أميركا تمهد لإنتاج الهيدروجين النظيف.. وتعلن خطوة جديدة

ضمن مساعي الولايات المتحدة لإنتاج الهيدروجين النظيف، أعلنت وزارة الطاقة تقدمها بطلبين للحصول على المعلومات، لجمع أراء الجهات المعنية فيما يتعلق بتنفيذ وتصميم البنية التحتية لمركز الهيدروجين الإقليمي، والتحليل الكهربائي وبرامج تصنيع وإعادة تدوير الهيدروجين النظيف.

وتسعي إدارة الرئيس جو بايدن، إلى إنتاج الهيدروجين النظيف من مصادر متجددة للطاقة، بهدف تحقيق خطته في الوصول إلى ولايات متحدة خالية من الانبعاثات الكربونية، بحلول عام 2050.

وتُنتج الولايات المتحدة 10 ملايين طن متري من الهيدروجين سنويًا، مقارنة بنحو 90 مليون طن سنويًا تُنتَج على مستوى العالم.

وسيساعد هذان الطلبان في تسريع التقدم، وتقليل التكلفة التكنولوجية، وتكثيف استخدام الهيدروجين مصدرًا للطاقة النظيفة، وفقًا لموقع وزارة الطاقة الأميركية.

شبكة كهرباء نظيفة

يُعدُّ الهيدروجين النظيف عنصرًا بالغ الأهمية لإستراتيجية وزارة الطاقة الأميركية، لتحقيق هدف الرئيس بايدن في الوصول إلى شبكة كهرباء نظيفة بنسبة 100% بحلول عام 2035، والقضاء تمامًا على الانبعاثات الكربونية بحلول 2050.

وقالت وزيرة الطاقة جينيفر غرانهولم، إن الهيدروجين النظيف هو المفتاح لتنظيف قطاع التصنيع في الولايات المتحدة وخفض الانبعاثات من المواد كثيفة الكربون، مثل الصلب والأسمنت، بالإضافة إلى خلق وظائف ذات رواتب جيدة للعمّال الأميركيين.

وأضافت: "نسعى للحصول على تعليقات من الشعب الأميركي حول كيفية تحويل هذا المصدر النظيف للطاقة والملائم سعريًا إلى مصدر واقعي في الولايات المتحدة".

شل تتوسع بإنتاج الهيدروجين في أوروبا والولايات المتحدة

الهيدروجين عامل رئيس في خطة بايدن

وضع الرئيس جو بايدن استثمارات تكنولوجيا الهيدروجين في قانون البنية التحتية عاملًا رئيسًا بخطّته لخفض الانبعاثات الكربونية في القطاع الصناعي، الذي يتسبّب في ثلث الانبعاثات الكربونية المحلية.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وافق الكونغرس الأميركي على خطة استثمارية ضخمة بقيمة 1.2 تريليون دولار طرحَها بايدن، لتحديث البنية التحتية المتقادمة في البلاد.

وقدّم قانون البنية التحتية، الذي أُقِرّ في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، مبلغًا قدره 15 مليار دولار، لدعم مشروعات الهيدروجين واحتجاز الكربون وتخزينه.

وتمتلك الطاقة المُنتَجة من الهيدروجين القدرة على تحقيق الحياد الكربوني في قطاعات اقتصادية متعددة، تشمل النقل الثقيل وتصنيع الصلب، وخلق وظائف ذات مرتّبات جيدة، وتمهيد الطريق نحو إنشاء شبكة للكهرباء تعتمد على المصادر النظيفة للطاقة.

إنتاج الهيدروجين .. طرق جديدة لتعزيز إمدادات وقود المستقبل (تقرير)

إنتاج الهيدروجين من الكهرباء

بينما يأتي معظم الهيدروجين المنتج في الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي، وتحديدًا من خلال معالجة غاز الميثان، فإن تكنولوجيا التحليل الكهربائي -التي تعتمد على الكهرباء لإنتاج الهيدروجين من الماء- وسيلة ناشئة تُستخدم بعشرات المنشآت في الولايات المتحدة.

ويمكن أن تسمح هذه التكنولوجيا بإنتاج الهيدروجين باستخدام الكهرباء النظيفة المولدة من الطاقة المتجددة، بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة النووية.

ويتضمن قانون البنية التحتية 8 مليارات دولار لإنشاء المراكز الإقليمية للهيدروجين النظيف، التي ستسهم في خلق وظائف جديدة جراء التوسع باستخدام الهيدروجين النظيف في القطاع الصناعي وغيره من القطاعات.

يأتي ذلك بجانب مليار دولار للتحليل الكهربائي للهيدروجين النظيف، لتقليل تكلفة الهيدروجين المنتج من الكهرباء النظيفة، و500 مليون دولار لمبادرات تصنيع وإعادة تدوير الهيدروجين النظيف لدعم تصنيع المعدّات وتقوية سلاسل التوريد المحلية، أي إن التكلفة الكاملة ستكون 9.5 مليار دولار.

وسيجمع طلبا الحصول على المعلومات آراء مجموعة متنوعة من الجهات المعنية -بما في ذلك القادة الإقليميون والمجموعات المحلية وأعضاء مجتمع العدالة البيئية والباحثون ومطوّرو التكنولوجيا والشركات- حول تصميم برامج الهيدروجين النظيف.

وستسهم تلك الآراء -أيضًا- في النشر الفعال والعادل والمستدام للتقنيات، التي ستتيح مستقبلًا آمنًا للمناخ، مع منح المجتمعات المهمّشة تاريخيًا دورًا في عملية صنع القرار.

ويتضمن الطلبان المعلومات حول إستراتيجية تنفيذ مراكز الهيدروجين، وكيفية تقديم طلبات العروض، وفرص التمويل.

وتستهدف وزارة الطاقة الأميركية تصنيع الهيدروجين من المصادر المتجددة والطاقة النووية بنسبة 80%، وخفض تكلفته إلى دولار لكل كيلوغرام خلال 10 سنوات.

دور الهيدروجين في المستقبل

في 29 يناير/كانون الثاني الماضي، قال تقرير للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، إن الهيدروجين النظيف يستطيع خفض انبعاثات الكربون العالمية بنحو 10% بحلول عام 2050، متوقعة أنه سيكون لاعبًا رئيسًا في تحوّل قطاع الطاقة.

وبحسب الوكالة، فإن حصة الهيدروجين ومشتقاته من الاستهلاك النهائي للطاقة قد تصل إلى نحو 12% بحلول منتصف 2050، وفقًا لسيناريو خفض درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية، والذي سبق أن وضعته الوكالة.

وتتشابه توقعات آيرينا مع سيناريو وكالة الطاقة الدولية لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، لكنها أقلّ من تقديرات مجلس الهيدروجين، الذي يرى أنه سيمثّل 22% فقط من الاستخدام النهائي للطاقة.

اقرأ أيضًا..

• كيف ينظر العالم إلى الهيدروجين في إطار تحول الطاقة؟ (إنفوغرافيك)
• انبعاثات الكربون.. توقعات بتأثير ضئيل لخطط الطاقة النظيفة في أميركا
• الحياد الكربوني.. الطموح البيئي للشركات لم يدفعها لمعالجة انبعاثات سلاسل التوريد (تقرير)