"مبومالانغا" مخزن الفحم في جنوب أفريقيا.. كيف تعوض ثروتها مع تحول الطاقة؟
دراسة حديثة تقدم 3 سياسات تضمن الانتقال العادل
مي مجدي
تعدّ صناعة الفحم في جنوب أفريقيا العمود الفقري لمقاطعة مبومالانغا، إذ تمثّل قرابة 80% من إجمالي الإنتاج.
ومع ذلك، يمكن لهذه المقاطعة أن تحتوي خسائرها المحتملة خلال التخلص التدريجي من أقذر وقود أحفوري في العالم وتحقيق مكاسب كبيرة من الطاقة المتجددة من خلال اتّباع خطة مدروسة وسياسات طموحة لإزالة الكربون.
وفي هذا الشأن، سلّطت دراسة جديدة صادرة عن مشروع "كوبنفيتس" -وهو جزء من مبادرة المناخ الدولية (آي كيه آي)، الضوء على الفرص المتاحة للمقاطعة لتصبح مركزًا للطاقة النظيفة، واستبدال وظائف قطاع الفحم بوظائف في قطاع الطاقة المتجددة.
سياسات الانتقال العادل
تعدّ مبومالانغا مسؤولة عن قرابة 80% من إجمالي إنتاج الفحم في جنوب أفريقيا، كما إنها موطن لأغلب المحطات التابعة لشركة إسكوم؛ لذا فهي تعتمد على استثمارات الفحم بدرجة كبيرة، حسب مجلة إي إس آي أفريكا المتخصصة في الطاقة.
ويمكن لهذه المقاطعة أن تتكبد خسائر فادحة حال عدم اتّباع خطوات مدروسة ومناسبة للتخلص التدرجي من أكثر أنواع الوقود الأحفوري تلويثًا للهواء.
وأوضح التقرير الجديد 3 سياسات تضمن الانتقال العادل بعيدًا عن الفحم للمقاطعة:
- يمكن لمبومالانغا تعويض فقدان الوظائف في هذا القطاع من خلال الاستثمار في الطاقة المتجددة وتوفير صناعات تحويلية إقليمية للطاقة النظيفة.
- يمكن أن تصبح مبومالانغا مركزًا للطاقة النظيفة في جنوب أفريقيا من خلال بناء أساس راسخ لقطاع الطاقة المتجددة.
- يعدّ الانتقال من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة النظيفة فرصة لتوفير الوظائف للجنسين.
توصيات لإزالة الكربون
يشمل التقرير -أيضَا- عدّة توصيات لإزالة الكربون، والتي يمكن أن تدفع بعجلة التنمية في مبومالانغا، من بينها:
- تنفيذ سياسات لتطوير الطاقة المتجددة في مبومالانغا لتجنّب صافي خسارة الوظائف.
- تطوير وتوسيع شبكة النقل لتسهيل الاستثمارات في الطاقة المتجددة داخل المقاطعة وفي أماكن أخرى.
- تخصيص مناطق اقتصادية خاصة (إس إي زي) لتصنيع المعدّات الرئيسة لدفع صناعة الطاقة النظيفة في المقاطعة.
- توفير برامج تنمية مهارات الطاقة المتجددة من خلال مؤسسات التعليم والتدريب التقني والمهني لتوفير فرص العمل للمواطنين.
- تنمية قدرات النساء على تنظيم المشروعات لإمكان الوصول إلى الأسواق والشبكات.
التخلص التدريجي
خلال قمة المناخ كوب26، تعهدت ألمانيا بدعم جهود جنوب أفريقيا بمبلغ 700 مليون يورو للتخلص التدريجي من محطات الكهرباء العاملة بالفحم.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، دخلت البلاد في شراكة مع فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة لدعم إزالة الكربون من اقتصادها.
وتعهدت الدول الصناعية باستثمار قرابة 8.5 مليار دولار أميركي لإغلاق المحطات التي تعمل بالفحم، وتشجيع انتقال الطاقة العادل بوظائف جديدة.
وتأمل وزارة الغابات ومصايد الأسماك والبيئة في جنوب أفريقيا خفض الانبعاثات من قطاع الطاقة بنسبة تتراوح بين 80 إلى 90%، إذ يعدّ أكبر مصدر للانبعاثات في البلاد.
اقرأ أيضًا..
- إنتاج النفط الأميركي يرتفع 244 ألف برميل يوميًا خلال نوفمبر
- إنتاجية الآبار الجديدة في حوض برميان قد تسجل مستوى قياسيًا في 2022
- بعد توقعات زيادة الطلب.. هل ينتصر الفحم في معركة الحياد الكربوني؟ (تقرير)