هل يُنقذ الاتحاد الأوروبي 50 مليون مواطن من فقر الطاقة؟
هبة مصطفى
يلتقي وزراء الطاقة بالاتحاد الأوروبي، في بروكسل؛ لتقييم أزمة الأسعار في السوق الدولية ونقص المعروض أمام الطلب، في ظل تجدد أزمة الطاقة مع ازدياد انخفاض درجات الحرارة ودخول فصل الشتاء، وتأثير ذلك في مواطني الاتحاد.
ورصد مركز البحوث المشتركة التابع للمفوضية الأوروبية أن 50 مليون مواطن بالاتحاد يعانون آثار "فقر الطاقة"؛ ما يشير إلى أهمية تقديمهم أولوية التغذية على التدفئة.
معاناة قابلة للزيادة
يُلقي إحصاء معاناة 50 مليون مواطن من فقر الطاقة بالمسؤولية على الحكومات؛ إذ يشير الإحصاء إلى عدم اتخاذ ما يقرب من ثلث حكومات الاتحاد الأوروبي إجراءات لحماية المواطنين.
وتتوقع منظمات المجتمع المدني أن يطول فقر الطاقة 80 مليون مواطن بالاتحاد الأوروبي قبيل انتهاء فصل الشتاء، فيما تواصل أسعار الغاز والكهرباء خروجها عن السيطرة، وفق الصحيفة الإلكترونية التابعة لقناة برس تي في الإيرانية.
وأشارت المفوضية الأوروبية إلى أن "تخزين" الطاقة يُشكل أزمة في الاتحاد الأوروبي، موضحة أنه رغم وفاء روسيا بكامل عقود توريد الغاز الذي يعتمد عليه الاتحاد بصورة كبيرة؛ فإن شتاء العام الماضي شهد نفاد الإمدادات؛ نظرًا لشدة برودة الطقس بخلاف المعتاد.
العرض والطلب
فيما تعاني سوق الطاقة في الاتحاد الأوروبي اضطرابات وتقلبات، زاد الطلب بصورة كبيرة بعد بدء عدة دول بالاتحاد إجراءات التعافي من قيود جائحة كورونا.
واتجهت عدة شركات في المملكة المتحدة لخفض إنتاجها، وطلب الدعم الحكومي، مدفوعة بارتفاع أسعار الطاقة.
فيما توقع محللون انتقال معاناة الشركات للأسر والأفراد، ونصحوا بالعمل على خفض الطلب بدلًا من الاتجاه لبحث زيادة المعروض.
أوميكرون وأوروبا
تخشى أوروبا من التأثير الاقتصادي لانتشار السلالة الجديدة لفيروس كورونا "أوميكرون" التي ظهرت في جنوب أفريقيا، وعدم توافر لقاحات لمواجهتها حتى الآن.
ورصدت دول أوروبية حالات إصابة بالمتحور الجديد، دون الإعلان عن عددها أو الأعراض التي تعانيها.
وتشتد حدة الأزمة في فرنسا التي تعد ثاني أكبر الاقتصادات الأوروبية، ووصلت أسعار الكهرباء لأعلى مستوياتها منذ عام 2012.
ويُتوقع امتداد تلك الأزمة إلى بريطانيا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا، وفق تقرير نشرته وكالة "بلومبرغ" في وقت سابق وصفت خلاله الأوضاع الأوروبية بـ"المأساوية".
ويتلقى ما يقرب من 7 ملايين أسرة أوروبية سنويًا إنذارات بفصل الطاقة، وفق بيانات لنشطاء.
اقرأ أيضًا..
- الغاز المسال.. اضطرابات الإمدادات تزيد القلق في بنغلاديش
- تحول الطاقة يزعزع استقرار قطاع خدمات ومعدات حقول النفط
- الذهب الملاذ الآمن في مواجهة أوميكرون - مقال