أزمة روسيا وأوكرانيا تهدد 30% من الطلب الأوروبي على الغاز (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
لا شك أن تصعيد التوترات بين روسيا وأوكرانيا سيضع أوروبا في مأزق كبير، بشأن تأمين احتياجاتها من الغاز الطبيعي، لكن قد تكون للواردات الأميركية دور في سدّ جزء من الفجوة.
ومن المتوقع أن تفقد أوروبا نحو 155 مليار متر مكعب سنويًا -ما يعادل 30% من احتياجات القارة العجوز- من واردات الغاز الطبيعي، إذا تسبب الصراع في توقف روسيا عن عمليات التسليم، بحسب تقرير حديث صادر عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي.
ورغم ذلك، من المحتمل أن يكون لواردات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة دور كبير في تقليل عجز الإمدادات، خاصةً بالنسبة إلى أوروبا الغربية، التي يمثّل الغاز الروسي ما يصل إلى 30% من احتياجاتها، بحسب التقرير.
واردات أوروبا من الغاز
تُعدّ روسيا موردًا رئيسًا للغاز في السوق الأوروبية من خلال شبكة خطوط الأنابيب الواسعة، إذ بلغ إجمالي الواردات 155 مليار متر مكعب العام الماضي.
واستوردت أوروبا الغربية (شمال غرب أوروبا والمملكة المتحدة والدول الإسكندنافية) 75 مليار متر مكعب من روسيا العام الماضي، وهو ما يمثّل 25% من إجمالي الطلب.
بينما استوردت أوروبا الشرقية (دول البلطيق وأوروبا الوسطى والشرقية) 55 مليار متر مكعب من الغاز الروسي خلال 2021، أي ما يعادل 57% من إجمالي الطلب.
كما بلغت واردات أوروبا الجنوبية (دول أيبيريا ودول البحر الأبيض المتوسط) من روسيا 25 مليار متر مكعب، وهو ما يُشكّل 21% من إجمالي احتياجات المنطقة.
تداعيات الصراع بين روسيا وأوكرانيا
من المتوقع أن تكون أوروبا الشرقية الأكثر تضررًا في القارة العجوز، حال وقف الصادرات الروسية من الغاز الطبيعي، كونها الأكثر اعتمادًا على الغاز الروسي، وفق ريستاد إنرجي.
وفي المقابل، يمكن لأوروبا الغربية من الناحية النظرية، أن تعوّض انقطاع الإمدادات الروسية، بزيادة واردات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة.
وتتمتع دول أوروبا الغربية بقدرة استيراد كافية تقريبًا من الغاز المسال، لتعويض الغاز الروسي، ولكنها ستحتاج إلى 8 مليارات متر مكعب إضافية من الإنتاج المحلي لتعويض الفارق، بالنظر إلى مستويات 2021، بحسب التقرير.
ومع ذلك، فإن التغويز -تحويل الغاز المسال مرة أخرى إلى غاز- قبل إرساله عبر خط الأنابيب إلى البلدان المستوردة، يمكن أن يكون عقبة أمام الواردات الجديدة، بحسب التقرير.
كما أن السعة الاحتياطية لاستيعاب زيادة واردات الغاز المسال تمثل تحديًا آخر، وكانت قدرة التغويز 100% الشهر الماضي، إذ استوردت أوروبا الغربية 294 مليون متر مكعب يوميًا خلال يناير/كانون الثاني، مع انخفاض الإمدادات الروسية.
ومن ناحية أخرى، تتمتع جنوب أوروبا بقدرة استيراد فائضة كبيرة، تمكنها من زيادة واردات الغاز المسال، لكنها قد لا تتأثر بوقف الصادرات الروسية، لأنها أقل اعتمادًا على روسيا، إذ إن المنطقة تستورد غالبية احتياجاتها من الغاز من سوق الغاز المسال، وكذلك عبر خطوط الأنابيب من شمال أفريقيا وأذربيجان.
أزمة الغاز في أوروبا
على الرغم من أن الانقطاع الكامل للغاز الروسي عبر الأنابيب -حال تصاعد أزمة روسيا وأوكرانيا- أمر غير مرجح، كما يشير تقرير ريستاد إنرجي، فإن أسواق الغاز الأوروبية تحت الضغط خلال فصل الشتاء.
إذ تقف مخزونات الغاز في أوروبا عند أقل مستوياتها في 5 سنوات، وتبلغ 54 مليار متر مكعب في الوقت الحالي، أقل بنسبة 30% عن متوسط السنوات الـ5، بحسب ريستاد إنرجي.
كما تشهد أسعار الغاز الطبيعي تقلبات شديدة بعد ارتفاعها في الأشهر الأخيرة إلى مستويات قياسية، ومن شأن أي تعطيل للإمدادات أن يرفع الأسعار مجددًا إلى مستويات غير مسبوقة، فضلًا عن تقلبات أسعار الغاز المسال الدولية.
هذا بالإضافة إلى عدم اليقين بشأن بدء تشغيل خط أنابيب نورد ستريم 2، مع احتمال تأجيل الموافقة التنظيمية من قبل ألمانيا إلى منتصف العام الجاري.
موضوعات متعلقة..
- أزمة روسيا وأوكرانيا.. كيف تتأثر أسواق الطاقة العالمية؟ (إنفوغرافيك)
- أزمة روسيا وأوكرانيا.. تداعيات محتملة على إمدادات الطاقة لأوروبا
اقرأ أيضًا..
- أوبك تحافظ على توقعات الطلب على النفط هذا العام
- السيارات الكهربائية.. هل تعرقل التحديات القائمة النمو القياسي للمبيعات؟