شل تكسب نزاعًا قضائيًا في جنوب أفريقيا يمهد الطريق للتنقيب عن النفط
داليا الهمشري
نجحت شركة رويال داتش شل في إقناع محكمة عليا في جنوب أفريقيا للحكم لصالحها في الدعاوى التي تقدم بها نشطاء البيئة لوقف المسوح الزلزالية التي تجريها الشركة قبل بدء عمليات التنقيب عن النفط والغاز.
ورفضت محكمة عليا في جنوب أفريقيا -يوم الجمعة- طلبًا عاجلًا قدمه دعاة حماية البيئة لوقف شركة شل العملاقة للنفط من بدء عمليات المسح الزلزالي للتنقيب عن أنظمة النفط قبالة الساحل الشرقي.
وكان مقدمو الطلبات، ومن بينهم منظمة "غرين بيس أفريكا" وصيادو الأسماك، يسعون إلى وقف المسح على أساس أنه يمكن أن يسبب "ضررًا لا يمكن إصلاحه" للبيئة البحرية، ولا سيما الحيتان الحدباء المهاجرة في المنطقة.
عدم إثبات الضرر
قالت المتحدثة باسم منظمة العدالة الطبيعية -إحدى المنظمات التي حضرت المحاكمة- كاثرين جونسون: "رفضت المحكمة الاعتراض على المسح الزلزالي على أساس أن المتقدمين لم يثبتوا الضرر الذي لا يمكن إصلاحه للأنواع البحرية".
"قضت المحكمة أنه بالنظر إلى الأضرار المالية وغيرها من الأضرار التي ستلحق بشركة النفط إذا تأخرت عمليات المسح الزلزالي؛ فإن ميزان المصالح كان في صالح شل"، حسبما ذكرت جونسون لوكالة رويترز.
بينما ذكر متحدث باسم شركة النفط العالمية أن الشركة راضية عن قرار المحكمة؛ لأنه سيساعدها على المضي قدمًا في هذا المسح الزلزالي وفقًا لموافقتها.
"في حالة العثور على اكتشافات مهمة، يمكن أن يسهم ذلك بشكل كبير في تعزيز أمن الطاقة في البلاد"، حسبما ذكر المتحدث باسم الشركة لرويترز.
كما لم يستبعد جونسون رفع مزيد من الدعاوى القضائية من المجموعة؛ لأنها كانت لديها مخاوف من أن الشركة لم تحصل على تقييمات الأثر البيئي اللازمة.
موجة احتجاجات ضد شل
أفادت شل، هذا الأسبوع، بأنها أوفت بجميع الالتزامات القانونية لإجراء المسح بما يتفق مع اللوائح، وحصلت على الموافقات اللازمة.
ونُظمت حملة -بالفعل- على شبكة الإنترنت، والعديد من الاحتجاجات ضد شركة شل بسبب هذا المسح، الذي يستخدم سفينة تطلق بانتظام مدفع هوائي تنتج عنه موجة صدمة قوية جدًا تحت الماء للمساعدة في رسم خريطة الجيولوجيا تحت سطح البحر.
واستحوذت شركة شل في عام 2020 على حصة 50% في حق الاستكشاف البحري الذي تملكه شركة إمباكت أفريكا، وهي شركة تابعة لشركة إمباكت أويل آند غاز المملوكة للقطاع الخاص.
شل تتمسك بتحول الطاقة
ذكر الرئيس التنفيذي للشركة -يوم الثلاثاء الماضي- أن سوق النفط والغاز قد تتقلص وسط مستويات الاستثمار منخفضة تاريخيًا، إلا أن ذلك لن يغير إستراتيجية رويال داتش شل للتحول عن الوقود الأحفوري.
وتُعد شل واحدة من العديد من الشركات الأوروبية الكبرى التي تعهدت بتقليص أعمالها التقليدية في مجال الهيدروكربونات، مع زيادة الاستثمارات في الطاقة النظيفة.
وكان بعض المحللين قد عبّروا عن مخاوفهم من أن أسعار النفط المرتفعة قد تغري هذه الشركات بالتمسك بالوقود الأحفوري، إلا أن الرئيس التنفيذي للشركة بن فان بيردن أكد التزام شركته بإستراتيجيتها الخاصة في تحول الطاقة.
سوف "تتمتع" شل بالفوائد المترتبة على ارتفاع السوق، حتى تتمكن من إعادة المزيد من الأموال للمساهمين وتمويل إستراتيجيتها الخاصة بتحويل الطاقة، لكن هذا لا يعني أنها ستزيد الإنفاق على الوقود الأحفوري.
موضوعات متعلقة..
- جنوب أفريقيا ترفض 3 عقود لـ كارباورشيب التركية لأسباب بيئية
- شراكة بين شل ونيو الصينية للتوسع في محطات استبدال بطاريات السيارات الكهربائية
- جنوب أفريقيا تعلن شروطها لقبول صفقة الـ8 مليارات دولار لتمويل الطاقة
اقرأ أيضًا..
- تركيا تهدد صفقة قطر للبترول وإكسون موبيل للتنقيب عن النفط والغاز شرق المتوسط
- تعدين البيتكوين يستهلك طاقة أكثر من 5 شركات عالمية عملاقة
- مصر تستهدف استثمارات بـ5 مليارات دولار في قطاع النفط خلال 3 سنوات