لوسيد تتفوق على مرسيدس.. منافسة شرسة للهيمنة على سوق السيارات الكهربائية
دينا قدري
يبدو أن طريق لوسيد الأميركية الناشئة أفضل من شركات صناعة السيارات القديمة في منافسة شركة تيسلا المسيطرة على سوق السيارات الكهربائية.
إذ كشفت مقارنة أجرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن بدء تشغيل سيارات كهربائية من الصفر لديه مزايا أكثر من مسار الشركات القديمة التي تعتمد سيارات البنزين، خاصة أن أكثر من قرن من الخبرة في بناء سيارات الاحتراق الداخلي لا تعني بالضرورة التفوق.
واختارت الصحيفة إجراء مقارنة بين سيارة لوسيد سيدان مع سيارة مرسيدس-بنز إي كيو إس 2022، التي تُعدّ أول سيارة سيدان كهربائية بالكامل من الشركة، التي اخترعت السيارة أساسًا في أواخر القرن الـ19.
الأفضلية لسيارة لوسيد
أكدت الصحيفة أن الرئيس التنفيذي مؤسس لوسيد، بيتر رولينسون، يرجّح كفة شركته بوصفها تلك التي تمتلك المعرفة المؤسسية الأكثر صلة، إذ كان من بين العقول الهندسية وراء سيارة تيسلا طراز إس.
وشددت على أن نطاق القيادة -البالغ 520 ميلًا الذي حطم الرقم القياسي- الذي استخرجه روليسنون من نماذج "آير" ليس سوى دليل أولي لتقنية شركته الداخلية الفائقة والنهج الكهربائي الشامل.
أمّا شركة مرسيدس الألمانية، فيتعين عليها أن تخدم مجموعتين من العملاء، إذ تعتزم بيع مجموعة من نماذج تحمل شارة إي كيو جنبًا إلى جنب مع إصدارات البنزين ذات الطراز المماثل؛ ما يعني أنه يجب عليها أن تطوّر شركة سيارات جديدة تهدف إلى إخراج خط إنتاجها القديم من العمل.
فرق التصميم والنطاق
تسير إي كيو إس بشكل جميل، بدءًا من توجيه العجلات الخلفية إلى ما يجب أن يكون أكثر مقصورة هدوءًا في أي سيارة كهربائية، إلّا أن ما ينقص هو أيّ ابتكار يعمل على تطوير القيادة الكهربائية.
فالكثير من تقنيات إي كيو إس هي أدوات استعراضية يمكن تطبيقها على أيّ سيارة تعمل بالبنزين، مثل شاشة "هايبر سكرين" مقاس 56 بوصة، والإضاءة المحيطة التي تتدفق من كل جانب، في 64 لونًا يمكن اختياره.
تفترض مرسيدس أن "إي كيو إس" بديل لسيارتها الرائدة من فئة إس، ومع ذلك، يجد البالغون الأطول أن رؤوسهم مضغوطة في المقعد الخلفي الضيق، ولا يوجد "صندوق تخزين" كما هي الحال في العديد من السيارات الكهربائية الخالية من المحركات.
أمّا لوسيد، فهي أقصر بـ 11 بوصة، ولكنها تناسب بسهولة ركّاب المقاعد الخلفية من طوال القامة، وتجلب أكبر مساحة تخزين في الصناعة.
تقول مرسيدس، إن إي كيو إس هي أكثر السيارات الديناميكية الهوائية إنتاجًا في العالم، لكن لوسيد آير يمكن أن تبدو رائعة، وعلى الرغم من مظهرها الهوائي، فإن إي كيو إس لديها نطاق يصل إلى 350 ميلًا، وفقًا لتصنيف الحكومة.
يُمكن لسيارة لوسيد الأكثر فاعلية أن تقطع مسافة أبعد بنحو 50%، وهو ما يكفي لنحو ساعتين ونصف من القيادة على الطرق السريعة.
نطاق السيارات وأسعارها
وحدة قيادة لوسيد -بما في ذلك محرك كهربائي وناقل حركة أحادي السرعة وعاكس- تخزّن حتى 650 حصانًا وتزن 163 رطلًا، وهو ما يقرب من 3 أضعاف كثافة الطاقة، أو حصانًا لكل رطل، من أفضل شركة تيسلا.
سيارات آير دريم إيديشن بنطاق 520 ميلًا تتوفر بسعر 170.5 ألف دولار، وغراند تورينغ بـ 140.5 ألف دولار بقوة 800 حصان وبنطاق 516 ميلًا.
كما تقدّر آير تورينغ نطاق يبلغ 620 ميلًا -أي ضعف قدرة سيارات بنز- بـ96.5 ألف دولار، وآير بيور بنطاق 406 أميال و480 حصانًا بـ78.9 ألف دولار، ومن المتوقع إصدارها في أواخر هذا العام.
بالنسبة للمنافسة الألمانية، توفر سيارة إي كيو إس 450 ميلًا وقوة 329 حصانًا بـ103.360 دولارًا.
تكنولوجيا السيارات الكهربائية
طوّرت لوسيد تكنولوجيا متطورة للسيارات الكهربائية، إذ لا توجد سيارة كهربائية تذهب أبعد من ذلك عند الشحن، ولا أيّ سيارة يجري شحنها بشكل أسرع، مضيفة ما يصل إلى 300 ميل في 20 دقيقة على شاحن 350 كيلو واط (أسرع معدل شحن لسيارات مرسيدس بنز هو 200 كيلو واط).
وقال رولينسون -في إشارة إلى اختبار السرعة على الطرق السريعة الذي أجرته منصة "إنسايد إي فيز"-: "لقد حصلنا للتو على 500 ميل من النطاق بسرعة 70 ميلًا/ساعة، كيف فعلنا ذلك؟ لقد فعلنا ذلك من خلال إجراء مراجعة تفصيلية لما كان ممكنًا من سيارة كهربائية".
وشدد على أن صانع السيارات التقليدي قد يكون قد حدد هدفًا يبلغ 400 ميل، وحققه ومضى قدمًا، مضيفًا: "اعتقدنا في الواقع أن 400 ميل ستكون جيدة جدًا، لكننا اكتشفنا المزيد والمزيد من التكنولوجيا.. لقد استبدلنا أخيرًا قلق النطاق بثقة النطاق".
تكرار تيسلا غير مستحيل
تستعد لوسيد أيضًا لبيع العديد من سيارات آير في أميركا هذا العام، ما يصل إلى 20 ألف من مصنع جديد في أريزونا- مقارنةً بـ إي كيو إس.
تعتزم لوسيد المتابعة مع سيارة غرافيتي الرياضية متعددة الاستخدامات في العام المقبل، وهي الأولى في خط توسّع مخطط ومصنع لتحقيق سعة 500 ألف سيارة سنويًا بحلول عام 2030.
يقرّ رولينسون بالعقبات التي تواجه أيّ شركة تأمل في تكرار صعود تيسلا الذي لا مثيل له حتى الآن، لكنه أشار إلى عدد المشككين الذين افترضوا أن تيسلا ستفشل بشكل مذهل في عام 2009، عندما انضم إلى الشركة.
موضوعات متعلقة..
- السيارات الكهربائية في 2022.. لماذا لوسيد آير الأفضل؟
- لوسيد موتورز تخطط لإنتاج بطارية سيارة كهربائية.. أكثر قوة وأقل تكلفة
- جنرال موتورز: سنتفوق على تيسلا ونقود صناعة السيارات الكهربائية بحلول 2025
اقرأ أيضًا..
- أوبك+.. فيتول تتوقع اشتعال أسعار النفط من جديد
- سيناريو غزو أوكرانيا.. هل تملك أوروبا فرصة التخلي عن غاز روسيا؟
- الطاقة الشمسية.. ميدان جديد لـ"الحرب التجارية" بين أميركا والصين