الغاز الإيراني.. قراء "الطاقة" يتوقعون عدم قبول دول الخليج بعرض طهران

تعمل طهران جاهدة على تسويق الغاز الإيراني، إلا أن العقوبات الأميركية تقف عائقًا أمام توسّعها في السوق العالمية، ما دفع إدارة الرئيس إبراهيم رئيسي إلى اتّباع إستراتيجية من خلال التسويق في الدول المجاورة.

الخلافات السياسية مع دول الخليج لم تمنع طهران من عرض تصدير الغاز الإيراني إلى الدول المجاوزة لتأمين احتياجاتها المتزايدة من الغاز الطبيعي، الذي تعوّل عليه العديد من الدول بصفته وقودًا انتقاليًا، خاصة في محطات توليد الكهرباء.

استطلاع الطاقة

كانت وزارة النفط الإيرانية، قد أعلنت مؤخرًا استعداد طهران للتعاون مع دول المنطقة، لا سيما دول الخليج العربي، وتلبية احتياجاتها من الغاز.

وتأمل طهران التي تمتلك إمكانات ضخمة من الغاز، في التعاون مع الدول المجاورة لتأمين احتياجاتها من الغاز وفق مبدأ تحقيق الفائدة لجميع الأطراف.

طرحت "الطاقة" استطلاعًا عبر منصاتها على تويتر وفيسبوك حول: هل تتوقع أن تقوم بعض دول الخليج باستيراد الغاز الإيراني؟، وذلك في ظل الخلافات السياسية والأيدولوجية بين عدد من دول الخليج وطهران.

وتباينت آراء قرّاء ومتابعي "الطاقة" حول الموقف، إذ توقّع نحو 60% منهم عدم قبول الدول الخليجية بالعرض الإيراني، بينما أيّده نحو 40% من المشاركين في الاستطلاع.

أراء قرّاء الطاقة

قال خالد بن عبدالله الذييب الذي أيّد الفكرة: "إن إيران تبحث عن رضا الدول المجاورة، وهذا يأتي بالاستقرار للمنطقة، لكن هناك عيوب أيدولوجية من المفترض أن إيران تتخلى عنها وترتقي لتكون دولة مقبلة على الخير".

وأضاف أن دخول إيران حليفًا لدول الخليج يغيّر أبعادًا وإستراتيجيات وعوامل كثيرة بالمنطقة، هو ليس بالمستحيل، لكنه ممكن".

من جانبه، قال سعد البراهيم، إنه لن ينصلح حال الشعب الإيراني في ظل سيطرة الأيدلوجيات عليه".

أمّا فيصل، الذي رفض المقترح، فدعا إلى وجود تعاون خليجي وعربي لتأمين احتياجات الدول التي لديها نقص في الغاز، قائلًا: "غاز قطر بماذا قصّر؟ شبكة غاز بين دول الخليج ومصر تفي بالغرض، موثوقية دائمة ومحافظة على الأمن القومي الخليجي.. كما يمكن الاستفادة من الشبكة نفسها في تصدير الغاز لأوروبا.. أمّا إيران فهي جار غير موثوق فيه".

خبير الغاز في منظمة أوابك، المهندس وائل حامد عبدالمعطي، قدّم رأيا شخصيًا قال فيه: إن دول الخليج لن تحتاج، ويفضَّل ألّا تحتاج لأسباب عدّة، في مقدّمتها أن سعر الغاز الإيراني مبالغ فيه مقارنة بالأسعار العادلة للغاز المصدّر عبر خطوط الأنابيب.

وأضاف: "معظم دول الخليج التي تحتاج إلى استيراد الغاز استثمرت في بناء موانئ لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، ومن خلال هذه الموانئ تستطيع استيراد الغاز من أيّ دولة دون الوقوع تحت تأثيرات الجغرافيا السياسية".

وأشار إلى أن تاريخ التعاملات والمفاوضات السابقة مع الجانب الإيراني مليء بعدم الالتزام بما توصلت إليه المحادثات، إذ جرت محاولات سابقه لتصدير الغاز الإيراني إلى الإمارات والبحرين، وجميعها باءت بالفشل والتقاضي أحيانًا بسبب عدم التزام الجانب الإيراني، مؤكدًا أنه ليس من المصلحة العامة استخدام ورقة الغاز سلاح طاقة.

احتياجات الدول الخليجية

على الرغم من امتلاك قطر وسلطنة عمان إمكانات كبيرة من الغاز، فإن الإمارات والكويت لا زالتا تعتمدان بشكل كبير في تأمين احتياجاتهما على الخارج، إذ وضعت أبوظبي إستراتيجية متكاملة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز بحلول 2027، إلّا أنها ستظل حتى ذلك الوقت تعتمد على الاستيراد من الخارج.

في المقابل، دشّنت الكويت، مؤخرًا، مجمّع الزور الذي يعدّ أكبر منشأة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال في الشرق الأوسط، وهو ما يجعلها في حاجة لتأمين المزيد من شحنات الغاز في إطار خطة تحوّل الطاقة، وتقليص تكلفة توليد الكهرباء.

في حين تؤمّن السعودية احتياجاتها من الغاز ولديها خطة لزيادة الإنتاج معتمدة في ذلك على الاحتياطيات الضخمة التي تمتلكها، وأعلنت شركة أرامكو مؤخرًا البدء في تطوير حقل غاز الجافورة، الذي يعدّ أكبر حقول الغاز الطبيعي في المملكة.

موضوعات متعلقة..

• معوقات تمنع الاستثمار في حقول النفط والغاز الإيرانية - مقال
• الغاز الإيراني.. العراق يتحدث عن بدائل إمدادات الوقود لمحطات الكهرباء

اقرأ أيضًا..

• حقل غاز أنشوا المغربي.. شركة بريطانية تفجر مفاجأة سارة مع بدء عمليات الحفر
• انفراجة في صادرات النفط الليبي بعد التوصل لاتفاق مع حرس المنشآت