يعمل بمعالجة الليثيوم.. ينبع السعودية تحتضن مجمعًا ضخمًا لكيماويات البطاريات
شركات توقع اتفاقًا هندسيًا لمحطة كيماويات الليثيوم
هبة مصطفى
تعمل عدد من الشركات العالمية والعربية على تطوير مجمع كيماويات البطاريات في مدينة ينبع الصناعية بالسعودية؛ بهدف معالجة الليثيوم والمعادن الأخرى.
ويهدف المجمع لتطوير عدّة محطات تُعالج المعادن الأساسية لسلاسل توريد صناعة السيارات الكهربائية وبطاريات تخزين الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة.
ووقّعت شركات، الإثنين، اتفاقًا هندسيًا مبدئيًا للتخطيط لمحطة معالجة كيماويات وهيدروكسيد الليثيوم أحادي الهيدرات، ضمن خطط تطوير عدّة محطات بالمجمع.
وضم الاتفاق الهندسي مجموعة إيف ميتلز الرائدة في المواد الكيميائية وتقنيات البطاريات، وشركة موستانغ التابعة لوود غروب، وشركة فيصل جميل الحجيلان للاستشارات الهندسية.
مركز عالمي في السعودية
أكد رئيس مجلس إدارة شركة إيف ميتلز، عبدالله بوسفار، أن اختيار المملكة العربية السعودية مقرًا لمجمع كيماويات البطاريات جاء إستراتيجيًا، بما يحوّل المجمع لمركز عالمي لمعالجة المواد الخام اللازمة لمستقبل الطاقة النظيفة.
وأشار إلى أن محطة كيماويات الليثيوم خطوة أولى ضمن إستراتيجية موسّعة لتطوير المجمع، مؤكدًا أن أول خطَّين معالجة لهيدروكسيد الليثيوم أحادي الهيدرات سوف يوفران استثمارًا مبدئيًا يُقدَّر بـ 800 مليون دولار.
وأضاف أن خطَّي المعالجة من المقرر أن يُنتجا 50 ألف طن متري سنويًا من هيدروكسيد الليثيوم أحادي الهيدرات لمُصنّعي المعدّات الأصلية والسيارات الكهربائية وخلايا البطاريات.
وشدد على أن محطة كيماويات الليثيوم من شأنها توفير الإمدادات لمن يخشون عجز توافره عقب عام 2025، إذ تُوفر سلاسل توريد مستقرة ومستقلة وطويلة الأمد.
- بطاريات الليثيوم.. صناعة السيارات الكهربائية في أميركا تحت رحمة سلاسل التوريد
- سباق اكتشاف الليثيوم.. الصين تتوغل في الكونغو بمشروع جديد
سدّ فجوة سلاسل التوريد
أوضح المدير التنفيذي لمجموعة إيف ميتلز، مايكل نايلور، أنه من المخطط بناء أول خطَّي معالجة لهيدروكسيد الليثيوم أحادي الهيدرات، خلال الربع الأول من العام المقبل، على أن يدخل المشروع حيز التشغيل خلال النصف الثاني من عام 2024.
وأضاف أن إيف ميتلز تعمل على سدّ فجوة نقص عناصر سلاسل توريد صناعة السيارات الكهربائية وخلايا البطاريات، عبر تكثيف العمل بمجمعها وتطوير محطة كيماويات الليثيوم، ومحطة كيماويات النيكل، ومحطة إنتاج المواد الفاعلة للكاثود (قطب الدائرة الكهربائية).
وأرجع نايلور خطة عمل المجموعة في هذا المجال إلى إحداث تكامل بين احتياجات المنبع للصناعة حتى تطوير سلاسل التوريد وتوفير إمدادات معادن الليثيوم والنيكل وغيرها من غرب أستراليا لحين تطوير سلسلة التوريد السعودية.
تفاصيل الاتفاق
تهتم الاتفاقية الهندسية بتطوير أعمال البنية التحتية غير العملية للمحطة المزمع دخولها حيز التشغيل النصف الثاني من عام 2024، كالبنية التحتية للمرافق والموانئ.
بينما تتولى وود غروب وإيف ميتلز بقية عناصر الاتفاق الهندسي من مدينة بيرث عاصمة ولاية أستراليا الغربية، وهو الجزء الخاص بتوفير إمدادات الإنتاج تمهيدًا لمعالجته بالمجمع في السعودية.
وتُخطط إيف ميتلز لتطوير خطَّي معالجة -في مجمع كيماويات البطاريات- لإنتاج 50 ألف طن متري من هيدروكسيد الليثيوم أحادي الهيدرات سنويًا، بما يتطلب توفير 330 ألف طن سنويًا من الإسبومين المُركز الذي يحتوي على 6% من أكسيد الليثيوم.
وتهدف إيف ميتلز من تطوير مجمع كيماويات البطاريات بالسعودية إلى إنتاج مواد كيميائية تضم في مكوناتها الليثيوم والنيكل والكوبالت والمنغنيز.
ويوفر المشروع الإمكانات اللازمة لإضافة خطَّي معالجة آخرين بالحجم ذاته، بهدف مضاعفة السعة، وفق ما نشرته ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس، اليوم الثلاثاء.
بديل للصين
كانت إيف ميتلز قد شكّلت تحالفًا أستراليًا لليثيوم -في يناير/كانون الثاني- بهدف الإسراع من استكشاف وتطوير إنتاج الليثيوم ومعالجته.
ويطرح تحالف الشركات -عبر تعزيز تطوير مجمع كيماويات البطاريات، نفسه بديلًا للشركات الصينية التي تستحوذ حاليًا على غالبية الإسبودومين المركَّز الذي يُنتَج في أستراليا، بهدف توفير الإمدادات لصناعة معالجة المواد الكيميائية في الصين.
وكانت وود غروب قد بدأت، منذ عامين، مع إيف ميتالز بإعداد دراسات جدوى تطوير مجمعها المتكامل لتصنيع البطاريات الكيميائية، الذي يهدف لتعزيز إنتاج معادن تصنيع بطاريات الليثيوم آيون المستخدمة في تصنيع السيارات الكهربائية وتخزين الطاقة المتجددة.
وتبرز أهمية مجمع كيماويات البطاريات في أنه سيوفر سعات إضافية في مناطق قريبة من مصانع عملاقة للبطاريات، بما يعزز سدّ فجوة سلسلة قيمة البطارية في العالم، بخلاف ما تقوم به الصين من معالجة لمعادن البطاريات وتحويلها إلى مواد نشطة.
اقرأ أيضًا..
- التغير المناخي يتحول إلى فوبيا.. مرض نفسي جديد تحت اسم القلق البيئي
- إدارة معلومات الطاقة تخفض تقديرات الطلب على النفط في 2022
- إدارة معلومات الطاقة ترفع توقعات أسعار النفط 11% هذا العام