توقعات بارتفاع أسعار الوقود في أميركا حتى منتصف العام
تهدد الزيادات وضع الديمقراطيين في الانتخابات النصفية خلال نوفمبر
حياة حسين
تشير التوقعات إلى مواصلة أسعار الوقود في أميركا ارتفاعها خلال الأشهر المقبلة، وحتى منتصف العام، وهو ما قد تستغله الأطراف المعارضة للديمقراطيين، بوصفها أحد أسلحة الحرب السياسية، وأداة في الانتخابات النصفية هذا العام.
وتوقّع محللون أن يزيد سعر غالون البنزين إلى 4 دولارات بحلول الصيف؛ ما يضيف عبئًا جديدًا على إدارة الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، يُضاف إلى ارتفاع معدل التضخم.
كما سيكون ارتفاع الوقود المتوقع من الأمور التي قد تؤثّر سلبًا بوضع الديمقراطيين في الانتخابات النصفية، المقرر إجراؤها نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إذ يخشى حزب الرئيس من فقد الأغلبية في مجلس الشيوخ.
أغلبية الشيوخ
انتقلت الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي، يناير/كانون الثاني الماضي، إلى الديمقراطيين، بعد أداء عضوين فائزين من ولاية جورجيا وعضو من كاليفورنيا القسم، وذلك بعد فقدها 10 سنوات كاملة.
وتوقّعت شركة "غازبدي"، التي تتخذ من بوسطن مقرًا لها، أن يرتفع سعر الوقود في يونيو/حزيران المقبل إلى 3.43 و4.13 دولارًا للغالون.
غير أن التوقعات ذاتها أشارت إلى انخفاض الأسعار في وقت لاحق من العام، إذ ترى أن سعر الغالون سيبلغ 3.16 دولارًا في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، حسبما ذكر موقع "ذا هيل".
وعلّق الخبير الإستراتيجي الديمقراطي، براند بانون، على ذلك، قائلًا: "إذا تحركت أسعار الوقود نحو الجانب الأعلى من التوقعات، ستمثّل مشكلة للديمقراطيين، لكنها لن تؤثّر كثيرًا على وضعهم في الانتخابات إذا أخذت الجانب المنخفض أو الحدّ الأدنى من توقعات الأسعار".
غير أن بانون استدرك قائلًا: "إن توقعات انخفاض الأسعار في المدة بين يونيو/حزيران و نوفمبر/تشرين الثاني من الأنباء الجيدة للديمقراطيين".
ذاكرة قصيرة
قال الخبير الإستراتيجي الديمقراطي، براند بانون: "إن الأميركيين أصحاب ذاكرة قصيرة، إذا ارتفع سعر الوقود إلى 4 دولارات في يونيو/حزيران، ثم تراجع إلى 3.5 للغالون بعد ذلك، فإن هذا الأمر سيدعم الحزب الديمقراطي كثيرًا.. لن يتذكر الأميركيون إلّا الأسعار الأخيرة".
غير أن السكرتير الصحفي لـ"داتا فور بروغرس"، أحمد علي، يرى أنه سيكون على الديمقراطيين التعامل مع الأميركيين الغاضبين من ارتفاع الأسعار، حتى مع انخفاضها في وقت لاحق.
وقال: "إن الرسالة التي يجب أن يؤكدها الديمقراطيون، أن الرئاسة والحزب يعملان على خفض عبء الأسعار عن جيوب المواطنين.. إنها وسيلة مؤكدة للإبقاء على دعمهم".
وكانت إدارة الرئيس بايدن قد اتخذت قرارًا نهاية العام الماضي، بسحب كميات من النفط من الاحتياطي الإستراتيجي للبلاد، بوصفها إحدى وسائل التخفيف من أزمة ارتفاع الأسعار منذ بداية 2021.
وجاءت خطوة بايدن بعدما فشلت محاولات متكررة مع منظمة الدول المصدّرة للنفط وحلفائها، المعروفة باسم "أوبك+"، لزيادة الإنتاج.
بايدن وترمب
أدى فشل الرئيس الحالي لأميركا جو بايدن في دفع أوبك+ لزيادة الإنتاج إلى شنّ سلفه الجمهوري دونالد ترمب هجومًا لاذعًا ضد إدارة البيت الأبيض، متّهمًا إيّاها بأنها أصبحت في قبضة المنظمة.
ولن يختلف موقف الجمهوريين حال تحقق توقعات "غازبدي"، إذ سيلقون باللوم على بايدن وإدارته.
وقال المتحدث باسم حملة الجمهوريين في مجلس النواب، مايك بيرغ: "بالطبع ارتفاع الأسعار يتحمل وزره الديمقراطيون، بعدما قضوا شهورًا في ترديد مقولة، إن التضخم مؤقت".
غير أن إدارة معلومات الطاقة توقعت في وقت سابق أن تستقر أسعار البنزين عند حدود منخفضة نسبيًا العام الجاري، إذ تدور حول 2.95 دولارًا للغالون في الربع الثاني، و2.89 دولارًا في الربع الثالث.
من جهتها، توقعت غازبدي أن يتراوح سعر الغالون في مايو/آيار، ويونيو/حزيران بين 3.79 دولارًا و3.78 دولارًا في المتوسط ، ولكن يمكن أن ترتفع إلى 4.06 دولارًا و4.13 دولارًا.
كما ترى أنها ستكون أقلّ في الخريف، إذ تتراوح بين 3.09 دولارًا و3.52 دولارًا في سبتمبر/أيلول، و2.96 دولارًا و3.35 دولارًا في أكتوبر/تشرين الأول، و2.87 دولارًا و3.24 دولارًا في نوفمبر/تشرين الثاني.
موضوعات متعلقة..
- احتياطي النفط الإستراتيجي.. أميركا تفرج عن مليوني برميل لصالح إكسون موبيل
- أول رد رسمي من أوبك+ على السحب من احتياطي النفط الإستراتيجي
اقرأ أيضًا..
- سوق الفحم في 2021.. مستويات قياسية ونقص بالإمدادات واضطرابات مناخية
- قطاع السيارات في مصر.. 3 أشعة أمل وقفزة مبيعات رغم التحديات