الاتحاد الأوروبي: انتقال الطاقة لا رجعة فيه.. وهناك من يرغب في إبطائه
ويتهم روسيا باستخدام إمدادات الطاقة سلاحًا لتحقيق مكاسب جيوسياسية
الطاقة
استحوذت أزمة التوترات السياسية بين روسيا وأوكرانيا على مباحثات مجلس الطاقة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، الذي انعقدت فعالياته في العاصمة الأميركية واشنطن.
وأكد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، جوزيب بوريل، أن التوترات السياسية بين روسيا وأوكرانيا سلّطت الضوء على حاجة أوروبا وبقية العالم إلى تنويع إمدادات الطاقة، وهو ما يبرز دور التعاون الإستراتيجي بين الاتحاد وأميركا في مجال أمن الطاقة.
وقال خلال كلمته في مجلس الطاقة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة: "أعتقد أن نقطة البداية اليوم هي أن انتقال الطاقة النظيفة أصبح الآن لا رجوع فيه.. هناك من يرغب في إبطائه".
وأضاف أنه في ضوء حالة الطوارئ المناخية، "علينا الإسراع بالتحول إلى الطاقة النظيقة.. نريد أن يكون الانتقال عادلاً، عالميًا وداخل مجتمعاتنا"، حسب بيان صحفي اليوم الإثنين.
الاحتياجات الفورية
أشار جوزيب بوريل إلى أن التركيز المفرط أيضًا على الاحتياجات الفورية قد يصرف الانتباه عن الصورة الأكبر، لأن الطاقة الموثوقة والميسورة التكلفة والآمنة لا يمكن أن تأتي إلا من مزيج طاقة منزوع الكربون يعتمد إلى حدّ كبير على مصادر الطاقة المتجددة.
وأكد أن التعاون بين أوروبا وأميركا سيعمل على تعزيز أمن الطاقة لأوروبا ولجيرانها المباشرين، في أوكرانيا ودول البلقان الغربية.
وأشار إلى أنه في خضم الأزمة الدبلوماسية القوية مع روسيا، فإن موسكو لا تتردد في استخدام إمدادات الطاقة إلى أوروبا سلاحًا لتحقيق مكاسب جيوسياسية وسط ارتفاع أسعار الطاقة في جميع أنحاء العالم.
وأوضح أن الاتحاد الأوروبي طالب روسيا بوقف التصعيد ويبذل جهودًا دبلوماسية لإقناع موسكو باختيار مسار الحوار، مضيفًا أنه في الوقت نفسه، فإن أيّ عدوان آخر ضد أوكرانيا سيكون له عواقب وخيمة وتكاليف باهظة في الردّ.
وتحدّث الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمنية عن التواصل مع مورّدي الطاقة الرئيسين من أجل تعزيز الاستعدادات وضمان بقاء إمدادات الطاقة موثوقة وميسورة التكلفة وآمنة.
الحياد الكربوني
تطرّق جوزيب بوريل، في كلمته، إلى المخاطر المناخية التي تهدد الأرض، قائلًا: "نحن بعيدون عن هدف الوصول إلى درجتين مئويتين، ناهيك عن 1.5 درجة.. في ظل وجود عالم لا يزال يعتمد على الوقود الأحفوري لأكثر من 75% من احتياجاته من الطاقة".
وأضاف: "هناك أيضًا أكثر من 600 مليون أفريقي لم يروا المصباح الكهربائي من قبل، ويحتاجون إلى المزيد من الطاقة.. وهو ما يتطلب زيادة إنتاج الطاقة لتلبية احتياجات العديد من الناس، فضلًا عن ضرورة اتخاذ إجراءات ضخمة وعاجلة لدفع عملية الانتقال إلى الطاقات النظيفة والمتجددة".
وأكد ضرورة تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في القضايا المناخية، "ويمثّل مجلس الطاقة فرصة جيدة للتأكد من أن جدول الأعمال الطموح عبر الأطلسي المتفق عليه في قمة المناخ كوب 26 سيحقق نتائج ملموسة".
وقال: "يعدّ التعهد العالمي بشأن الميثان مثالًا جيدًا، بدأناه معًا، ووضع الميثان بشكل مباشر على جدول أعمال المناخ العالمي".
أمن الطاقة
من جانبها، أكدت مفوضة الطاقة في الاتحاد الأوروبي، كادري سيمسون، أن هناك حاجة إلى شراكة قوية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لتعزيز أمن الطاقة في أوروبا ودفع التحول العالمي للطاقة إلى الأمام.
وقالت: "في أوروبا، نواجه ارتفاعًا في أسعار الطاقة، مدفوعًا بأسواق الغاز المتقلبة والتوترات بين أوكرانيا وروسيا، إذ يكشف الوضع الحالي أيضًا عن بعض التحديات الهيكلية، والتي يمكن معالجتها بشكل أفضل في حال العمل المشترك".
وأضافت أن تقلّب الأسعار المرتفع يشير إلى أن انتقال الطاقة ليس عملية خطية، ولكنه طريق به تقلبات صعود وهبوط، وبالعمل المشترك، يمكن الاستمرار في المسار بشكل أفضل.
وأوضحت أنه على الرغم من ارتفاع الأسعار، يجب الحفاظ على ثقة الجمهور ودعم انتقال الطاقة النظيفة، مشيرة إلى أنه في الاتحاد الأوروبي، يُطلق عليها "الصفقة الأوروبية الخضراء"، إذ هناك مبادرات تشريعية رئيسة تنتظر الانتهاء منها، سواء في الولايات المتحدة أو في أوروبا.
وأضافت أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يمكنهما إظهار أن تقنيات الطاقة النظيفة قادرة على المنافسة، وخلق وظائف جديدة، ويمكن أن تفيد جميع الأقاليم والمناطق، في انتقال عادل.
أسواق الطاقة المتجددة
دعت كادري سيمسون إلى العمل بشكل مشترك لتوسيع أسواق مصادر الطاقة المتجددة، وخلق فرص للصناعة، كما هي الحال في الرياح البحرية، وخفض تكاليف التقنيات الأكثر ابتكارًا والواعدة، مثل الهيدروجين الأخضر أو المفاعلات المعيارية الصغيرة.
وقالت: "يمكننا أن نقود الطريق على المستوى العالمي، كما فعلنا مع التعهد العالمي بشأن الميثان للحدّ من انبعاثات الميثان، إذ انضمت الآن أكثر من 100 دولة".
وأوضحت أن مجلس الطاقة يمثّل علامة فارقة أخرى في الشراكة من أجل أمن الطاقة في أوروبا، مشيرة إلى أنه رغم الجهود المبذولة منذ عقد من الزمن لتنويع طرق الغاز، فإن هناك إدراكًا أن سوق الغاز في أوروبا لا تزال تعتمد بشكل كبير على مورد واحد، وهو ما يتطلب مواصلة إعطاء الأولوية للتنويع، ليس فقط لأوروبا، ولكن أيضًا لأوكرانيا.
ونبّهت في كلمتها خلال اجتماع مجلس الطاقة إلى أنه في ظل مساعي أوروبا لتقليل الاعتماد على مورد واحد، فإنها تتجه إلى الولايات المتحدة، أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال، متطلعة إلى تحديد طرق للحفاظ على صادرات الغاز الطبيعي المسال القوية إلى أوروبا في الأشهر المقبلة.
موضوعات متعلقة..
- الاتحاد الأوروبي: روسيا مسؤولة جزئيًا عن تراجع مستويات تخزين الغاز
- محادثات الطاقة في الاتحاد الأوروبي بين معارك أسعار الكربون والتمويل الأخضر
اقرأ أيضًا..
- السيارات الكهربائية.. 10 أنواع تتنافس على قمة المبيعات في فرنسا
- أوبك+.. فيتول تتوقع اشتعال أسعار النفط من جديد
- الغاز المسال.. مكاسب ضخمة للتجار مع هبوط المخزون الأوروبي