بريلود.. تطورات حريق أكبر محطة عائمة لإنتاج الغاز المسال عالميًا (فيديو وصور)
تكافح شركة شل العالمية من أجل إعادة الكهرباء إلى سفينة بريلود، أكبر محطة عائمة للغاز المسال، قبالة سواحل أستراليا التي تعرضت لحريق محدود، مساء الخميس الماضي.
وعلى الرغم من نجاح الشركة في احتواء الحريق الذي نشب في غرفة المعدات الكهربائية في وقت محدود؛ فإن جهود إعادة التيار لا تزال قائمة؛ ما دفعها إلى إلغاء عدد من شحنات الغاز المسال، وإجلاء الموظفين غير الأساسيين من على متن السفينة.
إجلاء العمال
استخدمت شركة شل طائرات هليكوبتر وسفنًا من أجل إجلاء موظفيها من على متن المحطة، وذكرت مصادر أنه كان من المتوقع أن يُجلَى نحو 150 عاملًا، من الموظفين غير الأساسيين في بريلود، بحلول مساء أمس الأحد بالتوقيت المحلي.
وتسبب تعثر إعادة تشغيل مولدات الكهرباء الأساسية في سفينة بريلود لتصدير الغاز الطبيعي المسال إلى تعطل خدمات التهوية ومياه الشرب ومعالجة مياه الصرف الصحي.
وقالت شل، في بيان عبر البريد الإلكتروني، إن العمل جارٍ لإعادة التيار الرئيس، دون أن تعلق على أنباء الإجلاء.
وأوضحت متحدثة باسم شل أن جميع العمال بخير وأن الإنتاج في سفينة بريلود لا يزال معلقًا، مشيرة إلى أنه اكتُشِف دخان في منطقة المرافق الكهربائية؛ ما أدى إلى تشغيل أنظمة الكشف التلقائي عن الحرائق وإدارتها على متن منشأة بريلود للغاز المسال، حسبما ذكرت منصة إنرجي فويس.
وأكدت أن المنصة أصبحت آمنة من خلال الأنظمة الموجودة ولم تنتشر أكثر، وجميع العمال في المنشأة آمنون، ويجري العمل لاستعادة الطاقة الرئيسة، وعُلِّقَ الإنتاج في سفينة بريلود مؤقتًا.
تعليق الإنتاج
علقت سفينة بريلود، أكبر منشأة عائمة للغاز الطبيعي المسال في العالم، الإنتاج، وأرجأت تحميل شحنة، يوم الجمعة الماضي، بعد الحادث، وتتوقع المصادر أن إجلاء الموظفين قد يعني أن توقف المحطة سيستمر مدة أطول مما كان متوقعًا، وهو ما يهدد بزيادة أزمة إمدادات الغاز الطبيعي عالميًا.
وتعد الحادثة في أحدث محطة للغاز الطبيعي المسال في أستراليا والوحيدة الموجودة في الخارج تكرارًا للأحداث في فبراير/شباط 2020 عندما فشل نظاما الطاقة ونُقِل العمال إلى الشاطئ.
يُضاف الحادث وإجلاء العمال بسبب مشكلات الكهرباء إلى قائمة طويلة من المشكلات إلى سفينة بريلود، البالغ طولها 488 مترًا والتي يقال إن استثماراتها تصل إلى نحو 17 مليار دولار، وتعوّل عليها شل في معالجة الغاز دون الحاجة إلى نقله إلى منشأة برية.
أكبر محطة للغاز المسال
بُنِيَت بريلود في كوريا الجنوبية، التي يبلغ طولها 488 مترًا وعرضها 74 مترًا في كوريا الجنوبية باستخدام 260 ألف طن من الفولاذ؛ أي 5 أضعاف وزن الفولاذ المستخدم في بناء جسر ميناء سيدني وسُحِبت إلى أستراليا في منتصف عام 2017، بعد تأخر نحو 18 شهرًا عن الموعد المحدد، وتوقفت عن إنتاج الغاز الطبيعي المسال لمدة عامين آخرين، بسبب عدة مشكلات فنية.
وترفض شركة شل الكشف عن مقدار تكلفة بريلود، إلا أن العديد من الخبراء أكدوا أنها لا تقل قيمتها عن 17 مليار دولار أميركي (24 مليار دولار أسترالي)، وهو ما يمثل خسارة بنسبة 45% للتكلفة من التقديرات الأولية.
كانت التجاوزات في التكاليف والتأخيرات في الجدول الزمني لتشغيل سفينة بريلود، السبب الرئيس وراء أن شركة شل، التي تمتلك 67.5% من السفينة، خفضت ما يقرب من 8 إلى 9 مليارات دولار أميركي من قيمة استثماراتها في الغاز الطبيعي المسال الأسترالي في عام 2020.
ترسو سفينة بريلود، أكبر محطة للغاز الطبيعي المسال في العالم، على بُعد 400 كيلومتر شمال بروم على ساحل كيمبرلي، وتعمل على طاقة احتياطية منذ يوم الجمعة.
ويعمل بالمنشأة نحو 200 شخص، وقال متحدث باسم شل إن "طاقم الهيكل الأساسي" لا يزال على متنها، وإن العمال غير الأساسيين مستمرون في إجلائهم بينما يُعمل لاستعادة الطاقة الرئيسة.
تحقيقات في الحادث
تجري الهيئة الوطنية لإدارة سلامة النفط والبيئة البحرية في أستراليا تحقيقًا للكشف عن ملابسات الحريق، الذي لا يزال غير معروف حتى الآن.
وتهدف المنشأة إلى إنتاج 3.6 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا من حقول الغاز تحت البحر، إلا أن شل لم تتمكن من تلبية الهدف في عام 2020 بعد إغلاق المنشأة لمدة 11 شهرًا.
كان الإغلاق الأولي مرتبطًا أيضًا بمشكلات كهربائية واستُؤنفت العمليات فقط في فبراير/شباط من هذا العام بعد "رحلة كهربائية" و3 حوادث وصفتها هيئة سلامة النفط والبيئة البحرية بأنها "حوادث خطيرة"؛ إذ إن اثنتين من الحوادث السابقة تتعلق "بفقدان احتواء الهيدروكربونات".
على الرغم من أن بريلود شهدت إنتاجًا متواصلًا لمدة 6 أشهر منذ الحادث الأخير؛ فإنه من غير الواضح ما هو تأثير الحريق الكهربائي في العمليات المستقبلية.
نتائج أعمال بريلود
قال محلل ومعلق الطاقة الأسترالي، إنرجي كويست، إن الربع المنتهي في 30 سبتمبر/أيلول 2021 كان أفضل ربع على الإطلاق لشركة بريلود منذ بدء التشغيل؛ حيث شُحِن 827 ألف طن من الغاز الطبيعي المسال (11 شحنة) في الربع، وهو ما يمثل 91% من سعة اللوحة البالغة 3.6 مليون طن سنويًا.
لم تكن النتيجة الفصلية الأخيرة متخلفة عن الإنتاج للعام بأكمله حتى يونيو/حزيران 2020 البالغ مليون طن؛ إذ سُلِّمَت 11 شحنة شُحِنَت في الربع الثالث إلى كوريا (5) واليابان (4) وسنغافورة وتايوان (واحدة لكل منهما).
موضوعات متعلقة..
- شل تدرس العودة إلى التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا
- إكسون موبيل وشل تراهنان على مشروعات الغاز المسال في شرق أفريقيا
اقرأ أيضًا..
- تحول الطاقة يزعزع استقرار قطاع خدمات ومعدات حقول النفط
- الأمونيا الخضراء.. العصا السحرية في تحول الطاقة