تغير المناخ يهدد عشاق البطاطس المقلية والمستردة.. احذروا
حياة حسين
على عشاق صلصة المستردة والبطاطس المقلية أن يستعدّوا لنقص وجباتهم المفضلة، فقد يحرمهم الجفاف والفيضانات وأزمة الشحن، بسبب تغير المناخ من تلك الأطعمة المحبّبة إليهم.
ففي كندا، وسواحل المحيط الهادئ، دفعت موجات الجفاف والفيضانات هذا العام، إلى مشكلات في زراعة نبات الخردل، وهو المكون الرئيس للمستردة، والبطاطس، التي زادها تأزمًا انعكاسات تلك الكوارث الطبيعية الناجمة عن تغيّر المناخ على قطاع الشحن.
وتُعدّ كندا أكبر منتج لنبات الخردل في العالم، تليها البرازيل، والأخيرة عانت هذا العام من أسوأ موجة جفاف منذ عام 1930.
زيادة الأسعار
ارتفعت أسعار "المستردة" في فرنسا بسبب جفاف ضرب كندا، وتوقّع منتجو الصلصة زيادات متواصلة في أسعارها المدة المقبلة.
بينما اضطرت سلسلة مطاعم ماكدونالدز في اليابان إلى خفض كميات البطاطس التي تقدّمها في وجباتها، بسبب نقص الواردات؛ تأثرًا بفيضانات بريتش كولومبيا، حسبما ذكر تقرير لموقع "فيز.أورغ".
وقالت وزيرة الزراعة في كندا، ماري كلاود بيبو: "عندما نراجع أحداث هذا العام بقطاع الزراعة في البلاد، نكتشف أنه شهد عددًا هائلًا من حوادث ناجمة عن تغير المناخ".
وعدّدت وزيرة الزراعة الكندية بعض تلك الحوادث، خلال أسوأ موجة جفاف في 60 عامًا في غرب البلاد، ومنها الدمار الناتج عن فيضانات الأنهار في مقاطعة كولومبيا البريطانية.
وجاءت تعليقات الوزيرة الكندية خلال لقاء مع مربّي الخراف والماشية، الذين يصارعون من أجل توفير أغذية تكفي حيواناتهم، في ظل جفاف يحوّل المزارع إلى أرض يابسة.
انخفاض المحاصيل
أشارت بيانات حكومية كندية إلى أن المحاصيل الزراعية انخفضت إلى أدنى مستوى في عقود؛ بسبب موجات الجفاف غرب البلاد.
وصرّحت المسؤولة في اتحاد الزراعة الكندي، كيث كوري، للوكالة الفرنسية، قائلة: "ينتاب المزارعين كثير من القلق، فبعضهم خسر كل ما يملك، وآخرون يعتقدون أن المستقبل قاتم".
وفي بحثها التحليلي السنوي عن أهم 10 قضايا غذائية، وجدت جامعة "دالهاوسي" أن أزمة تغير المناخ وآثارها على إنتاج الغذاء في غرب كندا، احتلّت المرتبة الثانية، بعد ارتفاع معدلات تضخّم السلع الغذائية.
وقال مدير الشؤون العلمية بالجامعة، سيلفاين تشارلبوايس: "تغيّر المناخ أثّر بشدة في الزراعة والإنتاج وسلاسل الإمداد، المتضررة أصلًا من وباء كورونا؛ ما دفع لزيادة تكلفة الأغذية".
وأضاف أن الحرارة ارتفعت إلى مستوى قياسي هذا العام في بريتش كولومبيا، إذ بلغت 49.6 درجة مئوية؛ ما سبّب نشوب حرائق الغابات وتدمير النباتات.
مزيد من الدمار
أسهمت الفيضانات في بريتش كولومبيا في كندا، بتحقيق مزيد من الدمار، ما كشف عن كون الاستعدادات في تلك المناطق للتعامل مع آثار تغير المناخ غير مرنة، وفق تشارلبوايس.
وتراجع محصول البراري الكندية من الخردل إلى نصف إنتاج العام الماضي 2020، بسبب موجات الجفاف، وبلغ 50 ألف طن متري.
لذلك توقّع تقرير لوزارة الزراعة الكندية أن يزيد سعر الخردل إلى الضعف، مسجلًا مستوى قياسيًا عند 1700 دولار للطن.
وكون منطقة "بورغوندي" الفرنسية تضم أكبر منتجي "المستردة" في العالم، والتي وتعتمد بصورة رئيسة على المزارع الكندية، فقد تأثّر إنتاجها سلبًا بما يحدث هناك.
وقال محلل أسواق السلع، رامزي يلدا، إن جفاف غرب كندا يحدث في الظروف العادية كل 10-15 سنة، غير أن "هذا العام كان قاسيا جدًا، ولا أعتقد أننا رأينا مثل هذا الطقس في وقت سابق.. من الواضح أننا سنرى هذا الطقس كثيرًا مستقبلًا".
فرحة غير مكتملة
تجاهل محصول البطاطس في كندا جفاف الصيف وبرد الشتاء، وأرضى جميع مزارعي الثمرة الساحرة للكثيرين حول العالم، إذ زاد بنسبة 18% عن العام الماضي، وبلغ 12.3 مليون طن، إلّا أن تغيّر المناخ حال دون اكتمال فرحة المنتجين.
وتسبّبت الأمطار الغزيرة في بريتش كولومبيا، بحصار قائدي الشاحنات في المستنقعات الطينية القاتلة، وأجبرت آلاف السكان على إخلاء منازلهم، ودمّرت الطرق، وخطوط السكك الحديدية، كما قطعت اتصال الميناء في فانكوفر بباقي كندا، الذي يُعدّ الأكبر في تصدير البطاطس.
لذلك اضطرت ماكدونالدز إلى خفض الكميات التي تقدّمها لزبائنها من البطاطس المقلية في اليابان، حتى لا تنفد الكميات لديها بسرعة قبل وصول الإمدادات الجديدة.
موضوعات متعلقة..
- التغير المناخي.. 3 دول ترفض التصويت لصالح قرار يعتبره تهديدًا للأمن الدولي
- الأراضي الرطبة.. أيهما أشد خطرًا التغيرات المناخية أم خطر الانقراض؟
اقرأ أيضًا..
- صحيفة فرنسية: المغرب سيصبح منجم طاقة خضراء لأوروبا
- مصر تستعين بالخبرة الصينية في مشروعات التنقل الأخضر
-
احتياطي النفط الإستراتيجي.. اليابان تستجيب لطلب أميركا وتعلن بيع 600 ألف برميل