إنتاج أوبك+ لشهر فبراير.. توقعات متفائلة قبل الاجتماع المرتقب للتحالف
هبة مصطفى
تترقب أسواق النفط العالمية اجتماع أوبك+، في 4 من يناير/كانون الثاني الجاري، لبحث حجم زيادات الإنتاج للشهر المقبل، وسط توقعات بمواصلة التخفيف من القيود التي فرضها التحالف مسبقًا على الإنتاج.
يأتي اجتماع أعضاء التحالف كأول لقاءات العام الجاري، ويعتبره محللون انعكاسًا لرؤية أوبك+ لأسواق النفط خلال العام الجاري.
وتباينت رؤى المحللين لقرار التحالف حول مواصلة الزيادة التدريجية للإمدادات بما يعادل المُعلن مسبقًا بـ400 ألف برميل يوميًا الشهر المقبل.
ورغم ترجيح غالبية المحللين إقرار أوبك+ للزيادة، إلا أن هناك مخاوف من تنامي إصابات متحور أوميكرون والإغلاقات وما يترتب عليها من حدوث فائض بالأسواق، خاصة أنها تتزامن مع بدء إفراج الولايات المتحدة الأميركية عن احتياطي النفط الاستراتيجي.
زيادة مرتقبة للإمدادات
تُشير غالبية التوقعات إلى استمرار أوبك+ في تعزيز الأسواق بإمدادات النفط، بإضافة زيادة شهرية قدرها 400 ألف برميل يوميًا، ومواصلة استعادة معدلات الإنتاج التي تأثرت بجائحة كورونا.
كان التحالف -الذي يضم 23 دولة بقيادة السعودية وروسيا- قد أبقى الشهر الماضي على خطط الزيادة التدريجية لإنتاج شهر يناير/كانون الثاني الجاري عند 400 ألف برميل يوميًا.
جانب آخر من مزايا ضخ أوبك+ المزيد من الإمدادات للأسواق يتمثل في إدارك السعودية لمخاطر التضخم التي تواجه كبار عملائها، خاصة بعد قرارات الرئيس الأميركي جو بايدن بزيادة الإنتاج عبر السحب من المخزون الإستراتيجي، في محاولة للسيطرة على الارتفاعات الجنونية لأسعار البنزين.
ودفع وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، حينها نحو دعم معنويات السوق بالإبقاء على أوبك+ في حالة انعقاد دائم ما يكسبها مرونة وإمكانية السيطرة على زيادة الإنتاج بشكل فوري، بعدما اعتبر المتعاملون القرار الأميركي بأنه بمثابة خطوة مفاجئة تؤدي إلى هبوط الأسواق.
مخاطرة فائض الأسواق
رغم حاجة الأسواق لمزيد من الإمدادات النفطية لتغطية الطلب وتهدئة الأسعار، تواجه الزيادة الشهرية المرتقبة لأوبك+ جانب من المخاطرة، حسب بلومبرغ.
تتمثل تلك المخاطرة في ضعف الطلب على الوقود ببعض الدول الآسيوية وأبرزها الصين، نتيجة القيود المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا ومتحوراته.
وظهرت القيود الصينية في إلغاء حجوزات الطيران بأعداد كبيرة، وإلغاء 1125 رحلة طيران جوي بعد إصابة أعداد كبيرة من الموظفين بفيروس كورونا.
ويمكن أن يُعيد التحالف النظر في تلك الزيادات، بعد ظهور مؤشرات على عودة أسواق النفط العالمية لوجود فائض من المعروض خلال الأشهر المقبلة.
وتزيد احتمالات وجود فائض بالأسواق مع مواصلة أميركا والمستهلكين الآخرين ضخ احتياطياتهم، إذ توفعت أوبك تسجيل الأسواق فائض قدره 2.6 مليون برميل يوميا في مارس/آذار المقبل.
ورغم تلك المخاوف يرى محللون أن وجود فائض بالأسواق لا يشكل قلقا لأوبك+، إذ أن تلك الخطوة معتادة بشكل سنوي خلال الربع الأول من العام خلال فترة ركود الطلب لإنعاش المخزونات المنخفضة بالوقت الحالي.
وتقل مستويات المخزونات الحالية للدول المتقدمة عن مستوياتها لمتوسط ما بين عام 2015 إلى 2019 بمقدار 170 مليون برميل، وفق بيانات أوبك.
- نوفاك يكشف توقعاته لأسعار النفط في 2022.. ويتحدث عن دور أوبك+ في ضبط الأسواق
- أوبك+ في 2021.. قرارات حكيمة بقيادة السعودية وتفادٍ للأزمات
توقعات متفائلة
حول توقعات أسواق النفط للعام الجاري، تُرجح منظمة الدول المُصدرة للنفط أوبك وحلفاؤها مواصلة تعافي الطلب العالمي، بخلاف تأثر طفيف من متحور أوميكرون.
واستندت أوبك في توقعاتها إلى الإقبال الآسيوي على الطلب -وهو مستهلك رئيسي-، وكذلك انخفاض مخزونات النفط الأميركي، ما يدفع باتجاه ارتفاع الأسعار قرب مستويات 80 دولارا للبرميل.
وسجلت الدول الآسيوية -عدا دولة واحدة- ارتفاعا في حركة التنقل على أساس شهري، ما يؤكد أن الأسواق ومؤشرات استهلاك الوقود بحاجة للمزيد من براميل النفط المُنتجة، طبقا لبيانات جمعتها بلومبرغ بالاعتماد على إحصاءات شركة آبل حتى يوم 27 من الشهر الماضي.
ترحيب بالزيادة.. لكن
تباينت رؤى المحللين حول توقعات نتائج اجتماع أوبك+، إذ أوضح رئيس شركة رابيدان الأميركية لاستشارات الطاقة، المسؤول السابق بالبيت الأبيض، بوب ماكنالي، أن السوق يمكن أن تستوعب الإمدادات الإضافية، في حالة عدم تقويض الطلب مرة أخرى سواء بالانكماش أو متحور أوميكرون.
لكن في الوقت ذاته، رجح ماكنالي اتجاه أوبك+ لإضافة تعزيزات "أقل" من المعلن عنه مسبقا بـ 400 ألف برميل يوميا في فبراير/شباط المقبل، إذ تكافح عدة بلدان ومنها أنغولا ونيجيريا لزيادة الإنتاج في ظل قيود استثمارية واضطرابات في التشغيل.
واستبعد كبير محللي السلع في مصرف إس إي بي (إيه بي) السويدي، بجارن شيلدروب، إحجام أوبك+ عن ظبط الأسواق في تلك الآونة، والسماح بارتفاع المخزونات بصورة كبيرة.
وخفّض رئيس أبحاث السلع في مصرف ساكسو الدنماركي، أولي هانسن، من قلق البعض حيال زيادات أوبك+ المرتقبة.
وأشار إلى أنه لا يوجد ما يمنع التحالف من مواصلة تدفق البراميل النفطية طبقا للمعدل المُعلن عنه، خاصة أن تأثير متحور أوميكرون على الطلب ما زال محدود رغم زيادة الإصابات.
أمين عام أوبك
من ناحية أخرى، يجتمع أعضاء أوبك، غدًا الإثنين، لاختيار أمين عام جديد للمنظمة، خلفًا للأمين الحالي محمد باركيندو، الذي يُكمل 6 سنوات بمنصبه في يوليو/تموز المقبل.
ويحظى مرشح الكويت للمنصب، هيثم الغيص، بتأييد واسع بعد ترشحه رسميًا، إذ وصفه رئيس جيه بي سي إنرجي غروب للاستشارات، جوهانيس بينيني، بأنه مُرشح ذكي يتمتع بقدرات تحليلة جيدة.
اقرأ أيضا..
- وزير الكهرباء اليمني للطاقة: نتفاوض مع السعودية لتمديد منحة المشتقات النفطية
- إيرادات قناة السويس في 2021.. الأعلى في تاريخها بقيمة 6.3 مليار دولار
- سعر برميل النفط في 2022.. توقعات موازنات عمالقة النفط والغاز العرب