طاقة الرياح تتربع على عرش توليد الكهرباء في إسبانيا
متفوقة على الطاقة النووية
مي مجدي
بدأت الجهود المضنية لتطوير صناعة طاقة الرياح في إسبانيا تُؤتي ثمارها، بعدما أصبحت أول مصدر للكهرباء في البلاد خلال العام الجاري متجاوزة الطاقة النووية.
فمع بداية العقد الأول من القرن الحالي، تصب إسبانيا تركيزها على تطوير الطاقة المتجددة، ومنذ ذلك الحين أخذت طاقة الرياح في النمو من ناحية القيمة المطلقة أو القيمة النسبية.
واستطاعت خلال هذا العام أن تتجاوز الطاقة النووية في مصفوفة الكهرباء الوطنية لأول مرة منذ عام 2013، وهي السنة الوحيدة التي حصلت فيها توربينات الرياح على لقب المولد الرئيس للكهرباء، ويرجع ذلك إلى تأثر الطاقة النووية بإغلاق مصنع غارونيا.
الهيمنة على الكهرباء
نشرت صحيفة "نيوس" تقريرًا، أمس الأربعاء، يوضح أن طاقة الرياح ستواصل النمو في المستقبل القريب.
ووفقًا للخبير الاستشاري لدى شركة مينتا إنرجيا للطاقة، فرانسيسكو فالفيردي، ستهيمن طاقة الرياح على نظام الكهرباء الإسباني لمدة طويلة.
وبحسب الخطة الوطنية المتكاملة للطاقة والمناخ، التي نشرتها الحكومة العام الماضي، فإن الطاقة المركبة لتوربينات الرياح ستتضاعف من الآن وحتى عام 2030.
وخلال تلك المدة، سيصبح معدل نمو الطاقة الشمسية أعلى، ليكون ثاني أكبر مصدر لتوليد الكهرباء، في حين ستنخفض الطاقة النووية المركبة إلى أقل من نصف المعدل الحالي.
وبالإضافة إلى ذلك، ستحافظ كل من محطات الدورة المركبة التي تعمل بالغاز الطبيعي والمحطات الهيدروليكية على مكانتها في مزيج سيختفي منه الكربون كليًا.
مصادر متجددة
قبل عقد من الزمن، أسهمت مصادر الطاقة المتجددة في إسبانيا بأقل من ثلث الكهرباء المستهلكة.
وخلال هذا العام، من المتوقع أن تُسهم طاقة الرياح والطاقة الشمسية بنحو 47% من إجمالي توليد الكهرباء.
وفي ضوء ما حدث من تطور خلال السنوات الأخيرة وحجم الاستثمار الهائل في الطاقة المتجددة، من المتوقع أن تهيمن في غضون بضع سنوات.
ويرى الأستاذ المتخصص في قضايا الطاقة بجامعة كوميلاس البابوية، بيدرو ليناريس، أن تحقيق ذلك سيعتمد على المشروعات الجديدة لطاقة الرياح والطاقة الشمسية، ومدى مساهمة المحطات الهيدروليكية.
في حين أكدت الأستاذة في جامعة كارلوس الثالث بمدريد، ناتاليا فابرا، أن أهداف الطاقة الخضراء التي حددتها الخطة الوطنية المتكاملة للطاقة والمناخ ستتحقق قبل عام 2030.
وأضافت أنه مع انخفاض تكاليف الاستثمار في الطاقة المتجددة والبطاريات لتخزين الفائض، ستتحقق الأهداف بوتيرة أسرع، لكن يكمن نجاح هذه الخطط في مدى تقبل المجتمع هذه التقنيات، فقد تزايدت الاحتجاجات في بعض المناطق الإسبانية ضد تركيب توربينات الرياح والألواح الشمسية، على حد قولها.
وأشارت إلى أن ذلك سيعتمد على السياسات المتبعة، كزيادة إسهام هذه المشروعات في الخزانة العامة المحلية، وأن يلاحظ المواطنون تغييرًا إيجابيًا بفضلها.
خفض الفواتير
برزت أهمية طاقة الرياح في خفض فواتير الكهرباء مع ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا 4 أضعاف مما كانت عليه في يناير/كانون الثاني الماضي، وزيادة أسعار حقوق انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
فكلما زاد إسهام توربينات الرياح والألواح الشمسية انخفضت التكلفة على المستهلكين والشركات المرتبطة بالسوق المنظمة.
فوفقًا للبيانات التي نشرها موقع إيفويند، نمت طاقة الرياح بنسبة 52.6% مقارنة بشهر نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
وأسهمت طاقة الرياح بنسبة 27.8% في توليد الكهرباء خلال نوفمبر/تشرين الثاني، تليها الدورة المركبة مع 6 آلاف و415 غيغاواط/الساعة، أما الطاقة النووية شاركت بنسبة 15.5%، في حين أنتجت الطاقة الشمسية 1334 غيغاواط/الساعة.
ويُقدر الطلب الوطني على الكهرباء للشهر المنصرم بقرابة 21 ألفًا و517 غيغاواط/الساعة، بزيادة 4% عن شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
وجاء 57.2% من إنتاج الكهرباء في إسبانيا من مصادر لا تنبعث منها مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
اقرأ أيضًا..
- تفاصيل قرارات مجلس وزراء أوابك برئاسة وزير الطاقة السعودي
- حقل تندرارة بديل المغرب عن الغاز الجزائري.. ماذا تعرف عنه؟ (صور وفيديو)
- الطاقة النووية.. تقرير يحذّر من الإغلاق المبكر للمحطات في أوروبا