التغير المناخيأخبار التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسيةقمة المناخ كوب 27

كوب 27.. اهتمام عالمي بالمبادرة المصرية "مليون شاب متطوع في التكيف المناخي"

تسعى لمحو الأمية المناخية

داليا الهمشري

في ظل استعدادات مصر لاستضافة قمة المناخ المقبلة كوب 27، حظيت مبادرة المليون شاب متطوع في التكيف المناخي باهتمام عالمي، بعد نجاحها في جمع أطياف المجتمع المصري كافة تحت مظلة العمل المناخي.

ونظّم المبادرة مؤسسة الفريق التطوعي للعمل الإنساني بالمشاركة مع جامعة عين شمس التي ترعى المبادرة علميًا وأكاديميًا، وجامعة الأزهر الشريف التي دعمت المبادرة من خلال مشاركة نحو نصف مليون طالب جامعي ومليوني خرّيج ومليوني طالب في التعليم قبل الجامعي، ليكونوا أعضاء في فريق متطوعي المناخ.

وتسعى المبادرة إلى معالجة آثار التغيرات المناخ الحالية، واتخاذ إجراءات استباقية لتقليل انبعاثات غازات الدفيئة التي يطلقها الأفراد، والعمل عن كثب لتعزيز التكيف المناخي مع الشركاء المعنيين، فضلًا عن تمكين الأفراد في المجتمع لإجراء تغيير طويل الأمد ودائم بمحو الأمية المناخية.

كما تركّز المبادرة على تطوير قيادات قوية وملهمة من خلال نموذج للتعاون والشراكة.

كوب 27
رئيس المبادرة الدكتور مصطفي الشربيني مع السفير الدنماركي لدى القاهرة سفند أولينغ

أهداف مبادرة المليون شاب متطوع في التكيف المناخي

قال رئيس المبادرة، عضو لجنة بناء القدرات بشبكة منظمات اتفاقية باريس للمناخ بالأمم المتحدة عن الاتحاد الدولي لخبراء التنمية المستدامة، الدكتور مصطفى الشربيني، -في تصريحات خاصة إلى "الطاقة"-، إن الهدف الرئيس للمبادرة يتمثل في الحد من العادات والأنشطة اليومية التي تتسبّب في إطلاق غازات الاحتباس الحراري.

وأوضح أن الأنشطة اليومية والمنزلية تسبّب أكثر من 50% من هذه الانبعاثات، وفقًا لتصنيفات الأمم المتحدة.

وأضاف أن مبادرة المليون شاب متطوع في التكيف المناخي تتطلع إلى توعية المجتمع بصورة جماعية، وأن تكون همزة وصل بين الجهات الحكومية والجهات العلمية لاستخراج الأبحاث من الأدراج، والتفاعل بها مع المواطنين، ولا سيما فئة الشباب، في صورة دورات تدريبية وورش عمل وندوات.

وأكد أن تغير المناخ يمثّل أحد أكبر التحديات في التاريخ، مطالبًا بضرورة تضافر الجهود لمعالجة حالة الطوارئ المناخية للأجيال المقبلة، من خلال مبادرة المليون شاب متطوع للتكيف المناخي، والتي تقدّم فكرة سفراء للمناخ ملتزمين باتخاذ إجراءات مناخية فورية، لإحداث فارق عالمي في وعي المجتمع.

وتابع أن المبادرة تركّز على شباب الجامعات والنساء، كونهم الأكثر تأثيرًا في هذه المرحلة، لافتًا إلى أنه بإمكان النساء ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه، كما يمكن تدريبهن على إعادة التدوير لخفض البصمة الكربونية للأفراد، وهذا هو الهدف الرئيس من المبادرة.

أنشطة المبادرة

لفت رئيس المبادرة إلى ضرورة توعية المواطن المصري بأهم الأضرار التي تتكبدها الدولة نتيجة التغيرات المناخية، فضلًا عن المخاطر الصحية المترتبة عليها.

وحذّر من أن تغير المناخ يمكن أن يتسبب في فقدان بعض الوظائف وتقليل إنتاجية المحاصيل الزراعية، ومن ثم حدوث نقص في الغذاء وارتفاع الأسعار.

وذكر أن أنشطة مبادرة المليون شاب متطوع في التكيف المناخي تتضمن -قبل كوب 27- برنامج توعية يُطلق عليه "من أجل المواطنين" للتوعية في الأماكن المختلفة -بخلاف الجامعات- مثل مراكز الشباب، بجانب عقد ندوات للتوعية في أماكن مختلفة حول مواجهة التغيرات المناخية ومحو الأمية الكربونية.

وأضاف أن مصر تُعدّ من أقلّ الدول في إطلاق الانبعاثات الكربونية -وفقًا للتقارير المصرية المقدّمة للهيئة الدولية المعنية بالتغيرات المناخية-، إذ تمثّل مصر نحو 6% من انبعاثات الكربون العالمية، لافتًا إلى أنه على الرغم من هذه النسبة التي تكاد تكون معدومة، تحتلّ مصر رقم 19 أو 20 في قائمة الدول الأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية.

مصر تقود العالم

أوضح الشربيني أنه بالنظر للموقع الجغرافي المصري، فمصر مهددة بنقص بعض المحاصيل وبعض الأضرار الصحية ونقص الدخل السياحي، نتيجة تأثّر السواحل المصرية بالتغيرات المناخية، إلى جانب مخاطر التصحر وندرة المياه والجفاف، كل هذه المخاطر يمكن أن تتعرض لها مصر نتيجة الانبعاثات الكربونية التي أطلقتها الدول الكبرى.

وأشار إلى أن مصر تتبنّى إستراتيجية تهدف إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، بحيث تتماشى مع التوجه العالمي في التكيف المناخي.

وأكد أن مصر تقود العالم وقارّة أفريقيا -حاليًا- باستضافة قمة المناخ المقبلة (كوب 27) في 7 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، والتي ستستمر على مدار 15 يومًا.

وشدد الشربيني على أن المبادرة تخدم القضايا المصرية، وتقف خلف الدولة في استضافتها للمؤتمر العالمي كوب 27 من خلال جمع الحشد من جميع أطياف المجتمع المصري، ونشر توعية مجتمعية من خلال تدريب فئات كثيرة من المجتمع على أهم القضايا المناخية من أجل نشر الوعي لدى الشباب في الجامعات.

سفراء المناخ

أبرز الشربيني انتهاء الدورة التدريبية للدفعة الثالثة لبرنامج سفراء المناخ الذي نُفِّذ بالتعاون مع كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس يوم الخميس الماضي، والتي ضمت كوادر علمية متنوعة من مختلف التخصصات.

وأضاف أن الدفعة الرابعة من برنامج سفراء المناخ بدأت يوم السبت الماضي 22 يناير/كانون الثاني، وستستمر على مدار 10 أيام بنظام التعليم عن بُعد، لافتًا إلى أنه سيُقام حفل تخرج للدفعتين الثالثة والرابعة بحضور الوزراء والجهات المهتمة بشؤون المناخ بمقرّ جامعة عين شمس خلال إجازة منتصف العام الدراسي.

وأوضح أن المبادرة نجحت -مؤخرًا- في تدشين 3 حركات مناخية هي حركة محامين من أجل المناخ برئاسة رئيس اتحاد شباب محامي مصر بالنقابة العامة للمحامين، محمد فتحي البطران، وحركة مهندسين من أجل المناخ برئاسة نقيب مهندسي الغربية، المهندس عادل توفيق، وحركة أطباء من أجل المناخ الجاري تدشينها بالتعاون مع كلية الطب بجامعة المنصورة.

وتوقّع الشربيني أن تشهد المرحلة المقبلة مشاركة من فئات المجتمع كافة في قضايا المناخ.

مصر تستضيف قمة المناخ كوب 27
بطل المناخ العالمي نيغل توبينغ، مع شباب المبادرة

بطل العمل المناخي

حظيت المبادرة باهتمام بطل المناخ العالمي الذي عيّنته الأمم المتحدة لمؤتمر الأطراف للتغير المناخي (كوب 27)، نيغل توبينغ، الذي حرص على لقاء شباب المبادرة يوم الأربعاء الماضي ١٩ يناير/كانون الثاني بالسفارة البريطانية.

ووعد بطل المناخ العالمي أنه سيعمل علي تمكين الشباب بالتنسيق رفيع المستوى، وتقديم المشورة بشأن تنفيذ الإستراتيجية الخاصة بتغير المناخ.

وناقش مع الشباب المصري 3 محاور خاصة بالتغيرات المناخية، وهي كيفية تقليل الانبعاث وإيجاد السبل للتعايش مع التغيرات المناخية -وهو ما يُعرف بالتكيف المناخي-، وتوفير الدعم المادي اللازم للدول النامية لمواجهة التغيرات المناخية.

وقالت أحد أعضاء مبادرة المليون شاب متطوع للتكيف المناخي، والتي شاركت في الحوار مع توبينغ، شيماء زهير: "ناقشنا مع بطل المناخ أهم استعدادات مصر الخاصة باستضافة قمة المناخ (كوب 27) التي طُرحت بمنتدى شباب العالم، وعرضنا عليه مبادرة المليون شاب متطوع للتكيف المناخي، كونها بمثابة أهم المبادرات العالمية لمنظمات المجتمع المدني الخاصة بالأعمال الفردية المعروفة باسم سفراء المناخ".

بينما أشاد نيغل توبينغ بأهمية المبادرة بوصفها خطوة تنفيذية على أرض الواقع، مؤكدًا أن صوت شباب المبادرة مسموع في كل أرجاء العالم، وأنه يتبادل دائمًا الحديث مع الدكتور مصطفي الشربيني رئيس المبادرة.

مبادرة الدنمارك الخضراء

أبرز رئيس المبادرة، الدكتور مصطفى الشربيني، مشاركة مبادرة المليون شاب متطوع للتكيف المناخي في افتتاح المعرض الافتراضي الذي نظّمته سفارة الدنمارك حول التكنولوجيا الخاصة بالطاقة والتكيف المناخي، في إطار مبادرة الدنمارك الخضراء في القاهرة.

وحضر الافتتاح سفير المناخ الدنماركي ومستشار وزير الخارجية لشؤون التغير المناخي وسفير الدنمارك السابق في القاهرة، توماس إنكر كريستيانسن، والسفير الدنماركي لدى القاهرة سفند أولينغ، ووفد من مبادرة المليون شاب متطوع للتكيف المناخي.

وأوضح أن هذا المعرض افتُتح من قلب القاهرة، كون مصر الدولة المُنظِّمة لقمّة كوب 27، وأن السفارة قد وجّهت الدعوة لقادة العمل المناخي الملهمين والمؤثرين في المجتمع.

وسلّط الشربيني الضوء على دور الدنمارك بمثابة صوت مستقل قائم على المعرفة بالتحول الأخضر في الإلهام، ورفع سقف الطموحات في العمل المناخي.

إزالة الكربون العالمي

تسعى الدنمارك إلى تكثيف جهودها لتعزيز صادرات تقنيات المناخ الدنماركية وإزالة الكربون العالمي.

وخصصت الدنمارك 25 مليار كرونة دانماركية (3.8 مليار دولار أميركي) لصندوق التنمية الجديد، منها 14 مليار كرونة دانماركية مخصصة لترويج الصادرات التي تعمل على مواجهة التغيرات المناخية وتحوّل الطاقة.

(دولار أميركي = 6.57 كرونة دنماركية)

وأشار الأمين العامّ للمبادرة، حسام الدين محمود، إلى أن الدنمارك تعمل على تطوير خطط عمل مناخية طموحة تتماشى مع اتفاقية باريس، ولا سيما فيما يتعلق بالحدّ من الانبعاثات الكربونية، وتحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

بينما يرى الشربيني أن حرص الجهات الدولية على لقاء شباب المبادرة -الذي تلقّى التدريب من خلال برامج سفراء المناخ- يؤكد انتشار المبادرة على المستوى الدولي، متوقعًا أن تشهد المبادرة مزيدًا من الزخم خلال المدة المقبلة.

أول منصة تفاعلية للمناخ

في تطوّر جديد لأنشطة المبادرة، كشف الشربيني عن انطلاق منصة المناخ التفاعلية الأسبوع الماضي، على هيئة برنامج أسبوعي في الساعة 6 مساءً كل يوم ثلاثاء.

ويحضر -في هذا البرنامج- اثنان من أساتذة الجامعات على برنامج الاجتماع عن بُعد "زوم".

وأفاد الشربيني أن محاضرة الأسبوع الماضي تناولت الأرصاد الجوية والتغيرات المناخية، وألقاها المهندس الاستشاري في الأرصاد الجوية والخبير الدولي في الأمم المتحدة، الدكتور محمد عزوز.

بينما كانت المحاضرة الثانية حول إعلام المناخ للعميد السابق لكلّية الإعلام بالسويس، الدكتورة جيلان شرف.

وقال الشربيني: "نحرّر شهادات حضور للمشاركين في هذه المنصة التثقيفية التفاعلية للمناخ، وهذه هي المرة الأولى في الشرق الأوسط وأفريقيا التي يكون فيها منصة تفاعلية لقضايا المناخ".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق