تطورات الغاز المسال في أفريقيا.. تنزانيا تواصل المفاوضات وموزمبيق تخطو خطوات جادة
مي مجدي
منذ أن أدركت شركات الطاقة العملاقة إمكانات الغاز المسال الهائلة في أفريقيا، اتجهت للاستثمار وتطوير المشروعات في العديد من البلدان الأفريقية.
ورغم العراقيل التي تواجه قطاع الغاز، شهدت تنزانيا وموزمبيق تطورات مهمة منذ بداية عام 2022.
ففي مطلع الشهر الجاري، استقبلت موزمبيق أول محطة عائمة للغاز المسال في أفريقيا، بينما تواصل تنزانيا مفاوضات مشروع الغاز الطبيعي المسال مع شركات النفط والغاز.
مشروع الغاز المسال في تنزانيا
اكتسب مشروع الغاز المسال في تنزانيا زخمًا واسعًا، بعدما تولّت الرئيسة سامية حسن منصبها في مارس/آذار الماضي.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، استأنفت الحكومة التنزانية مفاوضات اتفاقية الدولة المضيفة "إتش جي إيه" الخاصة بمشروع الغاز الطبيعي المسال البالغة تكلفته 30 مليار دولار أميركي، بعد توقّف دام لأكثر من 4 سنوات.
وأكد وزير الطاقة التنزاني جانيوري مكامبا خلال افتتاح المحادثات الأولية أن الحكومة ملتزمة بتنفيذ مشروع الغاز المسال.
وفي تطور جديد، أعلنت الحكومة التنزانية أن المفاوضات مستمرة، لكنها ستستغرق وقتًا أطول من المتوقع، بحسب ما نشره موقع إيست أفريكان.
ومن المتوقع المضي قدمًا في مناقشة كل مرحلة من مراحل المشروع، كما ستتناول المفاوضات طبيعة مشاركة شركة تنمية النفط التنزانية الحكومية (تي بي دي سي)، والإطار المالي، والإعفاءات الضريبية، واستقرار البنود والمحتوى المحلي.
جذب الاستثمارات
بدأت تنزانيا التنقيب عن النفط والغاز على مدار الأعوام الـ64 الماضية، وحققت أول اكتشاف للغاز الطبيعي في عام 1974 بجزيرة سونغو سونغو وفي خليج منازي.
وتمتلك تنزانيا -حاليًا- احتياطيات مؤكدة من الغاز الطبيعي تبلغ 57 تريليون قدم مكعبة، مع ما لا يقلّ عن 49.5 تريليون قدم مكعبة من الاحتياطيات البعيدة عن الساحل.
ورأى المتحدث باسم عمليات الإنتاج الدولية في شركة إكوينور، أولا مورتن انستاد، أن المناقشات مع الحكومة التنزانية مسألة حيوية لإنشاء إطار مالي وقانوني وتنظيمي مستقر بهدف إتاحة التنافس على صعيد عالمي وجذب المزيد من مستثمري الغاز الطبيعي المسال.
وقال مدير المشروع في شركة تنمية النفط التنزانية الحكومية، فيديستر أغري، إن مفاوضات اتفاقية الدولة المضيفة "إتش جي إيه" مستمرة.
وما تزال المحادثات في تنزانيا مستمرة للشهر الثالث بين الحكومة التنزانية وشركات النفط العالمية المتعلقة بشروط تطوير مشروع الغاز المسال في جنوب شرق البلاد، والتي تبلغ قيمته 30 مليار دولار أميركي.
وكان من المقرر الانتهاء من المحادثات بشأن اتفاقية الإطار التجاري بين تنزانيا وشركة النفط والغاز النرويجية "إكوينور" وشركة "رويال داتش شل" في سبتمبر/أيلول 2019، وانطلاق المشروع في عام 2020.
حصص مشروع الغاز المسال
من المتوقع أن يضيف المشروع نحو 10% من الغاز الطبيعي المسال للاستخدام المحلي في البلاد.
وتمتلك شركة إكوينور مربع 2 البحري بالشراكة مع شركة إكسون موبيل، وتمتلك الشركة النرويجية حصة 65%، بينما تبلغ حصة إكسون موبيل 35%.
ومنذ عام 2011، حققت إكوينور 9 اكتشافات للغاز من أصل 15 بئرًا استكشافية في المربع 2.
وقال المتحدث باسم عمليات الإنتاج الدولية في شركة إكوينور، أولا مورتن انستاد، إن سير محادثات مشروع الغاز الطبيعي المسال بكفاءة سيوفّر قيمة لجميع الشركات المعنية وتنزانيا.
وتابع: "نحن نخطط لتحقيق نتائج مثمرة، وسنقدّم الموارد اللازمة لتحقيق نتيجة إيجابية".
على الجانب الآخر، تتوخى شركة شل الحذر، قائلة، إن مشروع الغاز الطبيعي المسال مكلف، ويجب على جميع الأطراف التوصل إلى اتفاق قبل إطلاقه.
وتمتلك الشركة الأنجلو-هولندية حصصًا في المربعين 1 و4 مع شركة أوفر للطاقة، وقامت حتى الآن بحفر 18 بئرًا.
وتُقدّر الشركة أن المربعين يحتويان على قرابة 16 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، ومن المقرر أن تبدأ عمليات البناء في عام 2023، بعد تأجيلها 3 مرات.
أول منشأة عائمة في أفريقيا
رغم تباطؤ الإجراءات في تنزانيا، تخطو دولة موزمبيق خطوات واسعة في قطاع الغاز.
وفي مطلع الشهر الجاري، استلمت موزمبيق، التي تتشارك الحدود واحتياطي الغاز مع تنزانيا، أول منشأة عائمة لإنتاج الغاز المسال في المياه العميقة بأفريقيا.
وقال معهد النفط الوطني في موزمبيق، إن محطة "كورال سول" العائمة وصلت إلى حوض روفوما الأسبوع الماضي، وستؤدي دورًا حاسمًا في مشروع كورال ساوث، المسؤولة عنه شركة النفط والغاز الإيطالية إيني، وتبلغ تكلفته 7 مليارات دولار أميركي، مضيفًا أن المحطة ستنتج وتبيع الغاز المستخرج من المنطقة الجنوبية للحقل.
وأوضح أن السفينة تبلغ حمولتها 220 ألف طن، وهي أول منشأة عائمة للغاز الطبيعي المسال تُبنى من أجل الإنتاج في المياه العميقة، ومصممة خصوصًا للقارّة الأفريقية على يد شركة "سامسونج هيفي انداستريس" الكورية الجنوبية.
ويبلغ طولها 432 مترًا، وعرضها 66 مترًا، وتصل طاقتها الإنتاجية 3.4 مليون طن من الغاز الطبيعي سنويًا.
ولدى موزمبيق القدرة على إنتاج أكثر من 30 مليون طن متري من الغاز المسال سنويًا، لكن توقّف المشروع عن العمل لمدة 4 سنوات، وتسبّب ذلك في حدوث اضطرابات وتعطّل المشروع.
وتُدير المحطة شركة توتال إنرجي الفرنسية، ويمكنها بدء إنتاج الغاز المسال في منطقة مابوتو بحلول عام 2026 حال استئناف العمل في محطة أفونجي خلال العام الجاري، بعد تعليقها بسبب اجتياح مسلحين بلدة بالما القريبة من المشروع؛ ما أسفر عن مقتل العشرات من المواطنين، بالإضافة إلى العديد من المقاولين العاملين في المشروع.
اقرأ أيضًا..
- أرامكو السعودية توقع 50 اتفاقية لتعزبز المحتوى المحلي بقطاع التوريد
- إندونيسيا تستثمر 2.3 مليار دولار في تغويز الفحم
- الربط الكهربائي.. تطورات جديدة في مشروع تبادل الطاقة بين السعودية والعراق