تمنع الاتفاقيات الطويلة لشراء الكهرباء المُولدة من محطات الفحم في كل من إندونيسيا، وفيتنام، والفلبين، تنفيذ بنك التنمية الآسيوي برنامج التخلص من الفحم في البلدان الـ3، وتحقيق تحوّل الطاقة فيها.
وقال تقرير صادر عن شركة "إيفا" لاستشارات للتحليل المالي والاقتصادي لقضايا الطاقة: "إن محطات توليد الكهرباء بحرق الفحم في الدول الآسيوية الـ3، والمنتشرة بكثافة، باتت حبيسة العقود المالية طويلة الأجل، التي لا يمكن إلغاؤها حاليًا"، حسبما ذكر موقع "فيلستار" المحلي في الفلبين.
وأعلن بنك التنمية الآسيوي، الشهر الماضي، إطلاق صندوق باستثمارات 2.5-3.5 مليار دولار لشراء محطات الطاقة التي تعمل بالفحم لإغلاقها، وتحقيق تحوّل الطاقة، بدءًا من الفلبين وفيتنام وإندونيسيا.
بدائل أنظف
يرى التقرير الصادر عن شركة إيفا، أن العقود المالية طويلة الأجل لشراء الكهرباء من محطات الفحم، تحبط جهود بنك التنمية الآسيوي في سبيل تبنّي مصادر بديلة للطاقة أنظف، رغم أن جدواها الاقتصادية قد تكون أفضل من تلك المحطات.
وكان بنك التنمية الآسيوي قد اختار كلًا من الفلبين، وإندونيسيا، وفيتنام، لتنفيذ أول مشروعات برنامج تحوّل الطاقة المعروف باسم "إنرجي ترانسيشن ميكانيزم"، عبر تمويل يتيح التخلص من محطات الفحم، واستبدال مشروعات توفر كهرباء أنظف بها.
ويستهدف برنامج البنك التخلص من نصف محطات الفحم في الدول الآسيوية الـ3 تقريبًا.
وكان نائب رئيس بنك التنمية الآسيوي، أحمد سعيد، قد أشار في تصريحات في شهر أغسطس/آب الماضي، إلى أن القطاع الخاص يمتلك قدرات ورؤية لمعالجة تغيّر المناخ؛ لذلك يسعى البنك لسدّ الفجوة بينه وبين الجهات الفاعلة في القطاع الرسمي".
وتوقّع سعيد أن يبدأ تنفيذ برنامج تحوّل الطاقة مطلع 2022.
انبعاثات الفحم
تمثّل محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم مصدرًا لنحو 20% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم؛ ما يجعلها أكبر ملوّث.
وقالت المنسّقة البحثية لإيفا، هانيا إساد: "إن برنامج البنك طموح، ويستحق التقدير، لكن دول منطقة جنوب شرق آسيا تتّسم بعدم التجانس، وتنوّع أسواق الطاقة لديها وتفرّد كل منها بخصائص محددة، وهو ما لا يمكن تجاهله".
وأضافت: "إن تقرير إيفا رصد مسألة محطات الفحم خلال مدة طويلة، واستنتج أن التخلص من محطات الفحم سيؤدي إلى خسائر مالية فادحة بسبب اتفاقيات شراء الكهرباء الطويلة والمضمونة من الدولة، إذ كانت الحكومات تضمنها بغرض دعم استثمارات محطات الفحم".
ومن المتوقع أن يتبنّى بنك التنمية الآسيوي آلية زيادة التمويل المختلط منخفض التكلفة للشركات الجديدة التي ستُنشَأ من أجل شراء محطات الكهرباء العاملة بالفحم، مع العمل على زيادة الحوافز لمشروعات الطاقة المتجددة التي تبنيها تلك الشركات.
ارتفاع المخاطر
ترى المنسّقة البحثية لإيفا أن برنامج بنك التنمية الآسيوي لتحقيق تحوّل الطاقة في البلدان الـ3، سيتّسم بارتفاع مستوى
المخاطر، إذا لم يكن مُصممًا بطريقة صحيحة.
وأوضحت وجهة نظرها قائلة: "إن البرنامج السيئ -بالكاد-سيوفر تمويلًا لمحطات الفحم القديمة، التي يوشك عمرها الافتراضي على الانتهاء؛ ما يعني أن البنك سيمنح فرصة لأصول تلك المحطات الملوثة للبيئة بالاستمرار مدة إضافية على عمرها الافتراضي".
وقالت المنسّقة البحثية لإيفا، إن كلًا من فيتنام والفلبين وإندونيسيا ستستقبل نحو 45 غيغاواط إضافية من محطات الفحم، خلال العقد المقبل، بفضل عقود الشراء الطويلة للكهرباء.
وتابعت أن معظم السعة الإضافية المتوقعة خلال العقد المقبل ستكون في فيتنام بما يعادل 29 غيغاواط، وتكتمل بحلول عام 2030.
كما إن النسبة الأكبر من الكهرباء المعتمدة على حرق الفحم في توليدها ستولّد بحلول عام 2025 من محطات قيد الإنشاء حاليًا، إذا استكملت الحكومات بناءها؛ ما يعني أن وضع الانبعاثات سيكون أكثر سوءًا، وفق إساد.
موضوعات متعلقة..
- مجموعة من المصارف تطلق مبادرة لتسريع التخلص من محطات الفحم
- محطات الفحم.. وزارة الطاقة الهندية تقترح تأجيل تطبيق معايير خفض التلوّث
اقرأ أيضًا..
- الشرطة البريطانية تختبر سيارات تيسلا استعدادًا للتحول إلى المركبات الكهربائية
- محادثات الطاقة في الاتحاد الأوروبي بين معارك أسعار الكربون والتمويل الأخضر