تقارير النفطالتقاريرالتقارير السنويةحصاد 2021سلايدر الرئيسيةعاجلنفطوحدة أبحاث الطاقة

أسواق النفط في 2021.. ماذا حدث وماذا سيحدث؟

وحدة أبحاث الطاقة - سالي إسماعيل

انعكس تعافي الاقتصاد العالمي الذي صاحب إنهاء عمليات الإغلاق وانتشار اللقاح وتطبيق سياسات الدعم المالي والنقدي غير المسبوق طوال عام 2021، بصورة إيجابية على أسواق النفط العالمية، بعدما عانت من ضربة قوية جراء وباء كورونا.

ولعبت منظمة أوبك وكبار المنتجين من خارجها (التحالف المعروف باسم أوبك+) دورًا رئيسًا في تحقيق الاستقرار والتوازن في أسواق النفط، تحت مظلة اتفاق خفض إنتاج الخام، فضلاً عن الخفض الطوعي السعودي، ومن ثم العودة التدريجية لهذه الإمدادات المسحوبة.

ومن المؤكد أن عام 2021 كان شاهدًا على 3 أحداث وتطورات جديدة في ديناميكية أسواق النفط، وهي: تبنّي كبار الدول النفطية سياسات ومواقف جديدة، فضلًا عن إسهام أزمة الطاقة العالمية في تحويل النفط إلى منافس قوي لمصادر الطاقة الأخرى، أمّا الأمر الثالث، فهو تباطؤ وتيرة الزيادة في إنتاج النفط الصخري الأميركي رغم قفزة الأسعار.

ولمزيد من التفاصيل حول الدروس الـ3 المستفادة من ديناميكية أسواق النفط في 2021، يرجى الضغط هنا.

ومع ذلك، تظل الأمور رهن تطورات الوباء ومتحوراته، إذ ألقى متحور أوميكرون بظلال من عدم اليقين في الأسواق، لكن من المؤكد أن سوق النفط تقف حاليًا على أساس أكثر صلابة مقارنة بالوضع في 2020.

ولقراءة حصاد 2021 بشأن النفط والغاز والطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية، والذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة، يرجى الضغط هنا.

أسعار النفط

استطاعت أسعار النفط في 2021 تعويض الخسائر التي سجلتها خلال عام الوباء، حتى إنها وصلت لمستويات هي الأعلى منذ عام 2014، وحققت مكاسب تقارب الـ50%.

وتكاتفت عدّة عوامل في تحقيق هذا الأداء، إذ إن النشاط الاقتصادي آخذ في التعافي، مع تخفيف قيود الحركة، ما عزز تعافي الطلب على الوقود، هذا فضلاً عن اتّباع سياسة التخفيض التدريجي لاتفاق أوبك+ بشأن الإمدادات.

ولقراءة كشف حساب اجتماعات أوبك+، وهو التحالف الذي يضم دول المنظمة بالإضافة للمنتجين الحلفاء من غير الأعضاء، عبر اجتماعاتهم الـ11 المنعقدة في 2021، يرجى الضغط هنا.

ولم يكن ما سبق كلمة السر الوحيدة في قفزة أسعار النفط المسجلة 2021، بالنظر إلى ارتفاع عمليات السحب من المخزونات النفطية، ليكون من المرجح أن تسجل مستويات أقلّ من تلك المسجلة قبل تفشّي وباء كورونا.

ورغم البلبلة التي أثارها قرار الرئيس الأميركي، جو بايدن، بالسحب من احتياطي النفط الإستراتيجي، -بعدما فشلت مساعي دفع تحالف أوبك+ لتعزيز الإمدادات بوتيرة أسرع من المتّبعة في أسواق النفط- فإن تأثيره في أسعار الخام كان محدودًا للغاية بفعل التكهنات القوية قبل إعلانه رسميًا.

ولمعرفة مزيد من التطورات حول التعافي الذي شهدته أسواق النفط في عام 2021 لتصل الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة في عدّة سنوات، يرجى الضغط هنا.

ولمتابعة أهم المؤثرات في أسواق النفط، والأسعار على وجه التحديد، خلال عام 2021، سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو طبيعية، يرجى الضغط هنا.

الاكتشافات النفطية

في عام 2021، تعددت إعلانات الدول في مختلف أنحاء العالم عن اكتشافات حقول جديدة للنفط والغاز بكميات من الوقود الأحفوري في المكمن أغلبها ضخم، وقليل منها محدود.

ومن المرجح أن تكون أحجام الاكتشافات العالمية من النفط والغاز طوال عام 2021 هي الأقلّ منذ عام 1946 عند 4.7 مليار برميل نفط مكافئ، من بينها 66% اكتشافات سائلة، أمّا الـ34% المتبقية فكانت في صورة غازيّة.

وتُعدّ اكتشافات النفط والغاز هذا العام أقلّ مقارنة مع عام الوباء، عندما بلغ حجمها 12.5 مليار برميل مكافئ من النفط، وكذلك أعلى من الاكتشافات المسجلة طوال الـ5 أعوام السابقة لعام 2020. وهذا أمر منطقي بسبب الوقت اللازم لإراء الدراسات الجيولوجية والزلزالية. بعبارة أخرى، اكتشافات عام 2000 كانت نتيجة المجهود في العام الذي سبقه.

وتقود الاكتشافات الجديدة لحقول النفط والغاز هذا العام، شركة إيني الإيطالية وشركة إكوينور النرويجية وشركة إكسون موبيل الأميركية وكذلك شركة النفط الوطنية في الصين.

ولمزيد من التفاصيل حول اكتشافات النفط والغاز في عام 2021، مع الاطلاع على أبرز هذه الاكتشافات الجديدة وحجم الاحتياطيات التي تحويها من موارد الوقود الأحفوري، يرجى الضغط هنا.

إنتاج النفط وصادراته

ارتفع إنتاج النفط العالمي في عام 2021، وصاحب ذلك زيادة في صادرات الخام، بعد الضربة التي خلّفتها أزمة فيروس كورونا العام الماضي.

وصاحب الزيادة في الإنتاج قفزة كبيرة في أسعار النفط لتحوم حول أعلى مستوياتها في 7 أعوام، وإن كان لا يزال إنتاج الخام أقلّ من مستويات ما قبل الوباء وسط ظهور سلالات جديدة من الفيروس، ومع تمسّك تحالف أوبك+ بالقيود على الإمدادات النفطية.

وبينما استفادت أسواق النفط عمومًا من التعافي الاقتصادي وتخفيف قيود الإغلاق، حالت عوامل طبيعية، مثل الأعاصير في خليج المكسيك وظروف الشتاء القارس في أوروبا وغيرها، دون زيادة قوية في مستويات إنتاج النفط.

ومثلما كانت الحال في عهد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، طالب الرئيس الحالي، جو بايدن، تحالف أوبك+ بزيادة الإنتاج مرارًا لمواكبة التعافي في الطلب وتهدئة أسعار المشتقات المحلية، لكنه لم يقف مكتوف الأيدي حيال تجاهل المنظمة وحلفائها طلبه؛ إذ قرر السحب من مخزون النفط الإستراتيجي بالتعاون مع دول أخرى.

ولمزيد من التفاصيل حول اتجاهات إنتاج وصادرات العالم من النفط طوال عام 2021، مع الاطلاع على التطورات التي أسهمت في زيادة الإمدادات النفطية وعودة الصادرات لاتّباع اتجاه صعودي، يرجى الضغط هنا.

الطلب العالمي والمحلي

أسهم نشر اللقاحات المضادة لوباء كورونا خلال العام الجاري في الحدّ من قيود الحركة والإغلاقات المتكررة، ما دفع عجلة الاقتصاد لتدور من جديد -بعد عرقلتها في 2020-، وهو ما ساعد الطلب على النفط في التعافي سواء عالميًا أو محليًا.

ورغم التعافي الملحوظ في 2021 للطلب على النفط، فإن الطلب الإجمالي لم ينجح في العودة لمستويات ما قبل الوباء، والتي تقلّ قليلًا عن 100 مليون برميل يوميًا، مع كون متحورات كورونا العائق الأبرز.

ويأتي هذا التعافي مع ارتفاع الطلب على الخام في أكثر الدول استهلاكًا للنفط، مثل الولايات المتحدة والصين والهند، فضلًا عن انتعاش الطلب على النفط في السعودية، بعدما سجل مستوى منخفضًا خلال ذروة تفشّي الوباء.

ولمزيد من التفاصيل حول الطلب العالمي على النفط في 2021، والتعافي الذي أعقب عام الوباء، يرجى الضغط هنا.

توقعات متفائلة

رغم المخاطر المحتملة التي تُشكّلها متحورات كورونا وضغوط الدولار على أسعار السلع، فإن عام 2022 يحمل في طيّاته نظرة متفائلة بشأن الاستهلاك العالمي للنفط مع زيادة في المعروض.

ويعني ذلك أن التعافي الاقتصادي، وبالتبعية التعافي في أسواق النفط وخصوصًا الطلب -والمسجل في 2021-، يواصل مسيرته خلال 2022، ليتجاوز مستويات ما قبل الوباء، مع احتمالات تسجيل ذروة جديدة.

وهناك نظرة أخرى أكثر تفاؤلًا بشأن أسعار النفط العام المقبل، إذ من المتوقع أن تتجاوز عتبة 100 دولار للبرميل كما تشير بعض البنوك الاستثمارية، وإن كانت إدارة معلومات الطاقة الأميركية تحافظ على تقديرات معقولة نسبيًا عند 70.05 و66.42 دولارًا للبرميل لكل من خامي برنت وغرب تكساس الوسيط على الترتيب.

ولمزيد من التفاصيل حول التوقعات بشأن الطلب العالمي على الخام والمعروض النفطي، وكذلك أسعار الذهب الأسود في عام 2022، يرجى الضغط هنا.

خلاصة القول

بدأت الأمور تعود إلى مجراها في أسواق النفط، لكن قد تطرأ تطورات جديدة أو مفاجئة من شأنها أن تقلب الموازيين مجددًا، مثلما يفعل متحور أوميكرون حاليًا ويُهدد بعودة تدابير الإغلاق من جديد، وربما ينعكس اتجاه حكومات العالم للتخلص من السياسات النقدية التيسيرية سلبًا على أسواق النفط.

وبناءً على البيانات والاتجاهات الحالية، فإنه يتوقع زيادة الطلب على النفط وزيادة إنتاجه في عام 2022، كما يتوقع أن يكون متوسط أسعار النفط أعلى من متوسطه في عام 2021، إلا أن هذا لا يعني ارتفاعًا كبيرًا في أسعار النفط لوجود طاقة إنتاجية فائضة لدى دول أوبك+ من جهة، ولرغبة القيادات الأميركية والصينية في استخدام المخزون الإستراتيجي لكبح جماح أسعار النفط من جهة أخرى.

وللاطلاع على الملف الكامل لوحدة أبحاث "الطاقة"، حول أسواق النفط في 2021.. يُرجى الضغط (هنا).

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق