مصافي التكرير الأفريقية تسعى لتوفير وقود نظيف للنقل والطهي (تقرير)
نوار صبح
- من المهم أن تتبنى البلدان الأفريقية خطة متميزة لتحول الطاقة واعتماد الطاقة المتجددة
- المصافي الجديدة في أفريقيا ستُصمَّم لإنتاج أنواع الوقود النظيف
- أهمية الاستثمارات الكبيرة في مصانع التكرير والبتروكيماويات المتكاملة لتلبية الطلب المتزايد وتقليل الواردات
- التحدي يتمثل في ضمان تحويل هذه المصافي إلى مراكز امتياز تستخدم أحدث التقنيات
تسعى البلدان الأفريقية إلى إيجاد حلول مستدامة لمواجهة الطلب على الطاقة والتحول إلى النقل والطهي النظيفين، ويمثل خيار مصافي التكرير المستقبلية أحد تلك الحلول لتفادي مشكلات الصحة العامة والحد من الأثر البيئي للمصافي الحالية.
واستعرض مقال بعنوان "كيف يمكن لأفريقيا بناء مصافي المستقبل على الرغم من تحديات التمويل؟" للكاتب الصحفي في شؤون الطاقة بصحيفة الغارديان النيجيرية، كينغسلي إرميا، أبرز توصيات منتدى مستقبل الطاقة الأفريقية الذي انعقد مؤخرًا بمدينة هيوستن الأميركية.
وأشار كاتب المقال إلى رأي الأمين التنفيذي لجمعية المصافي والموزعين الأفارقة، أنيبور كراغا، بشأن مصافي التكرير المستقبلية في أفريقيا، والذي قال إن هذه الخطوة ستساعد في إنتاج وقود نظيف على المدى القريب مع التركيز أيضًا على البتروكيماويات عالية القيمة.
تحول الطاقة في أفريقيا
أفاد أنيبور كراغا بأن من المهم أن تتبنى البلدان الأفريقية خطة متميزة لتحول الطاقة واعتماد حلول الطاقة المتجددة التي أثبتت جدواها وفاعليتها من حيث التكلفة على المدى المتوسط إلى المدى الطويل.
وقال إن المسار إلى تقديم خطة تحول الطاقة الأفريقية سيتطلب خطة تمويل ملائمة من شأنها تعزيز الاستثمارات في مجمعات عالمية المستوى ومتكاملة للتكرير والبتروكيماويات بالإضافة إلى تخزين غاز النفط المسال والبنية التحتية للتوزيع.
وأضاف أن 20 دولة فقط في أفريقيا لديها عمليات تكرير، وانخفضت قدرات تلك الدول إلى 55% في المتوسط.
وأوضح أن المصافي الحالية تحتاج إلى ترقية لإنتاج وقود "أفري-6" الذي يحتوي على (10 أجزاء في المليون من الكبريت) بما يتماشى مع الخطة التفصيلية للوقود لدى جمعية المصافي والموزعين الأفارقة.
وألمح إلى أن مصافي التكرير الجديدة في أفريقيا مثل: مصفاة دانغوتي في نيجيريا، ومصفاة الشركة المصرية للتكرير (إي آر سي) في منطقة مسطرد شمال العاصمة المصرية القاهرة، ستُصمَّم لإنتاج أنواع الوقود النظيف.
الحاجة إلى الاستثمارات
أعرب الأمين التنفيذي لجمعية المصافي والموزعين الأفارقة، أنيبور كراغا، عن أسفه للوضع الحالي؛ حيث تمتلك 6 دول أفريقية فقط سعة تخزين غاز البترول المسال تزيد على 50 ألف طن متري؛ ما يؤدي إلى زيادة تكاليف غاز البترول المسال بكميات قليلة وإنتاج شحنات غير اقتصادية.
وقال إن هذا الوضع أدى إلى زيادة النقص في المنتجات البترولية في أفريقيا (الطلب مقابل إنتاج المصافي) على مر السنين، وهو تطور يثير مخاوف كبيرة بشأن أمن الطاقة في القارة.
وأكد أهمية الاستثمارات الكبيرة في مصافي التكرير والبتروكيماويات المتكاملة لتلبية الطلب المتزايد وتقليل الواردات، وتطوير البنية التحتية لغاز البترول المسال على نطاق واسع واستبدال غاز البترول المسال بالكتلة الحيوية باعتباره بديلًا للطهي النظيف في جميع أنحاء أفريقيا.
- البنك الدولي يحذر نيجيريا من استمرار دعم الوقود
- زيمبابوي تعاني من فقر الطاقة.. والنساء يلجأن للطهي بمصادر غير نظيفة
وأضاف أن مصافي التكرير المستقبلية في أفريقيا يجب أن تكون مرنة وفعالة، وأن السياسات التي من شأنها توفير بيئة مواتية للاستثمارات من حيث الوضوح في الأطر التنظيمية ومتطلبات الامتثال، ستساعد القارة على جذب رأس المال إلى مشروعات التكرير المستقبلية.
وأردف قائلًا إن الرقمنة والتعلم الآلي وإزالة الكربون والسلامة والموثوقية والكفاءة والتمويل كانت من ضمن المقوّمات الأساسية في مصافي المستقبل في أفريقيا.
وسائل النقل والطهي النظيف
أكد الأمين التنفيذي لجمعية المصافي والموزعين الأفارقة (إيه آر دي إيه)، أنيبور كراغا، الحاجة إلى أطر منفصلة لتعزيز وسائل النقل النظيف ووقود الطهي، وتوليد الكهرباء منخفضة الكربون، ومصادر الطاقة المتجددة.
تجدر الإشارة إلى أن جمعية مصافي التكرير والموزعين الأفارقة قد ذكرت سابقًا أن هناك حاجة إلى نحو 15.7 مليار دولار (+/- 50%) لتحديث مصافي التكرير الـ36 الموجودة في القارة الأفريقية.
وأشارت الجمعية إلى أن التحدي يتمثل في ضمان تحويل هذه المصافي إلى مراكز امتياز تستخدم أحدث التقنيات لتقديم منتجات نظيفة وعالية القيمة مع تقليل الانبعاثات إلى حد كبير.
- العالم يحتاج 4.5 مليار دولار سنويًا لتمويل الطهي بالطاقة النظيفة
- مصر تنفّذ خططًا عاجلة لتسريع وتيرة مشروعات التكرير
وقد قدّرت مؤسسة شل تقديم مبلغ 7.5 مليار دولار إضافي شرطًا للاعتماد على أنواع وقود الطهي الحديث بدلًا من الفحم في جميع أنحاء أفريقيا.
وقال أنيبور كراغا إن سلاسل التوريد المعقدة وغير الفعالة والتحديات التجارية بين البلدان الأفريقية تعوق حاليًا تنفيذ التنظيف الفعال من حيث كفاءة تكلفة حلول الطاقة.
اقرأ أيضًا..
- الطلب على الفحم عالميًا قد يصل لمستويات تاريخية في 2022 (تقرير)
- هل يؤثر متحور أوميكرون في الطلب على النفط؟.. غولدمان ساكس يُجيب