محمد هامل أمين منتدى الدول المصدرة للغاز يطالب بالتوازن في التنمية المستدامة
دينا قدري
أكد الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز، الجزائري محمد هامل، أن التخفيض التدريجي لاستهلاك الفحم الذي أوصت به قمة المناخ الأخيرة التي انعقدت في غلاسكو، يُمكن أن "يفيد الغاز الطبيعي بالتأكيد".
إذ أوضح -خلال ندوة استضافها المنتدى- أن "التحول من الفحم إلى الغاز هو خيار التخفيض الأقل تكلفة في العديد من الدول النامية، بما في ذلك الدول ذات الكثافة السكانية الكبيرة، وهو مكون رئيس في إسهاماتها المحددة وطنيًا".
إلا أنه حذّر من أن "تأثير تطوير أسواق الكربون في الغاز الطبيعي هو سؤال أكثر تعقيدًا يجب الإجابة عنه"، مع مراعاة ضرورة وجود توازن دقيق بين ركائز التنمية المستدامة.
السياسة والطاقة
استعرضت الندوة -التي استضافها منتدى الدول المصدرة للغاز تحت عنوان "الغاز الطبيعي في أعقاب كوب 26"- التغيّرات السياسية وتأثيرها في الوقود الأحفوري الأسرع نموًا في العالم، وهو الغاز الطبيعي.
وجاءت في الوقت الذي يتخذ فيه العالم خطوات حاسمة بشأن تغير المناخ، بمشاركة متحدثين من الدرجة الأولى يمثّلون الدول المصدرة للغاز والأوساط الأكاديمية والشركات ومقدمي الخدمات.
واستعرضت الجلسة الأولى، التي قادها محمد هامل، النتائج الرئيسة لقمة المناخ كوب 26، بما في ذلك الآثار المحتملة على قطاع الطاقة، لا سيما الغاز الطبيعي، حسبما أفاد الموقع الرسمي للمنتدى.
بينما ركّز الجزء الثاني من ندوة الدول المصدرة للغاز على استجابات قطاع الغاز إلى ما خرج من القمة في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، والقضايا المحتملة مع توجه الصناعة نحو قمة المناخ كوب 27.
الغاز.. نظيف ومرن
أشار مساعد رئيس شؤون البيئة في وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية، أحمد عبدربه، إلى أن الخطاب الحالي قد يؤدي إلى اختناق التمويل لمشروعات الهيدروكربونات الجديدة، وكذلك فرض ضرائب كربون جديدة على جميع أنواع الوقود الأحفوري.
وخلال مشاركته في الندوة التي ترأسها محمد هامل، قال عبدربه -الذي ستستضيف بلاده كوب 27-: "علينا أن نعد الغاز الطبيعي أنظف أنواع الوقود الأحفوري، وعلينا نشر هذه الحقيقة، ومحاولة تعزيز بصمته بهذه الطريقة".
ومن جانبه، سلّط نائب رئيس أبحاث الغاز والغاز الطبيعي المسال في شركة وود ماكنزي، ماسيمو دي أودواردو، الضوء على مرونة الغاز، مؤكدًا أن قمة المناخ كوب 26 تحقق نتيجة إيجابية لصناعة الغاز.
وقال: "لا يزال الغاز في طريقه ليكون مرنًا خلال تحول الطاقة. نعتقد أن حزمة الميثان العالمية توفر إطارًا لتسريع خفض انبعاثات النطاق 1 و2، والالتزامات بالتخفيض التدريجي للفحم تمهد الطريق نحو مزيد من استخدام الغاز في تطوير الأسواق الآسيوية".
وأضاف أنه يمكن أن توفر أطر تسعير الكربون العالمية حوافز مناسبة لتوسيع نطاق احتجاز الكربون وتخزينه والهيدروجين الأزرق.
أسواق الكربون وتسعيره
من جانبها، استكشفت مديرة أبحاث الكربون في شركة ريفينيتيف، هيغ فيلهايم، تطور أسواق الكربون خلال ندوة منتدى الدول المصدرة للغاز، مشيرة إلى أوروبا بوصفها مثالًا واقعيًا لتسعير الكربون الجاري.
وقدّم الجزائري محمد هامل، أمين عام المنتدى، المدير العام لبرنامج البحث والتطوير في مجال غازات الاحتباس الحراري بوكالة الطاقة الدولية، تيم ديكسون، لإلقائه كلمة، إذ ألقى الضوء على آفاق احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه في ضوء كوب 26، في أثناء مشاركته في الجلسة الثانية من الندوة عبر الإنترنت.
واستبعد حقيقة أنه على الرغم من وجود التكنولوجيا المثبتة، فإن الإمكانات الحقيقية لاحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه لم تتجل بعد.
وقال ديكسون: "أنت بحاجة إلى بعض الاستقرار السياسي من أجل تنفيذ هذه المشروعات الكبيرة كثيفة رأس المال. لدينا نحو 27 مشروعًا (حول العالم)، نحتاج إلى تجاوز 100 مشروع بحلول عام 2035. الوسائل للقيام بذلك موجودة، نحتاج فقط إلى السياسات المعمول بها للتحفيز".
بينما لخّص محلل الطاقة والبيئة والسياسة في منتدى الدول المصدرة للغاز، سيد أحمد حمداني، الخطوات التي تُعد ولا تُحصى التي تتخذها الدول الأعضاء في المنتدى لتحسين البصمة الكربونية، بالإضافة إلى تعزيز المؤهلات البيئية للغاز الطبيعي.
وقال: "احتجاز الكربون وتخزينه واستخدامه، بالإضافة إلى سلسلة التوريد المحايدة للكربون وخفض انبعاثات الميثان، تُعد من السبل الممكنة".
موضوعات متعلقة..
- منتدى الدول المصدرة للغاز بقيادة محمد هامل يأمل بالتعاون مع أوبك لرسم خريطة لانتقال الطاقة
- سيناريو الحياد الكربوني 2050 يحدد 6 ميزات لتحول الطاقة عالميًا (تحليل)
- بعد توقعات زيادة الطلب.. هل ينتصر الفحم في معركة الحياد الكربوني؟ (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- ولي العهد السعودي يؤكد دعم المملكة لاستقرار سوق النفط
- جحيم في البحر.. انفجار سفينة نفط في نيجيريا (فيديو وصور)
- وزير بريطاني: السيارات الكهربائية أكثر ضررًا على البيئة