البوسنة والهرسك.. محطات جديدة لتوليد الكهرباء بالفحم بتمويل صيني

بعد تجهيز الأرض، ستبني شركات صينية وبولندية محطة الكهرباء الجديدة أوغليفيك3 التي تعمل بالفحم في جمهورية البوسنة والهرسك بتمويل من المصرف الصيني، رغم الخطر الناجم عن حرق الفحم الذي يهدد صحة سكان القرية، حسبما نشره موقع "ديف ديسكورس".

وخططت الصين لإنشاء محطات كهرباء جديدة في العديد من المدن الأوروبية الأخرى، إذ يموّل المصرف الصيني مشروعات لتوليد الكهرباء بالفحم في البوسنة والهرسك، التي أصبح بناؤها وشيكًا، على الرغم من تحقيق هيئة مراقبة الطاقة بشأن انتهاك قانون الاتحاد الأوروبي.

يأتي ذلك على الرغم من التعهد المناخي الذي قطعه الرئيس الصيني شي جين بينغ لدول العالم، وخلافًا لإعلان الصين عزمها وقف تمويل بناء محطات كهرباء تعمل بالفحم في الخارج، سبتمبر/أيلول الماضي.

أزمة محطات الفحم

أشار مقال نشره الباحثان واوا وانغ ونيلزريسار في مجلة "ذا ديبلومات" الأميركية إلى أن بناء محطة جديدة لتوليد الكهرباء بالفحم قد يكون مفاجأة غير سارّة للبلدان المجاورة.

وأوضحا أن هيئة اتفاقية إسبو، التي ترصد الآثار البيئية العابرة للحدود، تُجري تحقيقًا بمشروعات الفحم في البوسنة والهرسك، وأعربت الهيئة عن شكوكها في امتثال جمهورية البوسنة والهرسك نظرًا لعدم استشارتها دول الجوار.

وقالا، إن مشروعات الفحم الخارجية المدعومة من الصين بقدرة 10 غيغاواط إضافية قيد الإعداد، ومن المرجح أن تبدأ البناء في أيّ لحظة، وبيّنا أن فترة التشغيل المتوقعة لكل محطة كهرباء جديدة تتراوح بين 40 و50 عامًا.

وأضاف تقرير مجلة "ذا ديبلومات" أن بناء العديد من مشروعات الفحم الخارجية الممولة من الصين قد بدأ دون إجراء التقييمات البيئية القانونية اللازمة والتصاريح التي تطلبها الدولة المضيفة، وقد تأخّرت مشروعات أخرى بسبب فضائح الأثر البيئي أو الاجتماعي، أو التحديات القانونية.

• أزمة الطاقة.. الفحم يتصدر المشهد بعد موجة ثلجية تضرب العالم (فيديو)
• الصين تنجح في حل أزمة نقص الفحم مع دخول فصل الشتاء

وأفاد التقرير أن هناك خطرًا كبيرًا من إنشاء محطات كهرباء تموّلها الصين في إندونيسيا والفلبين وصربيا.

وبيّن أن المشروعات التي أعلنتها الشركات الصينية المملوكة للدولة في عام 2021 تبلغ طاقتها الإجمالية المقدّرة أكثر من 3645 ميغاواط.

وقف إضراب عمّال المناجم

توصلت منشأة توليد الكهرباء التابعة لشركة إلكتروبريفريدا البوسنية وعمّال مناجم الفحم إلى اتفاق لإنهاء إضراب هدّد بتعطيل إمدادات الكهرباء في البوسنة والهرسك مع اقتراب فصل الشتاء.

وقد استجاب الاتفاق لمطالب النقابات بإقالة مدير منجم كريكا في مدينة توزلا، أحد المناجم الـ7 التي تديرها شركة إلكتروبريفريدا.

جدير بالذكر أن الآلاف من عمّال مناجم الفحم أعلنوا الإضراب منذ أكثر من أسبوع، بسبب ظروف العمل والأجور، مما أجبر شركة إلكتروبريفريدا التي تديرها الدولة على إيقاف العمليات في محطتين لتوليد الكهرباء تعملان بالفحم في توزلا، شمال البلاد.

وقد أعرب عمّال المناجم عن غضبهم من تخلّي الحكومة البوسنية، التي يأتي 75% من كهربائها من محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم، تدريجيًا عن خططها، وإعادة هيكلة قطاع الفحم، حسبما نشره موقع "راديو فري يوروب راديو ليبرتي".

• البوسنة تقدم عمال مناجم الفحم قربانًا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي

وقال قادة النقابات وشركة إلكتروبريفريدا، إنه بموجب اتفاق توسّطت فيه الحكومة، ستبدأ عمليات التعدين مرة أخرى في 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، إذ ينصّ الاتفاق على زيادة الأجور، ويضمن الوفاء بالالتزامات تجاه عمّال المناجم المتقاعدين.

أسعار الفحم

قالت شركة إلكتروبريفريدا، إنها ستطلب من حكومة الاتحاد الإسلامي والكرواتي، الذي يشكّل نصف البوسنة إلى جانب جمهورية صرب البوسنة ذات الأغلبية الصربية، رفع سعر الفحم، بدءًا من 2022، بنسبة 20%.

وقال مدير شركة إلكتروبريفريدا، أدميرأنديليا، إن أيّ زيادة في سعر الفحم لن تؤثّر في أسعار الكهرباء التي تدفعها الأُسر.

تجدر الإشارة إلى أن المؤسسات السياسية في البوسنة غارقة في سنوات من الأزمة، ولا تزال الفصائل المختلفة ملتزمة باتفاقية سلام عمرها 26 عامًا لإنهاء حرب البوسنة، وتحافظ على تقاسم السلطة ضمن أسس عرقية.

اقرأ أيضًا..

• الحياد الكربوني والطاقة المتجددة.. 3 تحذيرات من وكالة الطاقة الدولية
• احتياطي النفط الإستراتيجي.. ماذا يخبرنا التاريخ عن السحوبات السابقة؟ (رسوم بيانية)
• أكبر 10 دول تهيمن على سعة الطاقة المتجددة المركبة (إنفوغرافيك)