شركات عالمية تفوز بمزاد مزارع الرياح البحرية في إسكتلندا
وتوقعات بزيادة سعة الكهرباء من الطاقة المتجددة في البلاد
مي مجدي
تشهد صناعة الطاقة المتجددة في إسكتلندا طفرة ضخمة خلال السنوات المقبلة مع إعلان نتائج أكبر مزاد لمزارع الرياح البحرية، إذ حققت شركات الطاقة العملاقة نجاحًا كبيرًا خلال المزاد، وكانت شركة بي بي البريطانية، وشل الأنجلو-هولندية، وتوتال إنرجي الفرنسية، من بين الفائزين في المزاد.
وكانت شركة "كراون إستيتس سكوتلاند" قد أعلنت أكبر مزاد لمزارع الرياح البحرية في البلاد، خلال يوليو/تموز الماضي، وكشفت، اليوم الإثنين، النقاب عن الفائزين بعقود إيجار 17 مشروعًا.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمشروعات قرابة 25 غيغاواط، وهو رقم فاق جميع التوقعات، إذ كانت البلاد تتوقع أن يوفر المزاد 10 غيغاواط فقط.
وفي الوقت الحالي، تبلغ قدرة الرياح البحرية في إسكتلندا نحو 2 غيغاواط، وتمثّل نسبة ضئيلة من إجمالي مصادر الطاقة المتجددة.
وعلى مدى العقد المقبل، يمكن لمزارع الرياح البحرية الجديدة أن تزيد من قدرة الطاقة المتجددة في البلاد، بحسب شبكة بي بي سي البريطانية.
مزارع الرياح البحرية
يعدّ مزاد "سكوتويند" الأول من نوعه منذ عقد كامل، الذي يعرض بيع أراضي قاع البحر في المياه الإسكتلندية.
وجذب المزاد اهتمامًا كبيرًا من مقدّمي العطاءات المحليين والدوليين، فقد حصل المزاد على 74 عطاءً من شركات المرافق وصناديق الاستثمار وشركات النفط الكبرى، من بينها بي بي وشل.
وخلال الجولة الأولى لمزاد "سكوتويند" عرضت البلاد 8 آلاف و600 كيلو متر مربع من أراضي قاع البحر الإسكتلندي في 15 منطقة، وسيوفر ذلك الكهرباء لجميع الأسر الإسكتلندية، بالإضافة إلى أكثر من 6 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
إعلان النتائج
فازت شركات الطاقة العملاقة، مثل بي بي البريطانية، وشل الأنجلو-هولندية، وتوتال إنرجي الفرنسية، بنصيب كبير في المزاد.
وحصلت شركة "سكوتيش باور رنوابلز" على أكبر عقود الإيجار، والتزمت الشركة ببناء 3 مزارع رياح بحرية جديدة، كما ستعمل على تطوير مزارع رياح عائمة بالتعاون مع شركة شل.
أمّا شركة بي بي، فتسعى لتطوير مزرعة رياح بقدرة 2.9 غيغاواط بمساعدة شركة "إي إن بي دبليو" الألمانية على بعد 60 كيلومترًا من ساحل أبردين.
وتعاونت "إس إس إي رنوابلز" مع شركتي "مورابني" و"سي آي بي" لتطوير مزرعة رياح بحرية عملاقة جديدة قادرة على إنتاج 2.6 غيغاواط من الكهرباء.
بينما ستقوم شركة "دي إي إم إي" ببناء مزارع رياح ثابتة وعائمة تبلغ 2 غيغاواط.
وسيعمل مشروع "أوفشور ويند باور" المشترك بين مجموعة "ماكواربز غرين إنفستمينت" وتوتال إنرجي الفرنسية و"ريدج" على تطوير مزرعة رياح بقدرة 2 غيغاواط.
وتلتزم شركة "أوشن ويندز" ببناء مزرعة رياح بقدرة 1 غيغاواط قبالة الساحل الشمالي الشرقي في موقع "إن إي 4".
وتعاونت شركتا "فاتنفول "و"فريد أولسن سيويند" في مشروع لإنتاج 798 ميغاواط قبالة الساحل الشرقي.
في حين ستلتزم شركة "فولك رنوابلز" لتطوير مشروع بقدرة 2.7 غيغاواط، أمّا شركة "باي وا آر.إي" فستُنشئ مزرعة رياح قادرة على توليد الكهرباء بقدرة 960 ميغاواط.
وستقوم شركة "ماغنورا" بتطوير أصغر مزرعة رياح بقدرة تصل إلى 495 ميغاواط فقط.
مزايا المشروعات الجديدة
ستوفر المشروعات الجديدة العديد من المزايا للبلاد من خلال توليد كميات هائلة من الكهرباء المتجددة، إلى جانب الإيرادات التي ستستفيد منها الحكومة الإسكتلندية لتطوير المشروعات الخضراء.
وقالت شركة "كراون إستيتس"، إن الفائزين سيدفعون نحو 700 مليون جنيه أسترليني (955 مليون دولار أميركي) مقابل رسوم عقود الخيار، ثم ستُمرّر إلى الحكومة الإسكتلندية للإنفاق العامّ.
ومن المتوقع أن تقدّم الشركة عروضًا أولية هذا الشهر لمقدّمي العطاءات الفائزين، بعد ذلك، ستوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقيات قبل أن يتمكن الفائزون من المضي قدمًا في الخطط التفصيلية، بحسب مانشره "إليكتريكال رفيو".
إذ يقع على عاتقهم الكثير من المسؤوليات، من بينها التصميم والحصول على إذن الرسم التخطيطي وتأمين توصيلات الشبكة والتمويل والتركيب.
وعلّق الرئيس التنفيذي للشركة، سيمون هودغ، بأن نتائج المزاد دليل على الثقة في قدرة إسكتلندا على انتقال قطاع الطاقة.
وقال: "بعد شهرين فقط من استضافة كوب26، اتخذنا خطوة كبيرة نحو تعزيز مستقبل الاقتصاد بالكهرباء المتجددة".
وتابع: "بالإضافة إلى الفوائد البيئية، تمثّل المشروعات استثمارًا كبيرًا في الاقتصاد الإسكتلندي، ويُظهر تنوّع وحجم المشروعات التقدم الملحوظ في قطاع الرياح البحرية، واستعداد البلاد لتصبح مركزًا رئيسًا لتطوير هذه التقينة في السنوات المقبلة".
اقرأ أيضًا..
- مشروع النفط الصخري الأميركي يشهد تخارج ثاني شركة هندية
- الغاز في أوروبا.. 5 عوامل تحدد مصير السوق خلال 2022
- عجز إمدادات النحاس يهدد الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية