مقالات التغير المناخيأهم المقالاتالتغير المناخيسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةمقالات الطاقة المتجددة

دعم مصادر الطاقة المتجددة يفاقم أزمة التضخم في أميركا - مقال

مايكل شلنبرغر* - ترجمة: نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • يؤدي تقديم نصف تريليون دولار لدعم مصادر الطاقة المتجددة إلى رفع أسعار الطاقة
  • بوسّع أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيون سنّ تشريعات لتوسعة الطاقة النووية ودعم الغاز الطبيعي
  • غالبية الاستثمارات اتجهت نحو الألواح الشمسية وتوربينات الرياح والسيارات الكهربائية
  • الأموال المخصصة للطاقة النووية لم تكن لتُحدث فرقًا كبيرًا نتيجة إغلاق المحطات النووية

مثّلت مصادر الطاقة المتجددة والاستثمارات المتنوعة في مواجهة التغير المناخي والسيارات الكهربائية أكبر عنصر في الإنفاق، بنحو 570 مليار دولار، في برنامج "تحسين إعادة البناء" للرئيس الأميركي جو بايدن.

وكان متوقعًا أن يؤدي تقديم نصف تريليون دولار لدعم مصادر الطاقة المتجددة إلى رفع أسعار الطاقة في الولايات المتحدة وتفاقم التضخم وتقويض خطط إزالة الكربون.

لذلك أعلن السناتور الديموقراطي الأميركي جو مانشين تعذُّر دعمه لبرنامج بايدن "تحسين إعادة البناء" الذي يتكون من 1.7 تريليون دولار في الإنفاق الجديد، وكان سيضيف 158 مليار دولار إلى الدَّين القومي طوال العقد المقبل، وفقًا لمكتب الموازنة غير الحزبي بالكونغرس.

موقف المشرِّعين

أثار موقف السناتور مانشين امتعاض مجموعات البيئة والنواب الديموقراطيين، مع أن عقيدة المناخ ومصادر الطاقة المتجددة التي يتبنّونها هي التي قوّضت التشريع.

وكان بوسع أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين سنّ تشريعات لتوسعة الطاقة النووية والغاز الطبيعي، المحركين الرئيسين لإزالة الكربون، اللذين يدعمهما السناتور مانشين والجمهوريون، لكن غالبية الاستثمارات اتجهت نحو الألواح الشمسية وتوربينات الرياح والسيارات الكهربائية.

جدير بالذكر أن برنامج "تحسين إعادة البناء" اشتمل على ائتمان ضريبي لمحطات الطاقة النووية الحالية وتمويل الوقود النووي المتقدم وتمويل البحث والتطوير في الاندماج والدعم المالي للمجتمعات المتضررة من التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة.

ويبدو أن الأموال المخصصة للطاقة النووية لم تكن لتحدث فرقًا كبيرًا نتيجة إغلاق المحطات النووية في ولايات كاليفورنيا وماساتشوستس ونيويورك، على الرغم من كونها مربحة، لأسباب أيديولوجية.

في المقابل، تتدخل الهيئات التشريعية في ولايات مثل: إلينوي ونيوجيرسي وكونيتيكت، الأقلّ معارضة للطاقة النووية، لإنقاذ محطاتها عندما يحتاجون إليها، علمًا أن ارتفاع أسعار الكهرباء بسبب نقص الغاز الطبيعي يجعل المحطات النووية في الولايات الأخرى أكثر ربحًا.

تمويل مصادر الطاقة المتجددة

حظيت مصادر الطاقة المتجددة المعتمدة على الطقس والبنية التحتية التمكينية، بما في ذلك 29 مليار دولار لبرنامج "البنك الأخضر" لتمويل مصادر الطاقة المتجددة، بالنصيب الأكبر من مبلغ 550 مليار دولار من برنامج "تحسين إعادة البناء" في مجال المناخ والطاقة.

وشملت مخصصات التمويل تقديم 10 مليارات دولار لتعاونيات الكهرباء الريفية للتحول إلى الطاقة المتجددة.

وقُدِّمت هذه الإعانات على الرغم من مضيّ سنوات من الادّعاءات الكاذبة التي أطلقها العديد من مؤيدي التشريع والمدافعين عن أن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح كانت أقلّ تكلفة من شبكة الكهرباء.

الرئيس الأميركي جو بايدن في قمة المناخ كوب 26
الرئيس الأميركي جو بايدن في قمة المناخ كوب 26

تبنّي الطاقة المتجددة

تجدر الإشارة إلى أن برنامج "تحسين إعادة البناء" كان سيرفع أسعار الطاقة، ويقوّض موثوقية الكهرباء، ويجعل الولايات المتحدة أكثر اعتمادًا على واردات الطاقة الأجنبية.

وقد أدى الاعتماد الزائد على مصادر الطاقة المتجددة المعتمدة على الطقس في ولايتي تكساس وكاليفورنيا، وقلّة الاستثمار في محطات الطاقة النووية والغاز الطبيعي الموثوقة والمستقلة عن الطقس، إلى انقطاع التيار الكهربائي المفرط في تلك الولايات.

وبيّن السناتور الديموقراطي جو مانشين أن دور مصادر الطاقة المتجددة في جعل الكهرباء باهظة الثمن وغير الموثوقة كان في صميم اهتماماته، مشيرًا إلى أن الموثوقية والجدارة تمثّلان أهم احتياجات الولايات المتحدة لتفادي انقطاع الكهرباء الذي حصل في تكساس وكاليفورنيا.

وقال، إن سَنَّ مشروع قانون "تحسين إعادة البناء" يعرّض للخطر موثوقية شبكة الكهرباء في البلاد، ويزيد اتّكالها على سلاسل التوريد الأجنبية.

إن إضافة مصادر الطاقة المعتمدة على الطقس لا يمكن أن تؤدي إلى جعل شبكات الكهرباء أكثر قوة وصمودًا، إلّا إذا أُنفِق المزيد من الأموال للحفاظ على مصادر طاقة موثوقة لتعويض الإيرادات المفقودة وساعات التشغيل الضائعة.

وهذا ما فعلته ألمانيا، إذ قررت حرق المزيد من الفحم لتوليد الكهرباء بدلًا من مواصلة تشغيل محطاتها النووية التي أغلقتها، أو الاعتماد اعتمادًا كبيرًا على الغاز الطبيعي المستورد.

علاوة على ذلك، ينتج مسلمو الإيغور المسجونون في معسكرات الاعتقال، الذين ترتكب الحكومة الصينية "إبادة جماعية" بحقّهم، أكثر من 80% من الألواح الشمسية في العالم، بحسب وزارة الخارجية الأميركية.

ورغم أن برنامج "تحسين إعادة البناء" تضمّن حوافز لعودة تصنيع الطاقة الشمسية إلى الولايات المتحدة، فإنها كانت دون مستوى المنافسة مع الألواح الشمسية التي يصنعها أشخاص محتجزون في الصين، ناهيك عن أزمة نفايات الألواح الشمسية المقبلة.

وأشار السناتور مانشين إلى أن الولايات المتحدة أصبحت مكتفية في مجال الطاقة للمرة الأولى منذ 60 أو 70 عامًا أو أكثر، ولا ينبغي الاعتماد على دول أخرى لمنح الطاقة للبلاد، لتفادي الاتّكال على سلاسل التوريد الأجنبية التي توفر المنتجات اللازمة يوميًا.

وقد أدى انتشار الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على نطاق واسع إلى زيادة أسعار الكهرباء زيادة كبيرة، وقد رفعت ولاية كاليفورنيا أسعار الكهرباء 7 مرات أكثر من بقية الولايات المتحدة على مدى العقد الماضي.

إضافة لذلك، يوجد في ألمانيا أعلى أسعار للكهرباء في أوروبا، وتحطّم الأسعار أرقامًا قياسية جديدة نتيجة نقص الكهرباء الناجم عن نقص إمدادات الغاز الطبيعي الكافية على مستوى العالم.

وقد أشارت بيانات الكهرباء في أوروبا، يوم الإثنين الماضي، إلى ارتفاعات قياسية، باستثناء بولندا والدول الإسكندنافية، وبلغت أعلى من 300 يورو (339.16 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة (ووصلت في فرنسا وسويسرا إلى نحو 400 يورو).

ضريبة الاندفاع نحو الطاقة المتجددة

أدى نشاط المساهمين في المناخ وحركة الاستثمار "المستدام" في مجال الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية إلى تقليل الحكومات والجهات الفاعلة في القطاع الخاص استثماراتها في إنتاج النفط والغاز والإفراط بالاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة المعتمدة على الطقس.

ارتفاع أسعار النفط

وهذا ما أسفر عن نقص تاريخي في الغاز الطبيعي والنفط، وقد حطمت الدول الأوروبية والآسيوية، خلال الأسابيع العديدة الماضية، الأرقام القياسية لتكلفة الكهرباء، بسبب نقص إمدادات الغاز الطبيعي.

ومن المقرر أن ترتفع أسعار النفط إلى 125 دولارًا للبرميل العام المقبل، و 150 دولارًا في عام 2023، وسترتفع أسعار الغاز الطبيعي الشتوي في الولايات المتحدة بنسبة 30% هذا العام.

حتى فرنسا التي تمتلك ثقلًا نوويًا، وأفرطت بالاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة والغاز الطبيعي، وقلة الاستثمار في الطاقة النووية، تشهد أسعارًا قياسية للكهرباء.

وتبقى الأسئلة المتعلقة بطريقة مواجهة التغير المناخي وسبل حماية إمدادات الطاقة الأميركية في المستقبل مطروحة على بساط البحث.

* مايكل شلنبرغر - كاتب صحفي ومؤلف أميركي مهتم بقضايا البيئة وتغيّر المناخ

ملحوظة:

نُشر هذا المقال لأول مرة في المدونة الشخصية للكاتب، وأعادت "الطاقة" نشره بالاتفاق معه

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق