استعانت تركيا بالغاز الجزائري لتأمين نفسها من أزمة الطاقة التي تشهدها أوروبا خلال فصل الشتاء الحالي، بعد أن وصلت أسعار الغاز لمستويات قياسية، وسط تراجع كبير في المخزونات.
وخلال الأشهر الماضية سعت أنقرة إلى تجديد عقود استيراد الغاز مع كل من روسيا وأذربيجان، بالتزامن مع تواصل إمدادات الغاز المسال من الجزائر.
شاحنة غاز مسال جزائرية
وصل إلى تركيا، صباح اليوم الأربعاء، سفينة قادمة من الجزائر، تحمل على متنها شحنة غاز طبيعي مسال.
وكانت تركيا قد دخلت في محادثات مع الجزائر من أجل تمديد اتفاقية الغاز المسال، التي من المقرر أن تنتهي في 2024.
وكانت ناقلة الغاز المسال "الوقارتة" قد انطلقت من الجزائر يوم 7 يناير/كانون الثاني الجاري، في رحلة استمرت 4 أيام في وجهتها نحو إسطنبول.
وصلت السفينة الجزائرية، صباح اليوم الأربعاء، إلى ميناء "علي آغا" للغاز الطبيعي المسال بولاية إزمير غربي تركيا، حسبما ذكرت وكالة الأناضول.
وكانت السفينة "الوقارتة" بُنيت عام 2017، وتبلغ سعتها الإجمالية 171 ألفًا و800 متر مكعب من الغاز المسال.
أزمة الغاز في تركيا
تمكنت تركيا من تأمين عقود طويلة ومتوسطة الأجل، إذ جددت عقد استيراد الغاز من أذربيجان، كما بدأت محادثات مع شركة الغاز الروسية "غازبروم"، لتجديد عقدها معها.
وأعلنت شركة غازبروم الروسية اتفاقية جديدة لتوريد الغاز المسال إلى أنقرة لمدة 4 سنوات، وهو العقد الذي وقعته شركة بوتاس التركية الحكومية للطاقة منذ أيام.
وقالت الشركة الروسية، في بيان، إنها ستزوّد تركيا بنحو 5.75 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا.
وكانت شركة غازبروم الروسية تصدِّر نحو 4 مليارات متر مكعب سنويًا من الغاز الروسي إلى أنقرة، عبر خط أنابيب ترك ستريم، الذي تشغله الشركة الروسية، وذلك بمقتضى العقد الذي انتهى العام الماضي.
أوروبا تعاني
تواجه أوروبا، خلال فصل الشتاء الحالي، أزمة كبيرة في الكهرباء دفعت كثيرًا من الدول إلى فرض حالة طوارئ محدودة، تمثلت إجراءاتها في رفع فواتير الكهرباء، أو النظر في تطبيق ضرائب على الخدمات، مثلما حدث في بريطانيا.
كما تواجه بعض الدول، مثل إيطاليا، حالة غير مسبوقة من ارتفاع أسعار السلع والمنتجات الغذائية، بسبب حالة التضخم التي خلقها ارتفاع أسعار المحروقات حول العالم.
ولم تكن تركيا بعيدة عن الضرر الناجم عن ارتفاع الأسعار، لا سيما مع ارتفاع الطلب قياسيًا على الغاز، ما أجبرها على زيادة مشترياتها من السوق الفورية التي ارتفعت أسعارها بشكل غير مسبوق.
سبل الإمداد لتركيا
تعتمد تركيا، التي تُعدّ أحد أكبر مستوردي الغاز في أوروبا، على خطوط أنابيب غاز مسال قادمة من روسيا وأذربيجان وإيران، بالإضافة إلى واردات من دول أخرى مثل الجزائر ونيجيريا، وبعض المنتجين في دول أخرى.
وأبرمت أنقرة في أكتوبر/تشرين الأول 2021 اتفاقية لمدة 3 سنوات، لاستيراد 11 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال مع أذربيجان، إذ ستمدها الأخيرة بالغاز عبر خط أنابيب باكو-تفليس-أرضروم.
وكانت تركيا جددت عقدها مع أذربيجان، بعد انتهاء العقد السابق، الذي كانت مدته 15 عامًا، حصلت خلاله على 6.6 مليار متر مكعب.
عقود الغاز الجزائري
كانت الجزائر قد جددت عقود توريد الغاز الطبيعي والمسال لشركائها في أوروبا عامي 2018 و2019، لمدد تتراوح ما بين 5 و10 سنوات، على غرار تركيا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال وفرنسا.
وتنتج الجزائر أكثر من 130 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز، وتملك مصنعين لتسييل الغاز المسال بطاقة سنوية تُقدر بـ30 مليار متر مكعب.
وأوضح وزير الطاقة التركي، فاتح دونماز -في تصريحات سابقة على هامش أعمال الاجتماع الـ11 للجنة الاقتصادية للبلدين التي انعقدت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي- أن محادثات تمديد اتفاقية شراء الغاز الجزائري تسير بإيجابية.
وأشار دونما -وقتها- إلى أن اتفاقية شراء الغاز الطبيعي المسال الموقعة بين تركيا والجزائر، التي امتدت لأكثر من 30 عامًا، ستنتهي في 2024، وأن محادثات تمديد تلك الاتفاقية مع زيادة سعتها، تشير إيجابيًا مع الجانب الجزائري.
موضوعات متعلقة..
- الغاز الجزائري.. إعلان خطوة جديدة لزيادة الصادرات إلى أوروبا (فيديو)
- حقل تندرارة بديل المغرب عن غاز الجزائر.. ماذا تعرف عنه؟ (صور وفيديو)
- مشروع خط أنابيب الغاز الجزائري النيجيري يشهد تطورات جديدة
اقرأ أيضًا..
- حقل غاز أنشوا المغربي.. شركة بريطانية تفجر مفاجأة سارة مع بدء عمليات الحفر
- وزير الطاقة السعودي يتحدث عن مواد "ضخمة" من اليورانيوم ومشروع الطاقة النووية (تحديث + فيديو)
- توقعات بارتفاع أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل في الربع الأول