البرازيل تلجأ إلى الطاقة النووية لمكافحة آثار الجفاف وحل أزمة الكهرباء
هبة مصطفى
تكافح البرازيل للتغلب على الآثار التي أحدثتها أزمة الجفاف في توليد الكهرباء بعدة طرق، وتدرس التوسع في الطاقة النووية وتعزيز حصتها في مزيج الكهرباء بإدخال محطات جديدة حيز التشغيل عام 2050.
وفي محاولة لتعويض فاقد الطاقة الكهرومائية الناجم عن أزمة الجفاف التي لحقت بالبلاد إثر التغيرات المناخية، اتبعت الدولة عدة إجراءات؛ منها اللجوء للاقتراض لتغطية فاتورة استيراد الكهرباء وإقرار قوانين جديدة تُحفز حرق الفحم.
وتعاقدت وزارة المناجم والطاقة مع سيبل (مركز لأبحاث الطاقة الكهربائية مُمول من الدولة ومقره ريو دي جانيرو)، لتحديد مواقع عدد من محطات الطاقة النووية التي تعتزم البلاد إدخالها حيز التشغيل عام 2050.
الطاقة النووية في البرازيل
أوضحت "سيبل" أن محاولات التغلب على آثار أزمة الجفاف في إنتاج الطاقة الكهرومائية، هي ما دفعت نحو دمج الطاقة النووية في مزيج الكهرباء البرازيلي، وفق صحيفة وورلد نيوكلير نيوز.
وتُشكل الطاقة الكهرومائية 80% من مزيج الكهرباء في البرازيل، لكنّ الجفاف ونقص المياه تسببا في خفض حصتها إلى 65% عام 2018.
بينما رحّبت وزارة المناجم والطاقة بالتعاون مع سيبل لتحديد أكثر المواقع كفاءة للمحطات النووية الجديدة، مع مراعاة الطلب على الطاقة والضرورات الاجتماعية والبيئية، وكيفية جذب استثمارات تسمح بالتوسع في بناء تلك المحطات.
وتملك البرازيل محطة طاقة نووية واحدة (أنغرا) تُسهم في مزيج الكهرباء بنسبة 3%، عبر مفاعلين جرى تشغيلهما عامي 1982 و2000، ويُنتظر بدء بناء مفاعل ثالث بالمحطة عقب تقديم الدعم إلى المشروع الذي يواجه عقبات.
وسبق أن خاضت البرازيل محاولات توسع في محطات الطاقة النووية عامي 2009 و2013، من خلال بحث إنشاء محطتين تضم كل منهما 4 مفاعلات كبيرة، بمناطق الشمال الشرقي والجنوب الشرقي.
وبدأت حينها شركة إليترو نيوكلير المسؤولة عن إدارة محطة أنغرا محادثات حول التوسع النووي في البرازيل، مع الشركة الوطنية النووية الصينية المملوكة للدولة، والشركة الكورية للطاقة الكهربائية "كيبكو"، وشركة روس آتوم الروسية الحكومية للطاقة النووية، وشركة ويستنغهاوس إلكتريك الأميركية.
- أزمة الجفاف.. البرازيل تقترض لمواجهة الآثار الكارثية على الكهرباء
- كوب 26 والبرازيل.. التزام بالحياد الكربوني وتعهُد بوقف إزالة الغابات
جهود حكومية
تتماشى تلك التوسعات في الطاقة النووية مع رؤية الحكومة البرازيلية، التي كشف عنها وزير المناجم والطاقة، بينتو كوستا ليما، خلال قمة الأمم المتحدة للتغير المناخي كوب 26 التي انعقدت في غلاسكو نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي.
وتعهد ليما حينها بإسهام الطاقة النووية بما يعادل 10 غيغاواط في مزيج الكهرباء ببلاده في غضون 30 عامًا، طبقًا لخطة الطاقة الوطنية حتى عام 2050، مؤكدًا أن الطاقة النووية كانت وما تزال ركيزة أساسية لانتقال الطاقة.
وانضمت البرازيل -خلال كوب 26- إلى اتفاق منع إزالة الغابات ومنع تآكل الأراضي تحت قيادة المملكة المتحدة، كما أعلنت التزامها بالوصول للحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وقبل أيام، سمحت الحكومة البرازيلية بالاقتراض للتغلب على الآثار المالية الناجمة عن أزمة الجفاف، التي ألقت بظلالها على شركات توزيع الكهرباء والطاقة وكذلك العملاء.
وكانت الحكومة البرازيلية قد فرضت زيادة في أسعار الكهرباء بنسبة 6.78% منذ سبتمبر/أيلول العام الماضي، في محاولة للتغلب على ما سببته أزمة الجفاف من تراجع لإنتاج محطات الطاقة الكهرومائية.
ولم تنجح الزيادات التي فُرضت على المستهلكين في سداد فاتورة البرازيل الكهربائية بعدما لجأت إلى استيراد إمدادات الكهرباء لتلبية الطلب المحلي، ما دفعها إلى اللجوء للاقتراض قبل أيام.
اقرأ أيضًا..
- بن عتو زيان وزير الطاقات المتجددة: الجزائر ستزود أوروبا بالهيدروجين.. ولا يمكن محو النفط والغاز (مقابلة)
- الهيدروجين الأخضر.. الإمارات وألمانيا يبحثان التعاون في تجارة وقود المستقبل
- النفط والفحم.. الصين تعزز مخزوناتها في 2021 وتحقق رقمًا قياسيًا