سجلت المكسيك مستويات قياسية من واردات الغاز الأميركية في عام 2021، على الرغم من دعوات الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور إلى الاستقلال في مجال الطاقة.
إذ شكّلت واردات الغاز من الولايات المتحدة 76% من إمدادات المكسيك بحلول منتصف عام 2021، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، بزيادة قدرها 36% عن الوقت نفسه في عام 2015.
وبلغ متوسط صادرات الولايات المتحدة عبر خط الأنابيب إلى البلاد نحو 6 مليارات قدم مكعّبة يوميًا (170 مليون متر مكعب)، في المدّة من يناير/كانون الثاني إلى أغسطس/آب، أي أعلى بنسبة 12% من الأشهر الثمانية نفسها في عام 2020، حسبما نقلت منصة "آرغوس ميديا".
ووصلت صادرات خطوط الأنابيب إلى ذروة 7.4 مليار قدم مكعّبة يوميًا في 17 يونيو/حزيران، إذ أُضيفت احتياجات التبريد إلى استعادة الطلب الصناعي من جائحة فيروس كورونا.
مشكلات داخلية
لا تزال مشروعات ربط الغاز المتزايدة داخل المكسيك معطّلة بسبب المظالم البيئية والمفاوضات مع وكالات الدولة وغيرها من القضايا السياسية.
أجّلت شركة تي سي إنرجي مرارًا استكمال خط أنابيب الغاز الطبيعي "تولا فيلا دو ريس"، الذي تبلغ قيمته 886 مليون قدم مكعّبة يوميًا إلى عام 2022.
نشأت التأخيرات أولًا عن القضايا المتعلقة بجائحة فيروس كورونا، تليها مفاوضات العقد مع لجنة الكهرباء الفيدرالية. وقد تأخرت خطوط أخرى، لأن جماعات السكان الأصليين عارضت طرق خطوط الأنابيب.
إلّا أن خطوط الأنابيب التي تربط المكسيك استمرت في التقدم في الولايات المتحدة، ما أدى إلى زيادة القدرة التصديرية المحتملة للولايات المتحدة.
بدأت ظروف سوق الغاز في المكسيك أيضًا بتتبّع ظروف السوق الأميركية عن كثب، مع توسّع شبكة خطوط الأنابيب بين البلدين، لا سيما بين ولايات شمال المكسيك ومراكز غرب الولايات المتحدة.
دور القطاع العامّ
على الرغم من أن إصلاح الطاقة لا يزال مصدر قلق رئيس في عام 2022 بين مجتمع الأعمال في البلاد، فإن السؤال هو ما إذا كان القطاع العامّ في المكسيك يمكن أن يوفر قدرة توليد كافية، وليس ما إذا كان الطلب سينخفض.
أرسل لوبيز أوبرادور مشروع قانون إصلاح الكهرباء الدستوري إلى الكونغرس في أكتوبر/تشرين الأول 2021، والذي من شأنه أن يضع حدًا لمشاركة القطاع الخاص عند 46%.
ستلغي هذه الخطوة تصاريح القطاع الخاص لتوليد الكهرباء التي يبلغ مجموعها 40.24 ميغاواط، أو 48% من السعة المركبة في المكسيك، ما يجعل لجنة الكهرباء الفيدرالية مهيمنة في قطاع الطاقة.
تراجع إنتاج الغاز
انخفض إنتاج المكسيك من الغاز وواردات الغاز الطبيعي المسال مع بدء تشغيل خطوط الأنابيب بين البلدين.
وأنتجت شركة بيمكس المملوكة للدولة في المتوسط 4.6 مليار قدم مكعّبة يوميًا من الغاز في أكتوبر/تشرين الأول، بانخفاض 4.1% مقارنةً بالمدّة نفسها من عام 2020.
وتهدف بيمكس إلى زيادة الإنتاج إلى 5.25 مليار قدم مكعّبة يوميًا من الغاز الطبيعي بحلول عام 2022، لكنها غالبًا ما تخفق في الوصول إلى أهداف الإنتاج.
من المرجح أن يزداد الطلب على الغاز خلال السنوات العديدة المقبلة، إذ تنمو احتياجات الكهرباء في البلاد مع عودة النشاط الصناعي إلى مستويات ما قبل الجائحة.
مشروعات مؤجلة
أعلنت لجنة الكهرباء الفيدرالية خططًا لبناء العديد من محطات الكهرباء، ما يشير إلى نمو الطلب المتوقع.
على الرغم من قلّة المعلومات العامة المتاحة، فإن مشروعات لجنة الكهرباء الفيدرالية المدمجة ستزيد الطلب على الغاز في المكسيك بنحو 785 مليون قدم مكعّبة يوميًا، وفقًا للشريك المشارك في شركة غادكس لاستشارات الطاقة، إدواردو برودوم.
ومع نمو الطلب المتوقع على الكهرباء التي تعمل بالغاز، فإن استثمارات القطاع الخاص في الغاز والكهرباء في البلاد غير مؤكدة، بعد تحوّل لوبيز أوبرادور بعيدًا عن إصلاحات سياسة الطاقة لعام 2013.
وأدّت تحركات لوبيز أوبرادور التنظيمية والتشريعية إلى تأجيل مشروعات الكهرباء والتصنيع، ما قد يؤدي إلى توقّف النمو خلال المدة المتبقية من ولايته، والتي من المقرر أن تنتهي في سبتمبر/أيلول 2024.
موضوعات متعلقة..
- دعم بيمكس يهدد بتراجع التصنيف الائتماني للمكسيك
- بعد فضيحة الرشوة.. بيمكس المكسيكية تلغي عقودًا مع شركة فيتول
- سوق الغاز الطبيعي في 2022.. هدوء متوقع بعد عام عاصف
اقرأ أيضًا..
- أرامكو تمنح عقود توسعة حقل الزلف بأكثر من 4.5 مليار دولار
- من هو هيثم الغيص أمين عام أوبك الجديد؟
- هيونداي موتور تتوقع قفزة في مبيعاتها خلال 2022