أن إلزيفير هي الناشر لبعض أهم المجلات في مجال البيئة ولا يمكنها ادعاء الجهل بحقائق تغير المناخ والضرورة الملحة للاستغناء عن الوقود الأحفوري.
وأوضحت أن نمط أعمال دار إلزيفير يتمثل في الاستفادة من نشر علوم المناخ والطاقة، مع تجاهل الحقيقة الأساسية للعمل المناخي: الحاجة الملحة إلى الابتعاد عن الوقود الأحفوري.
منشورات دار إلزيفير
تقول دار إلزيفير للنشر، وشركتها الأم "آر إي إل إكس"، إنهما ملتزمتان بدعم صناعة الوقود الأحفوري أثناء تحولهما نحو الطاقة النظيفة.
ومع أن دار إلزيفير للنشر برزت باعتبارها شركة رائدة في الصناعة بفضل تعهداتها الخاصة بالمناخ؛ فقد قال متحدث باسم الشركة إنها غير مستعدة لوضع خط فاصل بين الاستغناء عن الوقود الأحفوري والتوسع في استخراج النفط والغاز. وأعربت الدار عن قلقها من مقاطعة أو "إلغاء" دور النشر لشركات النفط والغاز.
وقالت الرئيسة العالمية لقسم مسؤولية الشركات لدى الشركة الأم "آر إي إل إكس" متعددة الجنسيات، مارشيا باليسيانو، إن الشركة تدرك أهمية بذل المزيد من الجهد، مشيرة إلى أن ذلك لا ينتقص من قيمة العمل الرائع الذي قامت به على مدار الأعوام الـ15 الماضية.
وتحقق الشركة الأم "آر إي إل إكس" أرباحًا كبيرة وتتجاوز إيراداتها السنوية 9.8 مليار دولار، نحو ثلثها يأتي من دار إلزيفير للنشر.
وتؤكد باليسيانو أن محتوى الوقود الأحفوري يمثل أقل من 1% من عائدات النشر لدار إلزيفير، وأقل من نصف عائدات "جيوفاسيتس"، التي تمثل في حد ذاتها نحو 2% فقط من أرباح إلزيفير.
جدير بالذكر أنه من بين أكثر من 2000 مجلة علمية تنشرها دار إلزيفير، توجد 7 مجلات فقط مخصصة لاستخراج الوقود الأحفوري (و14 مجلة عند احتساب المنشورات الخاصة والشركات التابعة للدار).
وتشمل هذه المجلات "أبستريم أويل آند غاز تكنولوجي"، التي يعمل رئيس تحريرها لصالح شركة شل، و"أنكونفنشنل ريسورسز"، التي يحررها باحث من شركة شيفرون.
وتدير إلزيفير دارًا فرعية لنشر الكتب، هي "غالف ببليشينغ"، التي تعنى بموضوعات مثل دليل النفط والغاز الصخري وإستراتيجيات تحسين التنقيب عن البترول.
خدمات استشارية لعملاء الشركات
تقدم إلزيفير أيضًا خدمات استشارية لعملاء الشركات، كما أنها سوَّقت أداة تسمى "جيوفاسيتس" لشركات الوقود الأحفوري، على مدار الأعوام الـ12 الماضية.
من جهتها، تجمع "جيوفاسيتس" بين آلاف الخرائط والدراسات لتسهيل العثور على احتياطيات النفط والغاز والوصول إليها، بالإضافة إلى تحديد مواقع مزارع الرياح أو مرافق تخزين الكربون.
وتدّعي دار النشر أن هذه الأداة تقلل وقت البحث بنسبة 50% وتساعد في تحديد المناطق الأكثر خطورة وبُعدًا التي كان يتعذر الوصول إليها في السابق.
رغم ذلك، يقول كبار علماء المناخ، بمن فيهم أولئك الذين نُشِرَت دراساتهم في مجلات تعود إلى دار إلزيفير للنشر، إن العكس تمامًا يجب أن يحدث من أجل تجنب كارثة مناخية.
وأشاروا إلى أن هدف الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى ما دون 1.5 درجة مئوية، أو أقل، يتطلب انخفاضًا عالميًا في إنتاج الوقود الأحفوري، إضافة إلى ترك أكثر من 80% من جميع الاحتياطيات المؤكدة في الأرض.
وقالت نائبة مدير إدارة الأمم المتحدة للاتصالات العالمية بالإنابة، شيري ألديس، إنها لا تعلق على ممارسات الشركات الفردية، وأوضحت أي إجراءات تدعم التوسع في تطوير الوقود الأحفوري تتعارض مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
اقرأ أيضًا..
- اضطرابات في أسواق ناقلات النفط مع تصاعد التوتر بين روسيا وأوكرانيا
- لوك أويل الروسية تنهي صفقة الاستحواذ على مشروع نفطي في المكسيك
- الطاقة الشمسية في مصر.. قرار جديد يدعم استثمارات الكهرباء النظيفة