الغاز القطري.. الكشف عن شروط الدوحة لتأمين إمدادات طارئة إلى أوروبا
الطاقة
تسعى العديد من الدول الأوروبية إلى تأمين احتياجاتها من الغاز من مصادر خارجية، وفي مقدّمتها الغاز القطري، مع تصاعد التوترات على الحدود بين موسكو وكييف، ما يهدد بتوقف إمدادات الغاز الروسي إلى القارّة العجوز.
وكشفت مصادر عن أن قطر -أكبر منتج للغاز- طلبت من الاتحاد الأوروبي تقييد إعادة بيع الغاز خارج الاتحاد إذا كان يريد من قطر ومورّدي الغاز الرئيسيين الآخرين توفير إمدادات طارئة في حال نشوب صراع بين روسيا وأوكرانيا.
العقود طويلة الأجل
قال مصدر، إن قطر طلبت أيضًا قرارًا من الاتحاد الأوروبي بشأن تحقيق أُجري عام 2018 حول عقودها طويلة الأجل، والتي قالت المفوضية الأوروبية، إنها قد تمنع التدفق الحرّ للغاز في أوروبا وسوقها الموحدة للغاز، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
تمسّ الطلبات التي قدّمتها قطر جوهر قواعد تحرير سوق الغاز في الاتحاد الأوروبي، إذ يرى الاتحاد أن التجارة الحرة كليًا للغاز ضرورية لأمن الطاقة، لكن كبار المنتجين وبعض مستهلكي الغاز يقولون، إن الإصلاحات التي جرت في العقدين الماضيين تسبّبت في كثير من الأحيان بالفوضى، وأدت إلى ارتفاع الأسعار.
كانت روسيا قد اتهمت عددًا من دول أوروبا -وفي مقدّمتها ألمانيا- بالمتاجرة في الغاز الروسي، من خلال إعادة بيعه إلى الأسواق الأخرى، إذ تشترى الدول الأوربية الغاز من خلال عقود طويلة الأجل، والتي عادة ما تكون أقلّ بكثير من الأسعار الفورية التي يعاد فيها بيع الغاز.
التوترات الجيوسياسية
يأتي ذلك في وقت تشعر فيه الولايات المتحدة بالقلق من أن روسيا تستعدّ لغزو أوكرانيا، وقد طلبت في الأسابيع الأخيرة من قطر ومنتجي الغاز الرئيسيين الآخرين دراسة ما إذا كان بإمكانهم إمداد أوروبا بالغاز إذا تعطلت التدفقات الروسية.
وتنفي موسكو، التي حشدت نحو 120 ألف جندي بالقرب من جارتها، وجود خطط لغزو أوكرانيا، وتتهم الغرب بتصعيد التوترات.
وتزوّد روسيا أوروبا بنحو ثلث احتياجاتها من الغاز، وأيّ انقطاع من شأنه أن يفاقم أزمة الطاقة الحالية الناجمة عن النقص العالمي في النفط والغاز.
تحويل شحنات الغاز القطري
على الرغم من أن قطر تفتقر إلى ما يكفي من الغاز الاحتياطي، فإنها أشارت إلى أنها ستكون على استعداد لتحويل بعض الكميات من آسيا بوساطة من الولايات المتحدة.
ولم تتقدم الدوحة بعد بمثل هذا الطلب لتحويل مسار الشحنات، وفقًا للمصدر وشخص آخر مطّلع على مثل هذه المناقشات.
من المقرر مناقشة الإمدادات الطارئة المحتملة لأوروبا خلال محادثات في واشنطن هذا الأسبوع بين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد والرئيس الأميركي جو بايدن.
وقال مسؤولون أميركيون، إن بايدن وأمير قطر سيجتمعان اليوم الإثنين لمناقشة خطة واسعة تشمل أمن الطاقة في أعقاب الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا.
وتعدّ قطر أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال في العالم، وقد تحوّل الإمدادات إلى أوروبا إذا تسبّب الصراع في أوكرانيا بتعطيل شحنات الغاز الروسي إلى القارّة.
كما ستشمل خطة بايدن المحادثات النووية الإيرانية والعلاقات مع أفغانستان، إذ تمثل مصالح واشنطن الآن الدولة الخليجية الصغيرة.
طلبات الدوحة
خلال الأسبوع الماضي، قدّمت الدوحة طلباتها إلى الاتحاد الأوروبي، وتحدّث أمير قطر إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
وقالت المفوضية الأوروبية، إنها لن تعلّق على تفاصيل المناقشات مع الشركاء الدوليين بشأن إمدادات الغاز القطري أو غيره.
وقال المصدر: "إمدادات قطر لن تكون مشروطة بالطلبات، لكن يجب التعامل مع القضايا لضمان حلول طويلة وقصيرة المدى لأزمة الغاز الطبيعي المسال في أوروبا".
وتأمل الدوحة من الاتحاد الأوروبي تسوية التحقيق الذي يُجريه بخصوص العقود القطرية طويلة الأمد للغاز، التي تعتمد عليها قطر في مبيعات الغاز الطبيعي.
وأضاف المصدر: "سيضمن ذلك أن يتمكن الاتحاد الأوروبي من إبرام عقود طويلة الأجل مع قطر ودول أخرى بدلاً من العقود الفورية الأكثر تكلفة أو البحث عن حلول قصيرة الأجل خلال الأزمات".
تحويل الفائض
تريد الدوحة ضمانات من الاتحاد الأوروبي بأن الدول الأعضاء تحوّل أيّ فائض من الغاز الطبيعي المسال داخل الاتحاد الأوروبي فقط.
وقال المصدر: "إذا لم تُنَفَّذ الشحنات الطارئة إلى الاتحاد الأوروبي يمكن إعادة بيعها بصفة شحنات فورية لتحقيق ربح من الاتحاد الأوروبي، ممّا يطيل أمد نقص الطاقة في الاتحاد الأوروبي أساسًا".
وأشار المصدر إلى أن هذه الحلول لن تكون فقط لقطر، وأنها لضمان أيّ إمكان لإيجاد حلول لأوروبا، سواء قطر أو غيرها.
موضوعات متعلقة..
- أوروبا تبحث عن بدائل إمدادات الغاز الروسي.. والغاز القطري والأميركي في المقدمة
- مفاوضات قطرية أميركية لتوفير احتياجات أوروبا من الغاز
- سيناريو يستبعد انقطاع الغاز الروسي عن أوروبا بالكامل (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع تباطؤ نمو الطلب على الغاز عالميًا في 2022
- إنتاج النفط والغاز في الجزائر يشهد قفزة في 2021