إيران تعلن عن خط أنابيب لتصدير الوقود إلى الدول الآسيوية
يمتد بطول ألف كيلو متر
هبة مصطفى
يُشكل خط أنابيب تابش الإيراني الجديد طوق نجاة جديد لها، سواء لتلبية الطلب المحلي على المنتجات النفطية خاصة في المناطق الشرقية، أو لإزالة عقبات مواصلة تصدير الوقود إلى أفغانستان وبعض الدول الآسيوية.
وتستعد إيران لإنشاء خط أنابيب تابش لربط مصافي النفط في جنوبها بالمناطق الشرقية والشمال شرقية، بطول يقترب من 1000 كيلومتر، وبقدرة نقل تصل إلى 150 ألف برميل يوميًا من الوقود والمنتجات النفطية.
وتبلغ تكلفة خط أنابيب تابش الجديد 372 مليون يورو (ما يقارب 425 مليون دولار أميركي)، وجاء ضمن صفقة بين الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط (نيوردك) وبين "بنك ملت" وهو مصرف إيراني خاص يعني "بنك الأمة".
الطلب على الوقود في إيران
جاء عقد الشراكة بهدف مد خط أنابيب تابش -الذي يعكف البنك على تمويل بنائه- للحد من أي نقص محتمل لمراكز الاستهلاك الرئيسة بشرق إيران، إذ يمتد من مدينة رافسنجان بجنوب البلاد حتى مدينة "مشهد" التي تعد ثاني أكبر مدن الشرق الإيراني.
إذ يعمل الخط -فور تشغيله- على الحد من نقص الغاز الطبيعي المنزلي، عن طريق تعزيز اعتماد مولدات الكهرباء على الوقود المتوفر عبر خط الأنابيب بدلًا من الغاز الذي سيتم توجيهه للاستهلاك المنزلي.
ويربط الخط -المتوقع الانتهاء منه خلال 4 سنوات- بين مصفاتين رئيستين في جنوب إيران وبين المدن الشرقية، ويتميز بتعزيز أمن الطاقة، ويوفر تكلفة النقل الهائلة التي يتم إنفاقها حاليا، وفق وكالة أنباء "إيرنا" الرسمية.
- طهران تصف تصدير النفط الإيراني رغم العقوبات بمصدر فخر
- أفغانستان تلجأ إلى إيران لتأمين احتياجاتها من النفط والغاز
إمدادات الشرق
يتم توفير الإمدادات لمدينة مشهد حاليًا عبر خط أنابيب يمر بجنوب إيران والعاصمة طهران، بينما تتلقى باقي المدن الواقعة على الطريق ذاته إمدادات الوقود عبر شاحنات مخصصة لذلك.
ويحمل الخط المنتجات النفطية المكررة من مصفاة بيرسيان غولف ستار الواقعة قرب مدينة بندر عباس الجنوبية، بما يعادل 360 ألف برميل يوميا من المكثفات التي تم معالجتها عبر فاصل التقطير الجوي.
وتفتقر إيران وجود شبكة أنابيب حقيقة ممتدة في شمال شرق البلاد، لكن يوجد خط أنابيب لنقل المنتجات النفطية بين بندر عباس ورافسنجان (حيث يبدأ خط أنابيب تابش).
يبدأ خط أنابيب تابش من مدينة رافسنجان، ويمر بمدن بيرجاند وتوربت حيدرية، لينتهي في مشهد قرب الحدود الإيرانية الأفغانستانية، وفق الموقع الإلكتروني لقناة برس تي في الإيرانية.
انطلاقة نحو التصدير
اعتبر وزير النفط الإيراني، جواد أوجي، أن خط نابيب تابش يوفر تكلفة نقل ما يقرب من 800 إلى 1000 ناقلة وقود يوميًا.
وأشار إلى أن مشروع تابش يكتسب أهمية كبرى ليس فقط لتغذية محطات الكهرباء والصناعات بالمنطقة، لكن تصدير المنتجات النفطية للبلدان المحطية مثل أفغانستان وباكستان.
ودعمت وزارة النفط من رؤية التعويل على خط أنابيب تابش لزيادة صادرات الوقود، عبر المناطق الشرقية، لتلبية الطلب المتنامي في أفغانستان ودول آسيا الوسطى.
ويلعب خط أنابيب تابش الإيراني المرتقب دورًا حيويًا في عمليات تصدير المنتجات النفطية إلى كل من باكستان وأفغانستان، فيما تزيد احتمالات لعبه دور في فتح مجال للتصدير إلى كابول بصورة أكبر من إسلام آباد.
إذ يشير خط سيره داخل إيران إلى صعوبة امتداده لباكستان، لكن على النقيض يُعزز انتهاء الخط في مدينة مشهد -الواقعة على مسافة أقل من 200 كيلو متر من حدود أفغانستان- احتمالات بناء خط أنابيب بهدف تصدير المنتجات النفطية إلى مدينة هرات غرب أفغانستان.
ورغم عودة نظام طالبان للحكم في أفغانستان -أغسطس/آب- الماضي، وتوقف حركة الصادرات بصورة مؤقتة، إلا أن إيران ما زالت تواصل إمدادها بالمنتجات المُكررة، بعدما عكفت طالبان على دعم حركة التجارة بخفضها الرسوم الجمركية على واردات إيران من (البنزين، والديزل، وغاز النفط المسال).
- وزارة النفط الإيرانية تعرض على دول الخليج توفير الغاز
- الغاز الإيراني.. قراء الطاقة توقعون عدم قبول دول الخليج بعرض طهران
الصادرات الإيرانية
طبقا لتقارير شركة إف جي إي للاستشارات، فإن أفغانستان استقبلت ما يصل إلى 16 ألف برميل بنزين يوميًا من إيران خلال عام 2020، وانخفضت هذه التقديرات إلى 10 آلاف برميل يوميًا في الـ8 أشهر الأولى من العام الماضي.
هبطت أيضًا صادرات زيت الوقود الإيراني إلى كابول من 9 آلاف إلى 3 آلاف و250 برميل يوميا خلال المدة ذاتها، فيما شهدت صادرات غاز النفط المُسال استقرار حول متوسط 5 آلاف برميل يوميا، وفق منصة آرغوس ميديا المعنية بشؤون الطاقة.
وتشكل صادرات الوقود الإيرانية مصدر للدخل الأجنبي في ظل فرض الولايات المتحدة الأميركية عقوبات على صادرات النفط الخام.
وعكفت إيران ووزارة النفط طوال العقد الماضي، على إعادة إنشاء محطات جديدة بجانب إعادة هندسة مصافي التكرير القائمة بالفعل، في محاولة لزيادة إنتاج الوقود لتلافي آثار العقوبات الأميركية على هذا القطاع.
ووصفت الحكومة الإيرانية جهود وزارة النفط في دعم زيادة الصادرات خلال الفترة الماضية بأنها "مصدر فخر" للبلاد، في ظل خضوعها للعقوبات الأميركية.
اقرأ أيضا..
- رئيس أرامكو يشارك في أسبوع سيرا 2022 لبحث تحديات تحول الطاقة
- تحول الطاقة.. 7 اتجاهات مهمة قد يشهدها 2022 (تقرير)
- افتتاح أول مصنع لمعالجة غاز البترول المسال في سلطنة عمان