قفزة في إنتاج بيرو من النحاس والذهب رغم الاحتجاجات المحلية
أمل نبيل
حقق إنتاج بيرو من النحاس والذهب خلال العام الماضي مستويات جيدة، رغم الاحتجاجات التي شهدتها في 2021 ضد شركات التعدين من قبل سكان الدولة العائمة على بحر من المعادن النفيسة للمطالبة بإغلاق المناجم وإنهاء عمليات التنقيب.
وارتفع إنتاج النحاس في بيرو -ثاني أكبر منتج في العالم بعد تشيلي- بنحو 7% إلى 2.3 مليون طن خلال العام الماضي 2021، على الرغم من بعض الاحتجاجات التي تسبّبت في تعطّل بعض المشروعات المهمة في البلاد.
ويُستخدم النحاس في كثير من المجالات، بدءًا من مواد البناء إلى البطاريات والمحركات، وهو عنصر في عملية التحول نحو الطاقات المتجددة والمركبات الكهربائية.
وكشف تقرير حديث لوزارة الطاقة والمناجم في الدولة الواقعة بقارّة أميركا الجنوبية، زيادة إنتاج البلاد من المعادن الثمينة خلال العام الماضي، إذ ارتفع إنتاج الذهب بنحو 9.7%، وقفز إنتاج الفضة بقيمة 21.5% خلال 2021.
ويستحوذ النحاس على الجزء الأكبر من صادرات بيرو إلى الخارج، ويأتي 80% منه من 5 مناجم، هي: أنتامينا (20%)، وسوثيرن كوبر (17.3%) ، وسيرو فيردي (18.2%) ، ولاس بامباس (12.6%)، وتشينالكو (10.3%)، وفقًا لموقع مايننغ.
وفي ديسمبر/كانون الأول، أعلن منجم لاس يامباس توقُّف العمل بسبب حصار تعرّض له من سكان بيرو، استمر لمدة شهر.
ويقع منجم لاس بامباس للنحاس على ارتفاع 4 آلاف متر عن مستوى سطح البحر، ويُنتج نحو 400 ألف طن من النحاس سنويًا.
ووفقًا للتقرير، استحوذ منجما منيرا بوديروسا، ومينيرا ياناكوتشا، على النصيب الأكبر من إنتاج الذهب خلال العام الماضي.
اتفاقية جديدة مع شركات التعدين
تصاعدت الاحتجاجات ضد شركات التعدين منذ تولّي الرئيس بيدرو كاستيلو منصبه في يوليو/تموز من العام الماضي2021.
وأبرم الرئيس القادم من حزب اشتراكي اتفاقية جديدة مع شركات تعدين النحاس في بيرو، كما أعاد توزيع الأرباح على سكان جبال الأنديز التي يقع بقربها منجما أنتامينا ولاس بامباس.
وقالت الجمعية الوطنية للتعدين والنفط والطاقة في بيرو، إن معظم المتظاهرين يطالبون بمنع التعدين في منابع المياه، متجاهلين أن تلك الأماكن محمية بموجب قانون الموارد المائية.
100 مليار دولار لمواجهة العجز
ترى سي آر يو غروب، المتخصصة في تقديم الاستشارات حول سوق المعادن عالميًا، أن صناعة النحاس عالميًا تحتاج إلى نحو 100 مليار دولار لمواجهة عجز سنوي محتمل بنحو 4.7 مليون طن بحلول عام 2030.
وإذا فشل منتجو النحاس في العالم في سدّ العجز المتوقع في الإنتاج، ستستمر أسعار النحاس في الارتفاع، وهو ما يمثّل تحديًا كبيرًا لدول العالم التي تهدف للتحول الأخضر والتخلص من الانبعاثات البيئية الضارة.
ويُستخدم النحاس في تصنيع البنية التحتية لمصادر الطاقة المتجددة، مثل توربينات الرياح والألواح الشمسية وبطاريات السيارات الكهربائية.
ومن المتوقع أن تبلغ إمدادات النحاس مستوى 19.1 مليون طن بحلول نهاية العقد الجاري، بانخفاض 12%، مقارنة بمستويات 2021، وهذا يعني أن المعروض من النحاس سيكون الطلب المتوقع عند 25.5 مليون طن، وفقًا لريستاد إنرجي..
موضوعات متعلقة..
- شركة هوشيلد للتعدين تتوقّع انخفاض إنتاجها في بيرو والأرجنتين
- الذهب الملاذ الآمن في مواجهة أوميكرون - مقال
- النحاس.. مشروعات الطاقة النظيفة في مهب ارتفاع الأسعار
اقرأ أيضًا..
- عجز إمدادات النحاس يهدد الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية
- احتياطيات الذهب.. المصارف المركزية ترفع حيازتها 14 طنًا في ديسمبر
- الصعود الكبير لأسعار النفط.. هل يهدد أهداف المناخ العالمية؟