الغاز المسال.. أوروبا تلجأ إلى نيجيريا لتأمين إمدادات إضافية من الوقود
بروكسل تسعى للحصول على تعهدات لتعويض الإمدادات الروسية
الطاقة
استحوذت حاجة أوروبا إلى تأمين إمدادات إضافية من الغاز المسال على المباحثات السياسية والاقتصادية كافّة بين زعماء القارة العجوز والولايات المتحدة والعديد من منتجي النفط والغاز حول العالم.
دفعت التوترات السياسية بين روسيا وأوكرانيا والمخاوف من قطع إمدادات الطاقة الروسية عن أوروبا، زعماء الدول الغربية إلى البحث عن مصادر إضافية لتعزيز إمدادات الوقود في وقت سجلت فيه أسعار الغاز مستويات قياسية، وارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوى في 7 سنوات.
ويسعى الاتحاد الأوروبي لزيادة إمداداته من الغاز المسال النيجيري، إذ تواصل بروكسل دفع نيجيريا إلى الانخراط مع شركائها في إمدادات الغاز وسط المواجهة بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا.
وأدى القلق بشأن إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا إلى قيام المفوضية الأوروبية بجهود دبلوماسية كبيرة في الأسابيع الأخيرة لطلب شحنات من الغاز المسال الإضافية من موردين بديلين.
الاستعانة بأبوجا
في هذا الإطار، اجتمعت نائبة الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية مارجريت فيستاجر في أبوجا مع نائب الرئيس النيجيري ييمي أوسينباجو، وكانت إمدادات الغاز الطبيعي المسال على رأس جدول الأعمال.
وقال مكتب أوسينباجو في بيان: "ظهرت أهمية علاقة الطاقة بين نيجيريا والاتحاد الأوروبي، في حين اتُّفق على النظر في جميع الخيارات لزيادة إمدادات الغاز المسال من نيجيريا إلى أوروبا، بناء على طلب من الاتحاد الأوروبي".
وأشار البيان إلى أنه من المتوقع عقد اجتماع فني بشأن هذا الأمر في القريب العاجل.
وقال أوسينباجو إن نيجيريا "شعرت بالارتياح" لسماع دعم الاتحاد الأوروبي للغاز وقودًا انتقاليًا.
الغاز النيجيري
تُعد نيجيريا موردًا رئيسًا للغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، وفي عام 2021 بلغت الصادرات نحو 12.63 مليار متر مكعب، وفقًا لبيانات من إس آند بي غلوبال بلاتس.
وأظهرت البيانات أن أكبر المشترين هم إسبانيا، إذ جرى توريد 49 شحنة، بما يعادل 4.3 مليار متر مكعب من الغاز المكافئ، وفرنسا (38 شحنة) والبرتغال (34 شحنة) وتركيا (15 شحنة).
كما سُلّمت العديد من شحنات الغاز المسال العام الماضي إلى كل من كرواتيا واليونان وإيطاليا وهولندا والمملكة المتحدة.
وتبلغ قدرة منشأة تصدير الغاز الطبيعي المسال في نيجيريا المكونة من 6 قطارات 22.5 مليون طن متري سنويًا (31 مليار متر مكعب سنويًا)، وهناك خطط لزيادة السعة إلى 30 مليون طن متري سنويًا.
الأزمات الفنية
بلغ إجمالي صادرات الغاز المسال من نيجيريا في عام 2021 نحو 23.3 مليار متر مكعب، وفقًا لبيانات بلاتس، وهو أقل بكثير من السعة والانخفاض من 28.7 مليار متر مكعب صُدّرت في عام 2020.
وجاء تقليص صادرات الغاز المسال النيجيري العام الماضي بسبب مشكلات فنية حالت دون العودة السريعة إلى بعض الخزانات المغلقة بسبب قيود إنتاج أوبك في البلاد.
وكشفت البيانات أن العمل على زيادة الإنتاج في الحقول المغلقة يمثّل مشكلة، ما يؤثر في إمدادات الغاز إلى محطات تصدير الغاز الطبيعي المسال.
أسعار الغاز
يأتي انخفاض الصادرات مع استمرار ارتفاع أسعار الغاز المسال، إذ بلغ السعر القياسي للغاز الطبيعي المسال الفوري في شمال شرق آسيا 56.33 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ومع استمرار تقلّب الأسعار خلال فصل الشتاء، سجل سعر 25.30 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية في 15 فبراير/الجاري، وفق مؤشر بلاتس.
ولا تزال أسعار الغاز الأوروبية أيضًا عند مستويات مرتفعة مستدامة، في ظل انخفاض مستويات التخزين والمخاوف بشأن الإمدادات الروسية، إذ وصل سعر اليوم التالي إلى أعلى مستوى قياسي له عند 182.78 يورو (207.38 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة في 21 ديسمبر/كانون الأول، بزيادة 985% على أساس سنوي، وفقًا لتقديرات بلاتس للأسعار.
وعادةً ما تستخدم روسيا، خاصة شركة الغاز الحكومية "غازبروم" وحدات القياس غيغاواط وتيراواط في تعاملاتها الأوروبية (غيغاواط/ساعة = 3.2 مليون قدم مكعبة غاز)، و(تيراواط/ساعة = 3.2 مليار قدم مكعبة غاز).
وهدأت الأسعار منذ ذلك الحين، على الرغم من أنها لا تزال مرتفعة، إذ قُيّم مؤشر "تي آي إف" الهولندي لليوم التالي في 14 فبراير/شباط الجاري عند 79.33 يورو (90.03 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة، بزيادة قدرها 350% على أساس سنوي.
أزمة الإمدادات
دفعت المخاوف بشأن روسيا، المفوضية الأوروبية إلى التطلع إلى موردي الغاز المسال العالميين، في محاولة لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الأسبوع الماضي: "نحن قادرون على تلقي الغاز الطبيعي المسال من موردين آخرين في جميع أنحاء العالم".
وأضافت: "قد أنشأنا شراكة لأمن الطاقة مع رئيس الولايات المتحدة بايدن.. وتحدثنا إلى العديد من موردي الغاز الطبيعي المسال المختلفين في جميع أنحاء العالم لسد الفجوة التي ستتركها روسيا".
وأجرت مفوضة الطاقة في الاتحاد الأوروبي، كادري سيمسون، محادثات مع شركات الغاز الطبيعي المسال في قطر وأذربيجان -المورد لممر الغاز الجنوبي- هذا الشهر، في حين تعهدت اليابان أيضًا بتقديم شحنات الغاز الطبيعي المسال الفائضة إلى أوروبا.
موضوعات متعلقة..
- مؤتمر إيجبس 2022.. هل تسهم مصر في تأمين إمدادات أوروبا بالغاز؟.. أسامة مبارز يُجيب
- الغاز الطبيعي.. اعتماد أوروبا على الواردات يتزايد وسط تراجع الإنتاج المحلي (تقرير)
- عقود الغاز الآجلة.. هل تغير أوروبا قناعاتها للتحرر من الإمدادات الروسية؟
اقرأ أيضًا..
- خط أنابيب الغاز النيجيري المغربي.. تطورات المشروع وعقبات قد تعرقل إنجازه
- مصانع بطاريات السيارات في الجزائر تواجه شبح الإغلاق.. والنشاط يتراجع 40%