الصين تُنشئ محطة فحم جديدة وتضرب بتعهداتها المناخية عرض الحائط
مي مجدي
رغم اتخاذ الصين -أكبر ملوث في العالم- خطوات مهمة لمكافحة تغير المناخ، فإنها تستعد لإنشاء محطات فحم جديدة خلال السنوات المقبلة.
وبدأت بكين تشغيل أول وحدة لتوليد الكهرباء من الفحم بقدرة 1000 ميغاواط في محطة شانغهايمياو، وهي أكبر المحطات قيد الإنشاء في البلاد، بحسب وكالة رويترز.
يأتي ذلك في وقت تخضع فيه البلاد لانتقادت حادة بسبب موافقتها على إنشاء محطات لتوليد الكهرباء من الفحم، في حين تحاول العديد من الدول الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
محطة فحم جديدة
تقع المحطة في مدينة أوردوس بالمنطقة الشمالية الغربية لإقليم منغوليا الداخلية الغنية بالفحم، وستحتوي المحطة على 4 وحدات لتوليد الكهرباء.
وقالت شركة "غوديان باور شانغهايمياو" -المشغلة للمحطة والتابعة لشركة "تشاينا إنرجي إنفستمنت"- إن تكنولوجيا المحطة أثبتت فاعلية غير مسبوقة في العالم وسجلت أدنى معدلات استهلاك للفحم والمياه.
وأضافت أن المحطة تستهدف توصيل الكهرباء إلى مقاطعة شاندونغ الساحلية الشرقية من خلال شبكة عالية الجهد لمسافات طويلة.
وجاء في تقرير صدر عن وكالة الطاقة الدولية هذا الشهر، أن الصين شهدت قفزة كبيرة في توليد الكهرباء باستخدام الفحم، ومسؤولة عن أكثر من نصف إجمالي الكهرباء المولدة بالفحم في العالم.
ومن المتوقع أن تشهد زيادة بنسبة 9% على أساس سنوي في عام 2021.
وكانت بكين قد تعهدت بخفض استهلاك الفحم، لكنها لن تقدم على هذه الخطوة إلا بعد عام 2025، وسيمنحها ذلك مجالًا لزيادة سعتها في السنوات الأربع المقبلة.
إلى جانب ذلك، كشف تقرير نشره باحثون هذا الشهر في شركة "ستيت غريد" الصينية، عن أن زيادة المخاوف من أمن الطاقة قد تدفع البلاد إلى تنفيذ مشروعات جديدة تعمل بالفحم بقدرة 150 غيغاواط خلال المدة من 2021 إلى 2025، وبذلك يصل الإجمالي إلى 1230 غيغاواط.
التعهدات المناخية
تُعد الصين أكبر مستهلك للفحم في العالم، وتعتمد على أكثر من 70% في توليد الكهرباء من الفحم.
لذا تعتزم البلاد الوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل 2030، وتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060، وهو ما أكدته خلال قمة المناخ كوب 26.
وتشمل الخطوات الرئيسة نحو تحقيق هدفها زيادة حصتها من الطاقة المتجددة والتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، كما وعدت بخفض اعتمادها على الفحم.
وخلال سبتمبر/أيلول الماضي، أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أن الصين ستتوقف عن تمويل محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم في الخارج.
ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى إلغاء قرابة 65 غيغاواط من محطات توليد الكهرباء بالفحم التي خططت لتنفيذها في آسيا.
كما زاد اهتمام البلاد بالطاقة المتجددة، واستطاعت بكين تحقيق رقم قياسي قدره 71.7 غيغاواط من طاقة الرياح و48.2 غيغاواط من الطاقة الشمسية العام الماضي.
اقرأ أيضًا..
- الكوارتز مفتاح تحول الطاقة المنسي عالميًا - مقال
- قرار جديد يمنع شل من التنقيب عن النفط قبالة سواحل جنوب أفريقيا
- الفلبين تسمح باستخراج المعادن من المناجم المفتوحة