رئيسيةأخبار منوعةمنوعات

أزمة ارتفاع أسعار الفحم تلقي بظلالها على قطاع العقارات في الصين

بعد أن سجلت مستويات قياسية

داليا الهمشري

تلقي أزمة نقص الفحم بظلالها على جميع قطاعات الصين بدءًا من المستهلكين الذين أصبحوا يعانون انقطاع التيار الكهربائي داخل المنازل، حتى الصناعات كافةً، كما تلوح أزمة جديدة في الأفق تتعلق بقطاع العقارات.

وحققت العقود الآجلة للفحم الصيني أعلى ارتفاع أسبوعي لها على الإطلاق، مدفوعًا بأزمة طاقة متفاقمة تهدد بمزيد من الضغط على مطوري العقارات في البلاد، الذين يعانون بالفعل تراكم المديونيات.

وسجلت العقود الآجلة للفحم الحراري الأكثر نشاطًا في تشنغتشو ارتفاعًا قياسيًا بلغ 1669.40 يوانًا (259.42 دولارًا) للطن في وقت مبكر من اليوم الجمعة، مسجلًا ارتفاعًا أكثر من 200% منذ بداية العام.

وأغلقت عقود الفحم الآجلة في الصين كل يوم تداول هذا الأسبوع عند مستوى قياسي، حسب فاينانشيال تايمز البريطانية.

أزمة طاقة متصاعدة

يأتي الارتفاع وسط أزمة طاقة متصاعدة في الصين، حيث تشكل الكهرباء التي تعمل بالفحم نحو 70% من توليد الكهرباء.

كما تضافرت جهود إغلاق المناجم ومحطات الكهرباء التي تعمل بالفحم لاعتبارات البيئة والسلامة، جنبًا إلى جنب مع جهود الحكومات المحلية لتلبية أهداف خفض الانبعاثات الصارمة، للتسبب في نقص الطاقة وانقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد.

الصين - محطات الفحم
محطة كهرباء تعمل بالفحم في الصين - أرشيفية

واستمرت أسعار الفحم في الارتفاع حتى مع ارتفاع واردات الوقود، وأمرت السلطات المحلية المناجم هذا الأسبوع بزيادة الإنتاج، في حين عرقلت الفيضانات القاتلة في مقاطعة شانشي المنتجة للفحم بشدة محاولات تعزيز الإمدادات.

أزمة في قطاع العقارات

قال المحللون إن الارتفاع المستمر في أسعار الفحم يهدد بأزمة اقتصادية أخرى تلوح في الأفق في الصين: أزمة سيولة في قطاع العقارات في أعقاب فشل شركة إيفرغراند، ثاني أكبر شركة تطوير عقاري من حيث المبيعات في الصين، في تسديد ديونها.

فقد أسست بكين نظام تقنين للطاقة يمنح امتيازًا للاستهلاك السكني على الاستخدام الصناعي بهدف الحد من انقطاع الكهرباء عن المواطنين الصينيين.

ومن ثم فمن المرجح أن تؤدي موارد الطاقة المحدودة المتاحة للمصنعين إلى زيادة تكاليف مواد البناء، بما في ذلك الصلب والزجاج والألومنيوم؛ ما سيفاقم الأزمة التي يعانيها مطورو العقارات بالفعل.

ارتفاع أسعار الألومنيوم

كما تسبب نقص الفحم الصيني في ارتفاع أسعار الألومنيوم -على المستوى العالمي- متجاوزًا -هذا الأسبوع- للمرة الأولى منذ يوليو/تموز 2008، 3100 دولار للطن خلال جلسة التداول في بورصة لندن للمعادن.

من جهته، أوضح رئيس علم المعادن والتعدين في "رينيسانس كابيتال"، بوريس سينيتسين، أن "ارتفاع أسعار الألومنيوم يفوق المعادن الأخرى في خضم الأزمة في قطاع الطاقة الصيني، والذي يعتمد تقليديًا على توليد الطاقة بالفحم".

وأضاف: "في الوقت ذاته، لا تزال الصين مصدرًا كبيرًا للألومنيوم؛ لذلك لم تؤثر هذه العوامل في التكلفة فحسب، بل في الإنتاج أيضًا، وقد ينخفض بشكل كبير توافر الألومنيوم من البلدان المستوردة الرئيسة".

تأثر النمو الاقتصادي

قال كبير الاقتصاديين الصينيين في مصرف سوسيتيه جنرال الفرنسي، ميشيل لام، إن ارتفاع أسعار الفحم سيسهم "بشكل حاد" في زيادة التكاليف التي تواجهها شركات البناء الصينية خلال الأشهر المقبلة.

وتسجل التكاليف الصناعية الصينية ارتفاعًا كبيرًا بالفعل، كما ارتفع مؤشر أسعار تكاليف المواد الخام المبيعة للشركات، هذا العام مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية.

وأشار كبير الاقتصاديين الصينيين في شركة ماكواري كابيتال، لاري هو، إلى أنه في حين أن أسعار النفط المرتفعة دفعت مؤشر الأسعار للارتفاع في وقت سابق من هذا العام؛ فإنها تستجيب الآن لارتفاع أسعار الفحم.

ومن المرجح أن يكون التأثير المشترك لأزمة الطاقة وأزمة الديون العقارية قد أثر في النمو الاقتصادي الصيني في الربع الثالث من العام، فيما توقع محللون في مؤسسة "غولدمان ساكس" للخدمات المالية والاستشارية الأميركية أن الإنتاج لم ينمُ عن الربع السابق، وأعربوا عن "عدم يقين كبير" بشأن توقعات الربع الرابع.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق