الغاز الطبيعي.. اعتماد أوروبا على الواردات يتزايد وسط تراجع الإنتاج المحلي (تقرير)
زاد 15% في 10 سنوات
وحدة أبحاث الطاقة
تزايد اعتماد أوروبا على واردات الغاز الطبيعي بأكثر من 15% خلال العقد الماضي، مع ارتفاع الاستهلاك وتراجع الإنتاج المحلي؛ ما يجعل القارة دائمًا في دائرة الخطر، حال نقص الإمدادات.
ووفرت واردات الغاز سواءً عبر خطوط الأنابيب أو الغاز الطبيعي المسال أكثر من 80% من إمدادات الغاز لدى دول الاتحاد الأوروبي الـ27 والمملكة المتحدة في عام 2020، ارتفاعًا من 65% قبل 10 سنوات، بحسب تقرير صادر، اليوم الجمعة، عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وخلال عام 2020، شكّل استيراد الغاز الطبيعي عن طريق خطوط الأنابيب 74% من إجمالي الواردات، بينما بلغت حصة واردات الغاز المسال نسبة الـ26% المتبقية.
روسيا المورد الأكبر
تأتي واردات خطوط الأنابيب من الغاز الطبيعي إلى أوروبا من روسيا والنرويج وشمال أفريقيا وأذربيجان.
وتُعد روسيا المساهم الأكبر في توفير احتياجات أوروبا من الغاز بمقدار 13 مليار قدم مكعبة يوميًا في عام 2020، ارتفاعًا من 11 مليار قدم مكعبة يوميًا، مع الأخذ في الاعتبار تضرر الاستهلاك في عام الوباء.
بينما بلغ متوسط واردات أوروبا من الغاز الطبيعي من النرويج 9 مليارات قدم مكعبة يوميًا بين عامي 2010 و2020؛ إذ كان تطوير الحقول الجديدة في منطقة بحر بارنتس من الجرف القاري النرويجي غير كافٍ لتعويض الانخفاضات من الحقول الناضجة في بحر الشمال.
بينما تستورد أوروبا الغاز المسال من خلال عقود طويلة الأجل، وتميل هذه الواردات إلى التقلب من عام إلى آخر، اعتمادًا على أسعار الغاز العالمية، والطلب المدفوع بالطقس البارد، وتوافر إمدادات خطوط الأنابيب.
وارتفعت واردات الغاز المسال إلى أوروبا من 3.6 مليار قدم مكعبة يوميًا عام 2014 إلى 10.1 مليار قدم مكعبة يوميًا عام 2019.
الإنتاج المحلي
تأتي زيادة واردات الغاز الطبيعي الأوروبية خلال العقد الماضي، مع تراجع دور الإنتاج المحلي في دعم احتياجات القارة؛ إذ هبط بأكثر من 50% طوال 10 سنوات، وفق إدارة معلومات الطاقة.
وانخفض إنتاج الغاز في دول الاتحاد الأوروبي الـ27 والمملكة المتحدة من 18 مليار قدم مكعبة يوميًا عام 2010 إلى 9 مليارات قدم مكعبة يوميًا في عام 2020.
وجاء هذا الانخفاض نتيجة لاستنفاد الموارد وسياسات أوروبا الخضراء، التي تهدف إلى التخلص التدريجي من إنتاج الوقود الأحفوري في المنطقة.
ويأتي ذلك، مع معاناة أوروبا حاليًا من أزمة شديدة في إمدادات الغاز بعد عام الوباء، ووسط مخاوف تزايد الأزمة مع التوترات المتصاعدة بين روسيا -المورد الرئيس للمنطقة- وأوكرانيا، التي ينقل عبرها 40 مليار متر مكعب (1412.5 مليار قدم مكعبة) من الغاز سنويًا.
الطلب على الغاز
انخفض الطلب الإقليمي على الغاز الطبيعي في أوروبا بسرعة بين عامي 2010 و2014، قبل أن يستقر خلال السنوات الـ5 التالية عند 45 مليار قدم مكعبة يوميًا، بحسب التقرير.
ولم يشهد استهلاك القطاع الصناعي الأوروبي من الغاز أيّ تغيير تقريبًا؛ ليسجل متوسط 13.7 مليار قدم مكعبة يوميًا خلال العقد الماضي.
بينما أدت تدابير تحسين كفاءة الطاقة والكهرباء إلى خفض استهلاك الغاز في القطاع السكني والتجاري إلى متوسط 17 مليار قدم مكعبة يوميًا عام 2020.
في المقابل، شهد استهلاك قطاع الكهرباء من الغاز تراجعًا ملحوظًا بين عامي 2010 و2014، زيادة تغلغل الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء، قبل أن يرتفع بداية من عام 2016، مع الاتجاه إلى إغلاق محطات الكهرباء العاملة بالفحم.
موضوعات متعلقة..
- أزمة روسيا وأوكرانيا تهدد 30% من الطلب الأوروبي على الغاز (تقرير)
- الغاز في أوروبا.. 5 عوامل تحدد مصير السوق خلال 2022
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية تحذر من تقلبات بأسواق النفط بسبب سياسة أوبك+
- محطات براكة.. رحلة الإمارات للكهرباء عبر الطاقة النووية (إنفوغرافيك)