المفوضية الأوروبية تعطي الضوء الأخضر لدعم الطاقة المتجددة في اليونان
باستثمارات 2.58 مليار دولار
مي مجدي
تعزز المفوضية الأوروبية دعم طموحاتها المناخية بمساعدة الدول الأعضاء للانتقال الأخضر بأقلّ تكلفة ممكنة.
وقد تبدو هذه الأهداف مهمة شاقة على اليونان بعد خروجها من أزمة ديون استمرت عقدًا من الزمن، وما تزال تعتمد على الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء.
وعلى هذا الأساس، أعطت المفوضية الأوروبية الضوء الأخضر لبدء تمويل مخطط اليونان لتعزيز توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة والتوليد المشترك بمبلغ 2.27 مليار يورو (2.58 مليار دولار).
وسيمكّن ذلك البلاد من تحقيق أهدافها المتعلقة بالطاقة النظيفة وهدف الاتحاد الأوروبي في تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.
دور الكهرباء المتجددة
في إطار المخطط الجديد، تعتزم اليونان دعم توليد الكهرباء من مختلف مصادر الطاقة المتجددة، من بينها طاقة الرياح البرية، والطاقة الشمسية وتخزينها، والغاز الحيوي، والكتلة الحيوية، إضافة إلى غاز المكب، والطاقة الكهرومائية، وأنظمة الطاقة الشمسية المركزة، ومحطات الطاقة الحرارية الأرضية، بحسب موقع باور إنجينيرينغ انترناشيونال.
ومن المتوقع أن يضيف المخطط 4.2 غيغاواط من سعة الطاقة المتجددة إلى مزيج الطاقة في اليونان.
وستؤدي هذه المشروعات دورًا في تأمين الطاقة وتحقيق أهداف إزالة الكربون والنمو الاقتصادي والتخفيف من حدّة أزمة المناخ.
كما سيدعم المخطط الاتحاد الأوروبي في تحقيق هدفه المتمثل بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 55%، وضمان الحصول على 40% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030، في إطار حزمة "فيت فور 55".
وبالإضافة إلى ضمان استقرار الشبكة، ستتيح هذه المشروعات توفير الكهرباء بأسعار معقولة للمستهلكين.
استقرار الأسعار
تسعى المفوضية الأوروبية من خلال هذا التمويل إلى ضمان استقرار الأسعار لمنتجي الطاقة المتجددة على المدى الطويل، وسيساعدهم ذلك في توظيف الاستثمارات اللازمة، والحدّ في الوقت نفسه من التكلفة على الدولة.
وقالت نائبة رئيس المفوضية الأوروبية، مارغريت فيستاغر، إن المخطط اليوناني سيوفر دعمًا مهمًا لمجموعة متنوعة من التقنيات بهدف توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بما يتماشى مع قواعد الاتحاد الأوروبي.
وتابعت: "سيدعم المخطط أهداف الصفقة الخضراء، وسيسهم بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري".
وأوضحت أن اختيار الجهات المستفيدة من خلال عطاءات تنافسية سيوفر أفضل قيمة لأموال دافعي الضرائب، ويدرأ حدوث مخالفات لقواعد المنافسة.
يأتي ذلك في وقت تعاني فيه الدول الأوروبية من ارتفاع أسعار الطاقة ونقص إمدادات الغاز الطبيعي، وقدّمت المفوضية الأوروبية مجموعة من الأدوات لوضع حلّ للأزمة خلال الشهر الماضي.
زيادة التوتر
تشبثت اليونان بالنفط والفحم الحجري لعقود، وأحبطت مصالح صناعة النفط أيّ تغيير.
وحتى عام 2017، كانت قرابة نصف الطاقة في اليونان تعتمد على المشتقات النفطية، لكن الطاقة المتجددة والغاز المستورد يستحوذان الآن على حصة أكبر.
وأدى اتجاه الحكومة نحو الطاقة المتجددة إلى زيادة التوتر، وحاولت القرى منع تركيب توربينات الرياح، بحجة أنها ستعوق السياحة، مصدر الدخل الرئيس للبلاد.
كما إن المواطنين في حالة غضب بسبب فقدان وظائفهم في قطاع التعدين، بالإضافة إلى الارتفاع الحاد بأسعار الغاز الطبيعي، وهو الوقود المستخدم ليعوّض التحول من النفط إلى الطاقة المتجددة.
بيد أن الخسائر الكارثية لتغيّر المناخ في اليونان تتطلب حلًا عاجلًا، فقد تعرضت اليونان هذا الصيف لأسوأ حرائق للغابات منذ سنوات، وأدت إلى تدمير المنازل وشرّدت الآلاف.
المصير الاقتصادي
تراهن اليونان على أن التحول الأخضر سيساعدها في تغيير مصيرها الاقتصادي.
وقال رئيس الوزراء، كيرياكوس ميتسوتاكيس، إن نمو الاقتصاد مرتبط ارتباطًا وثيقًا باستقلال قطاع الطاقة قدر الإمكان، مضيفًا أن اليونان يمكن أن تُحدث نقله نوعية في مجال انتقال الطاقة والعمل المناخي، وكيف سيساعدان في توفير فرص عمل ونمو مستدام.
ومن المتوقع أن ينتعش الاقتصاد اليوناني بنسبة 6.1% هذا العام، بعد انكماش بنحو 10% خلال الوباء، وبنسبة الربع خلال أزمة الديون.
لكن الحكومة ما تزال بحاجة إلى جذب مليارات الدولارات من استثمارات الطاقة النظيفة لإنقاذها من الديون ومعدل البطالة البالغ 14%.
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة تتوقع نموًا قياسيًا لمشروعات الكهرباء المتجددة في 2021
- المغرب يوقع صفقة غاز تنهي اعتماده على الجزائر
- بسبب الطاقة المتجددة.. شركات نفط وغاز تلجأ لإعادة تشغيل المتقاعدين