سلطنة عمان تعلن موعد تشغيل محطة تخزين النفط في رأس مركز بالدقم
تُعد الأكبر في الشرق الأوسط
تعوّل سلطنة عمان على محطة رأس مركز، لتكون أكبر موقع لتخزين النفط في منطقة الشرق الأوسط، وبوابة تصدير الخام إلى الأسواق الرئيسة، خاصة في آسيا، مع تزايد الأزمات والمشاحنات بين الحين والآخر في مضيق هرمز، جراء الاعتداءات الإيرانية على ناقلات نفط.
يهدف مشروع محطة تخزين النفط الخام في رأس مركز بولاية الدقم في محافظة الوسطى -الذي تنفّذه الشركة العمانية للصهاريج "أوتكو"- إلى تخزين جميع أنواع النفط وبكميات كبيرة؛ نظرًا لموقعه الإستراتيجي بالقرب من الأسواق الناشئة، لا سيما في آسيا وأفريقيا.
وتدرس عُمان ربط محطة رأس مركز بحقول النفط في وسط السلطنة، بهدف تزويدها باحتياجاتها من النفط الخام وإنشاء موقع بديل لتصدير النفط، إذ تتضمن رؤية الشركة العمانية للصهاريج بأن تكون محطة رأس مركز مركزًا عالميًا لتخزين النفط، وموقعًا إضافيًا لتصدير النفط العماني مع ميناء الفحل.
تخزين الهيدروجين والأمونيا
أوضح الرئيس التنفيذي لشركة "أوتكو"، أرد فان هوف، أن شركته تسعى لتوفير خدمات تخزين المنتجات السائلة والغازيّة، بما فيها منتجات الطاقة المتجددة النظيفة كالهيدروجين السائل والأمونيا وغيرها؛ نظرًا لما تملكه الشركة من بنية أساسية قادرة على تلبية احتياجات السوقين المحلية والعالمية.
كانت مجموعة أوكيو العمانية وشركة أرامكو السعودية للتجارة قد وقّعتا مذكرة تفاهم لتخزين النفط ومشتقاته في الدقم ورأس مركز، وبحث التعاون في مجالات تتعلّق بتوريد وشراء وإنتاج وتخزين النفط الخام والمنتجات النفطية في مرافق مصفاة الدقم وراس مركز.
تخزين النفط
من جانبه، قال مدير عامّ مشروع محطة تخزين النفط في رأس مركز، سالم بن مرهون الهاشمي، إنّ المشروع يعدّ عُمانيًا 100% تملكه الحكومة مُمثلة في مجموعة "أوكيو"، إذ بُدِئ تنفيذه في شهر أغسطس/آب 2019.
وأضاف أن المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم منحت الشركة العمانية للصهاريج حق الانتفاع بالأرض لتشييد محطة تخزين النفط بـ"رأس مركز" لمدة 40 عامًا، ابتداءً من تاريخ توقيع العقد في 5 يوليو/تموز 2017م.
تبلغ السعة التخزينية لمحطة رأس مركز في مرحلتها الأولى تبلغ نحو ٧.٢٦ مليون برميل، مع خطط لزيادة الطاقة الاستيعابية وفقًا لتنامي الطلب من قِبل المستثمرين، حسبما ذكرت وكالة الأنباء العمانية.
يتكون المشروع من شقّين:
- الأول: يتمثّل في الأعمال البحرية للمشروع التي تمّت، وتتضمَّن المحطة العائمة للاستيراد والتصدير التي تبعُد نحو 7 كيلومترات عن الشاطئ، وخطين للأنابيب بقطر 42 بوصة، والأنظمة المرتبطة بها.
- الثاني: وصلت نسبة الإنجاز به نحو 80%، يتضمّن الأعمال المدنية وتكسير الجبال وبناء أنظمة ضخّ النفط ومعالجة المياه وبناء الخزّانات وشبكة محطات الكهرباء والأنظمة الأخرى المصاحبة.
موعد تشغيل المشروع
أشار الهاشمي إلى أن البنية الأساسية اللازمة لتخزين النفط الخام خلال المرحلة الأولى من المشروع أصبحت جاهزة، ومن المتوقع أن تبدأ عمليات التشغيل بنهاية الربع الثاني من عام 2022 .
وأكّد أن محطة رأس مركز تمثّل مصدر احتياجات النفط الخام لمصفاة الدقم، وقد رُبطت المصفاة بالمركز عبر خط أنابيب بطول 80 كيلومترًا، وتمّ إنشاء 8 خزّانات ضخمة لتخزين النفط الخاص بالمصفاة.
وقال، إن مساحة موقع المشروع تبلغ 10 كيلومترات مربعة، غيرَ أن المساحة الإجمالية المخصصة للمشروع تبلغ 40 كيلومترًا مربعًا، وهو ما يعني أن البنية الأساسية في هذه المرحلة مهيّأة لتخزين ما يصل إلى نحو 200 مليون برميل من النفط.
وأشار إلى بناء المحطة العائمة لاستيراد وتصدير النفط لاستقبال أكبر ناقلات النفط في العالم،إذ رُبِطَت بـ4 مضخات رئيسة لدفع النفط الخام إلى الأعلى، كما إن الموقع مُهيّأ لإضافة مضخات إضافية تواكب الطلب على تخزين النفط بالمحطة كلما دعت الحاجة للتوسّع.
وأضاف أن سلطنة عمان تعتمد حاليًا على ميناء الفحل في تصدير النفط الخام، لذا فإن إضافة رأس مركز ستضفي أهمية إستراتيجية في تأمين تصدير النفط الخام إلى الخارج.
موقع إستراتيجي
أكد الهاشمي أن الموقع الإستراتيجي للمحطة خارج مضيق هرمز سيشجّع الكثير من المستثمرين على تخزين النفط وعمليات استيراد وتخزين وتصدير النفط، كما سيُضيف قيمة لخلط نوعيات نفط مختلفة مع النفط الخام العماني.
وألمح إلى أن طموح الشركة أن يصبح رأس مركز لتخزين النفط أكبر مشروع لتخزين النفط الخام في الشرق الأوسط، ليكون بمثابة مركز عالمي مهم لتخزين النفط الخام؛ نظرًا للموقع الإستراتيجي للمشروع على بحر العرب المطلّ على المحيط الهندي.
وأكد أن المركز سيُلبي احتياجات الأسواق في جنوب آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا، كما سيُسهم على المدى الطويل في جعل سلطنة عمان مركزًا رئيسًا لتخزين المنتجات السائلة والغازيّة في المنطقة.
موضوعات متعلقة..
- موازنة سلطنة عمان 2022.. توقعات بارتفاع صافي الإيرادات النفطية 56%
- لتجنب مضيق هرمز.. قراء "الطاقة" يؤيدون ربط حقول النفط السعودية بالموانئ العمانية
اقرأ أيضًا..
- السيارات الكهربائية.. الطقس البارد يؤثر في النطاق وتيسلا أقل الخاسرين (تقرير)
- نوفاك يكشف أسباب رفض أوبك+ الاستجابة لطلب أميركا بزيادة إنتاج النفط