سياسة بايدن تملأ جيوب شركات صناعة الطاقة المتجددة في الصين (تقرير)
شركات التعدين الأميركية غير راضية عن خطة الرئيس لتحسين إعادة البناء
نوار صبح
- خطة "تحسين إعادة البناء" تُسهم في تمويل شركات تصنيع الألواح الشمسية الصينية
- الصين تهيمن حاليًا على إنتاج الألواح الشمسية والبطاريات وتقنيات الطاقة الخضراء
- إدارة بايدن والقيادة الديمقراطية في الكونغرس تركزان على الوظائف المحلية
- تصنع الصين 3 أرباع الألواح الشمسية في العالم في حين تنتج الولايات المتحدة 1%
- نصف إمدادات العالم من البولي سيليكون تأتي من منطقة شينجيانغ في الصين
يتساءل عدد من النقاد وبعض المؤيدين السابقين لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عن سبب دعمه سياسات الطاقة الخضراء بوصفها جزءًا من خطة "تحسين إعادة البناء"، التي من شأنها، على حد تعبيرهم، تمويل الشركات الصينية المهيمنة على تصنيع مكونات الألواح الشمسية والرقائق الإلكترونية.
يأتي ذلك في وقت أصدر فيه الرئيس بايدن توجيهات تتناول التهديد الذي يمثله المجمع الصناعي العسكري لجمهورية الصين الشعبية، كما صنّف فريق الأمن القومي الأميركي الصين على أنها أكبر منافس دولي للبلاد.
واستعرض مقال بعنوان "هل تمثل سياسة بايدن للطاقة دفعة تحويل تريليون دولار إلى الصين؟" لمدير تحرير موقع "إنسايدر ريسورسز"، مايكل غراهام، انعكاسات توجه إدارة الرئيس بايدن لتبني الكهرباء المولّدة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية بهدف الاستغناء عن الوقود الأحفوري.
صناعة الطاقة المتجددة
ذكر كاتب المقال أن إدارة الرئيس بايدن تفرض مقاطعة دبلوماسية للألعاب الأولمبية في بكين العام المقبل، ردًا على "الإبادة الجماعية المستمرة والجرائم ضد الإنسانية في الصين".
وأشار إلى أن مشكلة إدارة بايدن وداعمي النشر الموسع للموارد المتجددة تكمن في أن الصين تهيمن -حاليًا- على إنتاج الألواح الشمسية والبطاريات وتقنيات الطاقة الخضراء الأخرى في الأسواق اليوم، بما في ذلك المنتجات المصنوعة في منطقة شينجيانغ ومواقع العمل القسري.
وأضاف أن إدارة بايدن، والقيادة الديمقراطية في الكونغرس، تركزان على الوظائف المحلية التي ترى أنها ستنشأ من خلال الإنفاق على مبادرات الطاقة الخضراء بموجب مشروع قانون خطة "تحسين إعادة البناء".
وتتيح خطة الإدارة إنفاق مئات الملايين من الدولارات في شكل ائتمانات ضريبية موسعة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بالإضافة إلى شراء السيارات الكهربائية، من بين نفقات أخرى على الطاقة الخضراء، الخاضعة لهيمنة قطاعي التعدين والتصنيع الصينييْن.
الهيمنة الصينية
وفقًا لخدمة بلومبرغ نيوز، تصنع الصين 3 أرباع الألواح الشمسية في العالم، في حين تنتج الولايات المتحدة 1%، ويوجد أكثر من 80% من قدرة تصنيع الخلايا الكهروضوئية الجديدة في الصين، في حين لم تضف الولايات المتحدة أي سعة جديدة في الألواح الشمسية منذ عام 2009.
وقال كاتب المقال، مدير تحرير موقع "إنسايدر ريسورسز"، مايكل غراهام: إن الصين تنتج 98% من الرقائق والسبائك المستخدمة في الألواح الشمسية، ولديها 227 ألف ميغاواط من القدرة على تصنيع قواعد الرقائق، في حين يملك باقي العالم 18 ألف ميغاواط.
وبيّن أن الزيادة الأميركية في استخدام الألواح الشمسية ستؤدي -بالضرورة- إلى تمويل التصنيع الصيني.
وألمح إلى أن الصين تتمتع بأكثر من نصيب الأسد من صناعة الألواح الشمسية في العالم، لأنها تهيمن على التعدين وإنتاج المواد المستخدمة في بناء الألواح الشمسية.
وأوضح أن الصين بنت، منذ عام 2017، أكثر من 90% من القدرة الجديدة لمعالجة البولي سيليكون، الذي يعدً شكلًا عالي النقاء من السيليكون، وهو مادة خام مهمة في سلسلة توريد الطاقة الشمسية الكهروضوئية، بحسب موقع "إنسايدر ريسورسز".
وأشار إلى أن ما يقرب من نصف إمدادات العالم من البولي سيليكون تأتي من منطقة شينجيانغ في الصين، حيث تعرّض مسلمو الأويغور للسخرة والتعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان الأخرى والإبادة الجماعية، وفقًا لجماعات حقوق الإنسان وحكومتي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
- الطاقة الشمسية.. قرار أميركي مفاجئ بشأن التحقيق مع الموردين الآسيويين
- أميركا تبني أكبر محطة للطاقة الشمسية بحجم 1000 ملعب كرة قدم
وقال إنه من خلال خطة "تحسين إعادة البناء"، يمكن أن ينتهي المطاف بالحكومة الأميركية، التي تحتج على الصين من خلال مقاطعتها الدبلوماسية للألعاب الأولمبية الشتوية، إلى تمويل ممارسات العمل القسري.
وأفادت قناة صوت أميركا نيوز الحكومية، العام الماضي، بأن الصين تصنع 80% من المواد الخام المستخدمة في بطاريات الليثيوم أيون المتقدمة، التي تُستخدم لتشغيل السيارات الكهربائية وكذلك الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسوب المحمولة والكاميرات.
وعلاوة على ذلك، يوجد في الصين 101 مصنع من أصل 136 مصنعًا لبطاريات أيونات الليثيوم المخطط لها حتى عام 2029، حسبما أوردت شركة "بنشمارك ماينرال إنتليجنس"، ومقرها لندن.
امتعاض الصناعات الأميركية
لا تشعر شركات التعدين الأميركية بالرضا، لأن الكثير من إنفاق خطة "تحسين إعادة البناء" على الطاقة الخضراء سيَؤول لدعم عمليات التعدين والتصنيع في الصين.
وقال مدير الاتصالات لدى جمعية التعدين الوطنية الأميركية، كونوربرنشتاين: إنه ما لم يُعد تنظيم سلاسل التوريد وتشغيل مناجم جديدة ومعالجة المعادن ستتحوّل خطة "تحسين إعادة البناء" وتحول الطاقة إلى برنامج وظيفي للعمال الصينيين.
وأضاف أن بناء البنية التحتية وأنظمة الطاقة في المستقبل يتطلب زيادة ملحوظة في استخدام المعادن، وتتطلب تلبية هذا الطلب المتزايد على المواد وضع سياسة تعدين تتماشى مع سياسة الطاقة، مشيرًا إلى أن هذا لا يحدث رغم وفرة المواد في البلاد.
وفي المقابل، قالت شركات التعدين الأميركية إن على الحكومة الاستثمار في الإنتاج المحلي، بدلًا من التسرع في إرسال مئات الملايين من الدولارات إلى الصين.
ويلاحظ النقاد أن إنفاق خطة "تحسين إعادة البناء" على الطاقة الخضراء هو مجرد البداية، إذ يدفع بايدن الاقتصاد إلى الاستغناء عن وفرة النفط والغاز الطبيعي في الولايات المتحدة لسنوات مقبلة.
وقال رئيس دائرة حماية دافعي الضرائب الأميركية، ديفيد ويليامز، إنه بالنظر إلى جميع أموال دافعي الضرائب للتكنولوجيا الخضراء التي ستنفقها الولايات المتحدة على مدار العقد المقبل، فإن خطة "تحسين إعادة البناء" تمثل أساسًا دفعة تحويل بقيمة تريليون دولار إلى الصين.
تُجدر الإشارة إلى أن دائرة حماية دافعي الضرائب الأميركية قادت، في العام الماضي، ائتلافًا من 25 منظمة كتبت إلى الكونغرس اعتراضًا على الإعانات المكلفة لطاقة الرياح والطاقة الشمسية.
وستنفق الولايات المتحدة ما لا يقل عن 100 مليار دولار في مشروع قانون خطة "تحسين إعادة البناء لتمديد الإعانات الضريبية لطاقة الرياح والطاقة الشمسية" للمرة الـ25 منذ أن أقرها الكونغرس لأول مرة.
وأشار أحد المطلعين في مجال الطاقة، الذي تابع عن كثب المفاوضات حول مشروع قانون "تحسين إعادة البناء"، إلى أن دولة "الصين" التي ستستفيد استفادة كبيرة من هذه الإعانات الضريبية، توشك على اقترابها من بناء نحو 43 محطة جديدة لتوليد الكهرباء بالفحم.
وأوضح أن هذه المحطات، عند اكتمالها، ستصبح أكبر بـ6 أضعاف من أسطول محطات الفحم الأميركية اليوم.
اقرأ أيضًا..
- حقل تندرارة بديل المغرب عن الغاز الجزائري.. ماذا تعرف عنه؟ (صور وفيديو)
- مصر تزود تركيا بـ 7 شحنات من الغاز المسال.. بعد سنوات من القطيعة
- سهم لوسيد يخسر أكثر من 18% في نهاية التداولات (تحديث)