تغيّر المناخ.. 5 أشياء إيجابية شهدها الكوكب في 2021
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
وسط موجة الاضطرابات الطبيعية، التي أثارها تغيّر المناخ هذا العام، من جفاف وفيضانات ودرجات الحرارة القاسية، فإن 2021 كان شاهدًا على عدّة تطورات إيجابية لحماية البيئة.
وشهدت قمة المناخ كوب 26 في مدينة غلاسكو الإسكتلندية خطوة حاسمة في المعركة ضد تغيّر المناخ، إذ أسفر عن اتفاق لعدة دول ومؤسسات يهدف إلى وقف تمويل مشروعات الوقود الأحفوري في الخارج.
هذا بالإضافة إلى العديد من الإيجابيات، من تعديل الحقوق البيئية إلى التركيز على النظم الغذائية النباتية وثقافة استعادة الطبيعة، وفق تقرير نشره منتدى الاقتصاد العالمي.
وفيما يلي أبرز 5 أشياء جيدة شهدها الكوكب طوال عام 2021 على صعيد تغيّر المناخ.
سحب استثمارات الوقود الأحفوري
اكتسبت حركة سحب الاستثمارات من الوقود الأحفوري زخمًا هذا العام، مع تزايد إجراءات مواجهة تغيّر المناخ.
ووجد تقرير صدر في أكتوبر/تشرين الأول، من قبل مبادرة ديفيست إنفيست "DivestInvest" أن 1500 مؤسسة استثمارية -مسؤولة عن أصول بقيمة 39.2 تريليون دولار- التزمت بالتخلي عن الوقود الأحفوري.
وإلى جانب إعلان المنظمات الخيرية والمؤسسات الدينية التخلّي عن الوقود الأحفوري، اتفقت أكثر من 20 دولة ومؤسسة مالية خلال قمة المناخ كوب 26 على وقف تمويل مشروعات الوقود الأحفوري في الخارج، لمواجهة تداعيات تغيّر المناخ.
كما تعمل الكليات والجامعات على سحب استثماراتها من الوقود الأحفوري، إذ أعلنت جامعة لويولا في شيكاغو وكلية دارتموث وجامعة إلينوي وجامعة بوسطن، هذا العام خططًا للقيام بذلك.
وبحسب تقرير صادر هذا العام عن منظمة ستاند إيرث البيئية، تجاوز السحب العالمي لاستثمارات الوقود الأحفوري نحو 39.2 تريليون دولار، منذ بدء المنظمة رصد ذلك سنويًا منذ عام 2014.
بينما بدأ كبار المستثمرين في سحب دعمهم للنفط والغاز الطبيعي والفحم، فزاد عدد حالات إفلاس شركات الوقود الأحفوري، منها 100 شركة في الولايات المتحدة وحدها العام الماضي، وفي المقابل زاد تمويل مشروعات الطاقة المتجددة.
قانون الحقوق البيئية في نيويورك
في نوفمبر/تشرين الثاني، صوّت سكان نيويورك الأميركية على إضافة تعديل الحقوق البيئية إلى ميثاق الحقوق في دستور الولاية، الذي يؤكد أن "لكل شخص الحق في الهواء النظيف والماء والبيئة الصحية".
ومع تمرير هذا التعديل، تنضم نيويورك إلى هاواي وإلينوي وماساتشوستس ومونتانا وبنسلفانيا ورود آيلاند، التي لديها أحكام دستورية مماثلة لحماية البيئة.
وحظي هذا الإجراء بتأييد ساحق في صناديق الاقتراع، بما يصل إلى 70%، إذ يقول المدافعون عن البيئة في نيويورك، إن تضمين هذه الحقوق البيئية في الدستور سيوفر الحماية الأساسية نفسها التي تتوفر لحقوق حرية التعبير وحرية الدين والإجراءات القانونية الواجبة والملكية، بحسب منتدى الاقتصاد العالمي.
ومنح هذا الحق للمواطنين أداة للرد عندما تكون هذه الحقوق مهددة، ويجب على الحكومات مراعاة صحة الإنسان والبيئة عند اتخاذ القرارات.
وفي خطوة أعم، أعلن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لأول مرة، في أكتوبر/تشرين الثاني، أن التمتع ببيئة نظيفة وصحية ومستدامة يُعد حقًا من حقوق الإنسان.
عودة الفراشات الملكية
بدأت أعداد الفراشات الملكية -وهي الفراشة ذات اللون البرتقالي المائل إلى الأحمر- الغربية "المونارك" في العودة هذا العام، بعد أن وصلت إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق العام الماضي.
وبحسب التقرير، يُعد وجود الفراشات في ولاية كاليفورنيا مؤشرًا على صحة النظام البيئي، على حين يُظهر غيابها أن تغيّر المناخ وتدمير الموائل -المناطق البيئية- الطبيعية يتسببان في خسائر فادحة.
وتشير التقديرات إلى أنه في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي من هذا العام بلغ إجمالي الفراشات الملكية في شاطئ بيمسو في ولاية كاليفورنيا نحو 8 آلاف، مقارنة بـ300 فقط في العام الماضي.
وتهاجر هذه الحشرات البرتقالية والسوداء الشهيرة آلاف الأميال كل عام، إذ تبدأ الهجرة في أغسطس/آب، وتصل الفراشات إلى مواقعها الشتوية في نوفمبر/تشرين الثاني، حيث تظل بها حتى مارس/آذار.
وتقضي الفراشات الملكية الشرقية -التي تمكث صيفًا شرق جبال روكي- الشتاء في المكسيك، في حين الفراشات الغربية -التي توجد في غرب جبال روك- تفعل ذلك في البساتين المحمية على طول ساحل كاليفورنيا، غالبًا ما تعود الفراشات إلى البساتين نفسها، أو حتى الشجرة نفسها.
وفي العام الماضي، سجلت جمعية زيرسيس "Xerces" للحفاظ على اللافقاريات أقل من 2000 فراشة في كاليفورنيا -تغيير كبير عن عشرات الآلاف المسجلة في السنوات السابقة- انخفاضًا بنسبة 99% عن الملايين التي قضت الشتاء هناك في الثمانينيات.
ويرجع ذلك إلى تدمير طرق هجرة الفراشات من خلال الإسكان والتنمية المتزايدة، وزيادة استخدام مبيدات الحشرات، والقضاء على الصقلاب الذي تعتمد عليه.
هذا بالإضافة إلى تغيّر المناخ، إذ إن الهجرة تحدث بالتزامن مع الفصول وازدهار أزهار الربيع، لكن درجات الحرارة الشديدة والمتقلبة أدت إلى تعطيل هذه التحركات الطبيعية.
إعادة الحماية إلى المعالم الطبيعية
في أكتوبر/تشرين الأول، أصدر الرئيس الأميركي، جو بايدن، أمرًا تنفيذيًا يعيد الحماية إلى 3 محميات طبيعية: بيرز إيرز وغراند ستيركيس إسكالانتي في يوتا، وموقع نورث إيست كانيونز آند سيماونتس قبالة سواحل نيو إنغلاند.
ويأتي ذلك، بعد قرار الرئيس، دونالد ترمب، بالتراجع عن حماية الأراضي الفيدرالية عام 2017، من خلال تقليص مساحة بيرز إيرز بنسبة 85%، وغراند ستيركيس إسكالانتي بنسبة 50%، من أجل فتح الأراضي المحمية للتعدين واستخراج النفط والغاز وأمور أخرى.
وفي عام 2020، تراجع ترمب عن إجراءات الحماية في النصب التذكاري الوطني، ما فتح النظام البيئي البحري للصيد التجاري.
ويشمل النصب التذكاري 5 آلاف ميل مربع في المحيط الأطلسي ويُعد موطنًا لنمو ألف نوع من المرجان والأسماك والسلاحف البحرية وأسماك القرش والحيتان والطيور البحرية.
وتشبه المعالم الوطنية الحدائق الوطنية -التي أنشأها الكونغرس- ولكن بدلًا من ذلك أنشأها الرئيس من خلال قانون الآثار، وهي محمية من التنمية بموجب القانون.
وهذه المعالم ذات أهمية كبيرة لثقافة السكان الأصليين والتنوع البيولوجي والترفيه في الهواء الطلق والاستقرار الاقتصادي للمناطق التي يقيمون فيها، لذلك يُعد قرار بايدن باستعادة هذه الأراضي انتصارًا كبيرًا للبيئة والمجتمعات الأصلية.
التحوّل إلى الغذاء النباتي
تُسهم الزراعة الصناعية والتربية الحيوانية في تغيّر المناخ، إذ إنها تُصدر 14.5%من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، لكن اتجاه الناس نحو تغيير وجباتهم الغذائية إلى النباتات أكثر من شأنه أن يقلل هذا الأثر السلبي.
ووجدت دراسة -أجريت عام 2020 حول بيانات حركة البيع بالتجزئة أجرتها شركة أبسوس بريتال بيرفورمينس- أن أكثر من 9.7 مليون أميركي يتبعون الآن أنظمة غذائية نباتية، ارتفاعًا من 290 ألف شخص فقط في عام 2004، بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي.
ومن المؤكد أن جائحة كورونا كان لها تأثير على عادات المستهلك، بما في ذلك التسوق من البقالة وخيارات الطعام، إذ أفاد 18% من المشاركين في الاستطلاع في المملكة المتحدة بأنهم يأكلون لحومًا أقل من أوقات ما قبل الوباء.
كما يتزايد الاهتمام باللحوم النباتية وبدائل الألبان، إذ من المتوقع أن ترتفع قيمة صناعة الأغذية النباتية من 7 مليارات حاليًا إلى أكثر 162 مليار دولار بحلول عام 2030.
ووفقًا للتقرير، وجدت دراسة حديثة أن 1 من كل 4 أميركيين أفادوا بتناول المزيد من البروتين النباتي، مقارنة مع ربيع عام 2020.
موضوعات متعلقة..
- سحب الاستثمارات.. هل ينزع الشرعية عن الوقود الأحفوري قبل كوب 26؟
- تغيّر المناخ.. 3 عجائب طبيعية مهددة بالاختفاء (تقرير)
- انبعاثات أكبر 5 شركات للألبان واللحوم تتجاوز شركات طاقة ودول كبرى (إنفوغرافيك)
- تغيّر المناخ والاقتصاد العالمي.. التداعيات السلبية أصبحت ملموسة (تقرير)
- كوارث تغيّر المناخ تثير قلقًا متزايدًا بين سكان المملكة المتحدة
اقرأ أيضًا..
- أزمة الطاقة تنتقل إلى 2022.. وأوروبا وآسيا تتنافسان على إمدادات الغاز المسال نفسها
- السيارات الكهربائية في أميركا.. المعارضة البيئية "تدفن" معادن التصنيع (تقرير)