اقتصاد الهيدروجين.. إجراءات ضرورية لتعزيز دوره في إزالة الكربون (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
يمثّل تعزيز اقتصاد الهيدروجين ضرورة ملحّة حتى يفي الوقود النظيف بدوره المنتظر في دفع عملية إزالة الكربون حول العالم.
وتنبع أهمية الهيدروجين في عملية تحول الطاقة بأن لديه القدرة بصفة خاصة على خفض الانبعاثات في القطاعات التي يصعب كهربتها.
ورغم كل الجدل الدائر حول الهيدروجين منذ عقود، فإن الصناعة ما تزال صغيرة وكثيفة الكربون؛ لذلك يوضح منتدى الطاقة الدولي ما يجب فعله حتى يحقق الهيدروجين إمكاناته بصفته وقودًا متعدد الاستخدامات وحيادي الكربون.
اقتصاد الهيدروجين
زخم سياسي كبير يشهده الهيدروجين حاليًا؛ إذ أعلنت اليابان عزمها على أن تصبح مجتمعًا قائمًا على الهيدروجين، وتهدف المملكة المتحدة إلى إرساء أسس اقتصاد الهيدروجين بحلول عام 2030.
بينما تستهدف الإمارات الاستحواذ على 25% من السوق العالمية للهيدروجين بحلول نهاية العقد، إذ تخطط المنتج الرئيس للنفط لتنفيذ أكثر من 7 مشروعات للهيدروجين موجهة إلى أسواق التصدير الرئيسة، بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا والهند.
ورغم ذلك، فإن سوق الهيدروجين ما تزال في بدايتها، فهي تمثّل 1% فقط من مزيج الطاقة، وترتبط بنحو 915 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا، بحسب المحللة في منتدى الطاقة الدولي، أليسون كاترايت.
ويتطلب إنشاء اقتصاد الهيدروجين الذي يلبي الأهداف المناخية أن يتحول إلى سوق عالمية بدلًا من المركزية الشديدة حاليًا، وذلك من خلال التعاون عبر القطاعات ودعم السياسات لتقليل التكلفة والمخاطر للمستثمرين، بالإضافة إلى تسريع تطوير التكنولوجيا والبنية التحتية، بحسب التقرير.
دعم البنية التحتية
هناك حاجة ماسّة لبناء البنية التحتية للهيدروجين، وخاصة للتخزين والنقل، ويمكن أن يعتمد هذا -إلى حدّ كبير- على البنية التحتية القائمة للطاقة، مثل الموانئ وخطوط أنابيب الغاز الطبيعي.
وعلى سبيل المثال، هناك مشروع قيد التنفيذ في المملكة المتحدة لنقل الهيدروجين والغاز الطبيعي من خلال شبكة الغاز الحالية، إذ يمكن لتهيئة البنية التحتية الحالية لهذا الصدد، أن تجنّب الدولة 6 ملايين طن من انبعاثات الكربون سنويًا.
وفي الوقت نفسه، يهدف مشروع هيدروجين بقيمة 9 مليارات دولار في ناميبيا إلى الاستفادة من الموارد المتجددة في البلاد.
ومع ذلك، ما تزال هناك صعوبة في جذب الاستثمار في المشروعات باهظة الثمن وغير المثبتة؛ بسبب عدم اليقين فيما يتعلق بكل من العرض والطلب، وفق التقرير.
ولذلك يحتاج اقتصاد الهيدروجين إلى مزيد من الدعم السياسي للتخلص من المخاطر على جانبي العرض والطلب، وهذا قد يحدث من خلال تسعير الكربون، على سبيل المثال، وفق رؤية أليسون كاترايت.
سدّ الفجوة الخضراء
في إطار تعزيز اقتصاد الهيدروجين، فإنه يجب على الحكومات تحفيز إنتاج الهيدروجين الأخضر، حتى يكون له دور كبير في إزالة الكربون.
وفي الوقت الحالي، فإن الهيدروجين الأخضر أغلى مرتين إلى 3 مرات من الهيدروجين الأزرق -المنتج من الغاز الطبيعي باستخدام تقنية احتجاز الكربون- وما يصل إلى 10 مرات أكثر من الهيدروجين المعتمد على الوقود الأحفوري، بحسب التقرير.
وفي قمة المناخ كوب 26، أعلن مجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة تعهدات من 28 شركة عبر قطاعات متعددة لمعالجة حالة عدم اليقين في كل من العرض والطلب على الهيدروجين منخفض الكربون، إذ من المتوقع أن يساعد ذلك في تجنّب أكثر من 200 مليون طن من انبعاثات الكربون سنويًا.
وسيكون من المفيد إنشاء نظام معترف به دوليًا لإصدار الشهادات وتحديد كثافة الكربون في إنتاج الهيدروجين، بحسب التقرير.
التنسيق على الأصعدة كافة
يتطلب تسريع اقتصاد الهيدروجين استجابة منسقة بين القطاعات والدول والهيئات الدولية، حتى يحدث الفرق في إزالة الكربون عالميًا، بحسب رؤية منتدى الطاقة الدولي.
وبصفتها مستوردًا رئيسًا للطاقة، تخطط ألمانيا للعمل مع شركاء دوليين للوصول إلى هدفها المتمثل في 6 غيغاواط من سعة الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030.
وعلى جانب الشركات، أعلنت شركتا بي بي ودايملر -مؤخرًا- مشروعًا مشتركًا يهدف إلى تسريع شبكة الهيدروجين في المملكة المتحدة لدعم النقل بالشاحنات التي تعمل بخلايا الوقود.
موضوعات متعلقة..
- أوابك: 3 مراحل للإسراع ببناء اقتصاد الهيدروجين في الدول العربية
- مساهمة الهيدروجين النظيف في قطاع الطاقة بحلول 2050 (إنفوغرافيك)
- مشروعات الهيدروجين في 2021.. زخم السياسات الخضراء يقود طفرة كبيرة
اقرأ أيضًا..
- كيف تغير الطلب العالمي على الذهب في 2021؟ (إنفوغرافيك)
- الطاقة الشمسية في أميركا تتصدر مزيج الكهرباء في 2022.. فهل تستطيع خفض الانبعاثات؟