إنتاج النفط والغاز بجنوب شرق آسيا يتراجع لأدنى مستوى منذ 1998
نوار صبح
- من غير المرجح أن تُتجاوز عتبة الإنتاج تلك مجددًا في المستقبل
- الإنتاج سينخفض بنسبة 10% بحلول عام 2025 إلى نحو 4.3 مليون برميل يوميًا
- إنتاج السوائل الهيدروكربونية في جنوب شرق آسيا استمر في الانخفاض
- تتمثل القوة الدافعة وراء النظرة المستقبلية للمنطقة في المصادقة على مشروعات التطوير الجديدة
انخفض متوسط إنتاج النفط والغاز في جنوب شرق آسيا إلى 4.86 مليون برميل من النفط المكافئ يوميًا في عام 2021، انخفاضًا من 5.06 مليون برميل يوميًا في عام 2020.
وسجل إنتاج النفط والغاز اليومي في المنطقة انخفاضًا هائلًا بنسبة 12% مقارنة بكميات ما قبل الوباء البالغة 5.5 مليون برميل يوميًا في عام 2019، وفقًا لبيانات شركة ريستاد إنرجي لاستشارات الطاقة.
وأضاف أحدث تحليل صادر عن شركة ريستاد إنرجي لاستشارات الطاقة أن مرحلة تفشي وباء كورونا "كوفيد-19" شهدت نهاية حقبة الإنتاج المشترك من النفط والغاز في جنوب شرق آسيا، وفقًا لما نشره موقع "إنرجي فويس".
وهذا ما دفع إنتاج النفط والغاز في عام 2021 إلى أقل من 5 ملايين برميل من المكافئ النفطي يوميًا لأول مرة منذ عام 1998.
ويرى محللون أن من غير المرجح أن تُتَجاوز عتبة إنتاج النفط والغاز تلك مجددًا في المستقبل، على الرغم من الانطلاق المرتقب للمشروعات الجديدة في السنوات المقبلة.
استمرار انخفاض الإنتاج
كافح المشغلون لاستعادة خسائر إنتاج النفط والغاز الناجمة عن الوباء؛ حيث أبطأوا مستويات النشاط وسط اضطراب غير مسبوق في أسواق النفط، وفي ظل توقعات باستمرار الانخفاض حتى منتصف العقد.
وعلى الرغم من أن الكميات ستظل مستقرة في عام 2022؛ فإن إنتاج النفط والغاز سينخفض بنسبة 10% إضافية بحلول عام 2025 إلى نحو 4.3 مليون برميل نفط يوميًا مقابل المستويات الحالية، بحسب توقعات شركة ريستاد إنرجي لاستشارات الطاقة.
- تغيرات كبيرة في أسواق النفط ومصادر الطاقة خلال الـ50 سنة الماضية
- هل تستطيع دول الآسيان التحول من الوقود الأحفوري للمصادر المتجددة؟
وقال نائب رئيس وحدة الاستكشاف والإنتاج في شركة ريستاد إنرجي، براتيك باندي، إن إنتاج السوائل الهيدروكربونية في جنوب شرق آسيا استمر في الانخفاض.
وأضاف أن المنطقة تبدو مهيأة لتسجيل مستويات منخفضة من إنتاج النفط والغاز في المستقبل، رغم الآمال المعقودة على الحوافز الحكومية الجديدة.
إنتاج الغاز الطبيعي
بقي إنتاج الغاز الطبيعي في جنوب شرق آسيا ثابتًا بين عامي 2009 و2019، عند نحو 20.8 مليار قدم مكعبة يوميًا.
ويتوقع مراقبون ومحللون أن تنخفض الكميات بنحو 2% هذا العام مقارنة بعام 2020، عند نحو 19 مليار قدم مكعبة يوميًا، على الرغم من التوقعات بارتفاع حجم مبيعات الغاز الذي من شأنه أن يعوض انخفاض الإنتاج بنسبة 8% في عام 2020.
ويرجع هذا أساسًا إلى انخفاض الإنتاج في المشروعات القديمة الناضجة؛ بما في ذلك مشروع ماهاكام في إندونيسيا، ومشروع دووا التابع للشركة الماليزية للغاز الطبيعي المسال في ماليزيا، ومشروع ساتو لحقول الغاز البحرية في إقليم سرواك، ومشروع إيتاغونفي ميانمار.
- ماليزيا تبدأ الإنتاج من أول حقول الغاز في المياه العميقة
- أمن الطاقة في أميركا يتطلب استمرار إنتاج النفط والغاز (مقال)
وتُعَد حصة كميات الإنتاج للمشروعات قيد التطوير والاكتشافات التجارية الحالية كبيرة، وتعكس حسن توقيت تنفيذ المنطقة للمشروعات.
وتكلل تنفيذ العديد من المشروعات بالنجاح في عام 2021، بما في ذلك حقل روتان في ماليزيا، باستخدام وحدة الغاز الطبيعي المسال العائمة الثانية بمشروع دووا لشركة النفط الوطنية الماليزية بتروناس، التي بدأت عملها في مارس/آذار الماضي، وفقًا لما نشره موقع "إنرجي فويس".
وبهذا أصبحت شركة بتروناس المشغل الوحيد على مستوى العالم لإنتاج الغاز الطبيعي المسال من منشأتين عائمتين.
وفي إندونيسيا، أكملت شركة إيني الإيطالية تطويرًا في الوقت المناسب، حيث حقق مشروع ميراكيس أول إنتاج له من الغاز في أبريل/نيسان 2021، بحسب تقرير شركة ريستاد لاستشارات الطاقة.
وعلى الرغم من هذه النجاحات، لا تزال منطقة جنوب شرق آسيا تعاني من التأخيرات وتعثر المشروعات.
وقد تأخر الانتعاش في إنتاج الغاز، في إندونيسيا، لمدة طويلة بعد تأجيل مشروعيْ التطوير المهمَّيْن - تانغوه للغاز الطبيعي المسال(تي 3) وجامباران تيونغ بيرو يونيتيسيش (جيه تي بي) حتى عام 2022، حسبما أفاد تقرير شركة ريستاد إنرجي.
الآفاق المستقبلية
يأتي أكثر من 60% من الإنتاج، بالنسبة لمعظم بلدان جنوب شرق آسيا، من كتل ناضجة – وهي حقول تنتج أكثر من 50% من مواردها.
ومن المتوقع أن تشهد كميات الإنتاج من هذه الكتل انخفاضًا ثابتًا على مدى السنوات القليلة المقبلة، ويُرتقَب أن يأتي 60% من الإنتاج بحلول عام 2030 من المشروعات التي هي حاليًا في مرحلة الاستثمار ما قبل النهائي.
ومن ثم؛ تتمثل القوة الدافعة وراء النظرة المستقبلية للمنطقة في المصادقة على مشروعات التطوير الجديدة، حسبما أفادت شركة ريستاد إنرجي لاستشارات الطاقة.
تجدر الإشارة إلى أن عام 2020 شهد مرحلة صعبة لنشاط المصادقة على الاستثمارات على الصعيد الإقليمي؛ حيث وصل فقط نحو 300 مليون برميل من المكافئ النفطي من الموارد من 6 أصول إلى مراحل الاستثمار النهائي.
ونتيجة سعي المشغلين لمتابعة أنشطتهم في عام 2021، شهدت المنطقة أكثر من 10 مشروعات تضمن استمرار الاستثمار النهائي، مع نحو 750 مليون برميل من الاحتياطيات ونحو 3 مليارات دولار في استثمارات التأسيس؛ حيث تمثل ماليزيا 85% من الإجمالي.
خطط 2022
يرجح المحللون أن تظل أنشطة المصادقة في عام 2022 عند مستويات مماثلة، في ظل خطط الاستثمار النهائي عند نحو 800 مليون برميل من الموارد في المنطقة، منها 60% في إندونيسيا وأكثر من 35% في ماليزيا.
ومن المتوقع أن تهيمن المشروعات التي تديرها الشركات الكبرى وشركات النفط الوطنية في ماليزيا، في حين أن الشركات الإقليمية وشركات الاستكشاف والإنتاج ستتولى الإشراف على مشروعات التطوير الإندونيسية.
ولا تزال مشروعات الاستثمار النهائي المخطط لها في عام 2022 تواجه صعوبات في الحصول على الموافقات النهائية؛ ولا يزال تنظيم أسعار الغاز المحلية في إندونيسيا مصدر قلق لمعظم عمليات تطوير خطوط أنابيب الغاز الكبيرة.
وعلى الرغم من مناقشة الحوافز المقدمة لكتل مثل "كاسوري"؛ فإنها لا تزال أحد العوامل التي يمكن أن تزيد من تأخير متابعة العمل.
بدورها، لا تزال مشروعات التطوير المخطط لها من خلال عقود تشارُك الإنتاج، في المدى القريب، معرضة للخطر بسبب انتهاء صلاحية العقود الحالية، ما لم تبدأ حكومات البلدان المضيفة مناقشات مبكرة حول مدد التمديدات المحتملة.
اقرأ أيضًا..
- أزمة الطاقة تنتقل إلى 2022.. وأوروبا وآسيا تتنافسان على إمدادات الغاز المسال نفسها
- الوظائف الخضراء.. هل تجد نساء أفريقيا فرص عمل في الطاقة النظيفة؟