حقول الطاقة الشمسية تعزز أعداد النحل الطنان (دراسة)
مي مجدي
على مدى العقود الماضية، كافحت صناعة الطاقة الشمسية لتثبيت أقدامها ضمن أبرز مصادر الطاقة المتجددة لتوليد الكهرباء، لكن غالبًا ما يُنظر إليها على أنها تشوّه المناظر الطبيعية، وذات تأثير سيئ على الأراضي المنتجة.
وخلافًا لهذه الآراء، وجدت دراسة جديدة نشرتها مؤخرًا جامعة لانكستر أمس الإثنين، أن إدارة حقول الطاقة الشمسية الغنية بالموارد الطبيعية على نحو سليم يمكن أن تساعد في زيادة أعداد النحل الطنان داخل الحقول والمناطق المحيطة، بحسب ما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.
موطن للحياة البرية
وفقًا لتقرير صادر عن جمعية البيئة البريطانية، يوجد في المملكة المتحدة حقول شمسية تمتد على مساحة 14 ألف هكتار، وستزيد إلى 90 ألف هكتار.
ولاستغلال هذه المساحات الشاسعة، خلص البحث إلى أن هذه الحقول يمكن أن تصبح موائل قيّمة للحياة البرية -وخاصة النحل الطنان- في حال تشجيع أصحابها على استخدام الأرض لزرع الزهور البرية بجانب الألواح الشمسية.
وإدارتها بهذه الطريقة ستعزز من أعداد النحل الطنان خارج هذه الحقول إلى مسافة كيلومتر تقريبًا، وسيعود ذلك بالنفع على المزارعين الذين يعتمدون على النحل لتلقيح محاصيلهم.
وبناءً على محاكاة أجراها فريق البحث، كشفت أن إدارة الحقل الشمسي بصفة حديقة للزهور البرية ستزيد أعداد النحل الطنان بـ4 أضعاف عن الأعداد الموجودة وسط الأعشاب الخضراء.
وخلال مؤتمر للكشف عن النتائج، أشارت الباحثة هولي بلايدز، إلى أن إدارة الغطاء النباتي داخل حقول الطاقة الشمسية مهمة.
وقالت، إن نتائج البحث تقدّم أول دليل كمّي على أن الحقول الشمسية يمكن استخدامها أداة حماية لدعم وتعزيز تجمّعات الملقحات، فمن خلال إدارتها بطريقة توفر الموارد يمكن أن تتحول موطنًا قيّمًا للنحل.
استغلال المساحات
قالت بلايدز: "إن الحقول الشمسية تشغل مساحات شاسعة من الأرض، وعادة ما تستغل 5% من الأراضي لتركيب الألواح الشمسية ومكونات البنية التحتية الأخرى، ومن ثم تتوافر مساحات شاسعة من الأراضي لتوفير موطن للنحل الطنان".
ورغم الفوائد المتعددة لهذا الإجراء، أوضحت بلايدز أن هناك العديد من العوائق التي تحول دون تحقيق ذلك، من بينها ارتفاع تكاليف تنظيم موائل الملقحات.
وقالت: "يمكن استغلال برامج الإعانات الزراعية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لمنح أصحاب الحقول الشمسية حوافز لحثّهم على استخدام أراضيهم موائل بدلًا من العشب الأخضر".
وتابعت: "هناك تحدٍّ آخر يتعلق بالاستعانة بشركات خارجية لإدارة هذه الحقول، وعادة ما تكون مدة العقود عامين فقط، وستؤدي التغييرات المستمرة في الملكية لتغيير أنظمة الإدارة، وقد يمثّل ذلك تحديًا كبيرًا عند تأسيس الموائل والإبقاء عليها لمدة طويلة".
اقرأ أيضًا..
- أدنوك تعلن اكتشافًا نفطيًا باحتياطات مليار برميل مكافئ
- النفط الصخري.. توقعات بتجاوز إنتاج حوض برميان 5 ملايين برميل يوميًا
- الغاز الإيراني.. مسؤول عراقي يبرر عدم التزام طهران بضخ الإمدادات