تقارير الكهرباءتقارير منوعةسلايدر الرئيسيةكهرباءمنوعات

شبح يهدد العالم.. نقص في كل شيء! (تقرير)

جائحة كورونا وعوامل أخرى أدت إلى تفاقم الأزمات

دينا قدري

يواجه مواطنو العديد من دول العالم نقصًا في كل شيء -من البن إلى الكهرباء والفحم-، ويرجع ذلك في الغالب إلى الاضطراب الناجم عن جائحة فيروس كورونا.

إلّا أن هناك العديد من العوامل والتأثيرات التي أدت إلى تفاقم الأزمات في العديد من الدول في مختلف أنحاء العالم، حسبما رصدته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في تقرير بعنوان "النقص يضرب جميع دول العالم".

الفحم في الصين

وصفت بي بي سي ما يحدث في الصين بأنه "عاصفة كاملة" تضرب المتسوقين والشركات في داخل البلاد وخارجها.

يأتي أكثر من نصف كهرباء البلاد من الفحم -الذي ارتفع سعره في جميع أنحاء العالم-.

ولا يمكن نقل هذه التكاليف إلى المستهلكين الصينيين، بسبب سقف سعر صارم، لذلك تعمل شركات الكهرباء على تقليل الإنتاج.

كما تأثّر إنتاج الفحم بفحوصات السلامة الجديدة في المناجم، والقواعد البيئية الأكثر صرامة، والفيضانات الأخيرة، حسبما أفادت الدكتورة ميشال ميدان، من معهد أكسفورد لدراسات الطاقة.

وهذا يعني أنه حتى مع زيادة الطلب على السلع الصينية، فقد طُلب من المصانع تقليل استخدام الكهرباء، أو الإغلاق في بعض الأيام.

وأوضحت ميدان أن هذه العاصفة تؤثّر في كل شيء من الورق والغذاء والمنسوجات ولعب الأطفال إلى رقائق هواتف الآيفون.

وأضافت أن هذه العناصر "قد ينتهي بها الأمر إلى نقص المعروض في عيد الميلاد هذا العام".

الحياد الكربوني - الصين

الألعاب والملابس في أميركا

حذّر مسؤول بالبيت الأبيض من أنه "ستكون هناك أشياء لن يستطيع الناس الحصول عليها" في البلاد خلال الاحتفال بعيد الميلاد.

إذ ستتأثر مخزونات الألعاب في الولايات المتحدة، وكذلك المواد الأساسية مثل ورق المرحاض، والمياه المعبأة في زجاجات، والملابس الجديدة، وأغذية الحيوانات الأليفة.

جزء من المشكلة يتمثل في أزمة في الموانئ الأميركية، إذ تأتي 4 حاويات شحن من أصل 10 تدخل الولايات المتحدة، عبر ميناءين فقط، في لوس أنجلوس ولونغ بيتش في كاليفورنيا.

وتحوّل كلا الميناءين الآن إلى التشغيل على مدار الساعة طول أيام الأسبوع للمساعدة في تخفيف الضغوط.

في بعض الحالات، كان النقص ناتجًا أيضًا عن المشكلات المستمرة المتعلقة بجائحة كورونا في دول أخرى، وما أسفرت عنه من إغلاق مصانع الإنتاج.

وأوضح البروفيسور ويلي شيه، من كلية هارفارد للأعمال، أنه حتى عندما تُنتج البضائع، فإن توصيلها إلى تجار التجزئة أصبح أكثر صعوبة.

وأضاف أنه كان هناك زيادة في الإنفاق من قبل المستهلكين الأميركيين، لكن الاضطراب في المصانع والموانئ وشبكات الطرق والسكك الحديدية "المثقلة بالأعباء" أوجد أزمة.

الطاقة المتجددة - أميركا

الرقائق الإلكترونية في الهند

شهدت شركة ماروتي سوزوكي -أكبر شركات تصنيع السيارات في الهند- انخفاضًا حادًا في الإنتاج، ويرجع ذلك جزئيًا إلى النقص العالمي في الرقائق الإلكترونية.

كان النقص مدفوعًا بالاضطرابات المرتبطة بالجائحة في دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية.

وكان الطلب العالمي على الرقائق -التي تُستخدم أيضًا في الهواتف وأجهزة الحواسيب- يرتفع قبل الجائحة، بسبب اعتماد تقنية 5 جي.

وأدى التحوّل إلى العمل من المنزل إلى ارتفاع آخر في الطلب، إذ احتاج الناس إلى أجهزة الحواسيب المحمولة أو آلات التصوير للعمل.

وقد تفاقم النقص في المكونات القادمة إلى الهند بسبب اضطراب الكهرباء في البلاد، إذ تنخفض مخزونات الفحم بشكل خطير.

وانتعش الاقتصاد بعد الموجة الثانية القاتلة من فيروس كورونا في الهند، ما أدى إلى زيادة الطلب على الكهرباء. إلّا أن أسعار الفحم العالمية ارتفعت، وواردات الهند انخفضت.

وحذّر الخبراء من أن العائلات في الهند ستتضرر أيضًا مع ارتفاع أسعار الكهرباء، إذ إن التضخم المرتفع يعني أن أسعار المواد الأساسية مثل الغذاء والنفط قد ارتفعت.

عملية تصنيع الرقائق الإلكترونية في شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات
عملية تصنيع الرقائق الإلكترونية في شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات

البن والمياه في البرازيل

يعود الانخفاض الكبير في إنتاج البن هذا العام جزئيًا إلى الجفاف الأكثر حدة في البرازيل منذ ما يقرب من قرن، إلى جانب الصقيع والدورة الطبيعية للحصاد.

تفاقمت التحديات التي تواجه منتجي البن بسبب ارتفاع تكاليف الشحن ونقص الحاويات.

ستُنقل التكاليف المرتفعة إلى المقاهي في جميع أنحاء العالم، إذ إن البرازيل هي أكبر منتج ومصدّر للبنّ.

ونظرًا لأن معظم كهرباء البلاد تأتي من الطاقة الكهرومائية باستخدام الخزّانات، فإن نقص المياه له تأثير مباشر بإمدادات الكهرباء في البلاد.

ومع ارتفاع أسعار الكهرباء، تطلب السلطات من المواطنين الحدّ من استخدامهم للكهرباء لتجنّب التقنين.

وقال وزير الطاقة، إن الوكالات الحكومية طُلب منها خفض استهلاكها للكهرباء بنسبة 20%، بحسب ما نقلته صحيفة "واشنطن بوست".

الطاقة الكهرومائية

غاز الطهي في نيجيريا

تعاني نيجيريا من نقص في غاز النفط المسال الذي يُستخدم بشكل رئيس في الطهي، على الرغم من أن البلاد لديها أكبر احتياطيات من الغاز الطبيعي في أفريقيا.

ارتفع سعر غاز النفط المسال بنسبة 60% تقريبًا بين أبريل/نيسان ويوليو/تموز، ما جعله بعيدًا عن متناول العديد من المواطنين.

نتيجةً لذلك، تحوّلت المنازل والشركات إلى الفحم الأكثر تلويثًا، أو الحطب، للطهي.

ويتمثّل أحد أسباب ارتفاع الأسعار في النقص العالمي بالمعروض، إذ ما تزال نيجيريا تعتمد على الغاز الطبيعي المسال المستورد.

ومن المحتمل أن يكون الوضع قد تفاقم بسبب انخفاض قيمة العملة، وإعادة فرض الضرائب على الغاز الطبيعي المسال.

ويحذّر الخبراء من أن النقص قد يكون له آثار صحية وبيئية مقلقة، إذ يلجأ الناس إلى بدائل وقود أرخص، ولكنها أكثر خطورة.

نيجيريا - الغاز الطبيعي

المياه والأدوية في لبنان

هناك مخاوف من نقص المياه والأدوية والوقود في لبنان، فعلى مدى الأشهر الـ18 الماضية، عانت البلاد من أزمة اقتصادية دفعت ثلاثة أرباع سكانه إلى الفقر، وأصابت عملته بالشلل، وأثارت مظاهرات كبيرة ضد الحكومة والنظام السياسي في لبنان.

كان اقتصاد البلاد يعاني من مشكلات قبل أن تضربه الجائحة، إلّا أنها جعلت الأمور أسوأ.

وأدى نقص الوقود إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر، ما جعل الشركات والعائلات تعتمد على مولدات الكهرباء الخاصة الباهظة الثمن التي تعمل بالديزل، إذا كانت قادرة على تحمّل تكاليفها.

في أغسطس/آب، قالت منسّقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان، نجاة رشدي، إنها "قلقة للغاية بشأن تأثير أزمة الوقود في الوصول إلى الرعاية الصحية وإمدادات المياه لملايين الأشخاص في لبنان".

أزمة الوقود في لبنان - النفط والغاز

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق