صناعة الطيران.. 4 حلول منخفضة الكربون لخفض الانبعاثات (تقرير)
أحمد شوقي
تعهدت صناعة الطيران بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، لكنها قد تواجه تحديات كبيرة مع كون غالبية الحلول منخفضة الكربون مُكلفة، ولم تُجرَّب عمليًا حتى الآن، في الوقت الذي يُتوقع فيه زيادة الطلب على السفر.
وأمام هذه التحديات، فإن الصناعة المسؤولة عن نحو 3% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، تضع نصب أعينها 4 إستراتيجيات رئيسة لتحقيق أهدافها المناخية، وهو ما جاء في تقرير نشره المنتدى الاقتصادي العالمي بالتعاون مع وكالة رويترز.
وقود أخضر
تعتقد صناعة الطيران أن أسرع طريق للوصول إلى الحياد الكربوني هو استبدال وقود الطيران المستدام (SAF)، المصنوع من مصادر متجددة، مثل النباتات وزيت الطهي، بالكيروسين.
ومن الناحية النظرية، يمكن أن يسهم الوقود المستدام في خفض انبعاثات الطيران بنحو 80%؛ اعتمادًا على كيفية صنعه، وفقًا لما نقله منتدى الاقتصاد العالمي.
بينما يرى الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) أن استخدام الوقود المستدام سيُمكّن صناعة الطيران من خفض انبعاثاتها الكربونية بنحو 65%.
وأمام ذلك، فإن اعتماد الوقود المستدام نفسه، يواجه تحدّي ارتفاع التكاليف، مثله مثل العديد من التقنيات الجديدة منخفضة الكربون، في الوقت الذي تدرس فيه الولايات المتحدة ودول أخرى منح إعانات لخفض الأسعار وزيادة الإمدادات، وفقًا للتقرير.
كما إن هناك مخاوف أخرى تتعلق بإمكان تشغيل الطائرات بوقود مستدام خالص، بدلًا من عمليات مزجه مع الكيروسين، إذ إن المحركات مصممة للوقود الأحفوري وخصائصه.
ومن بين الشركات، التزمت بوينغ باعتماد الوقود المستدام بنسبة 100% في طائراتها، بحلول عام 2030.
بينما يرى منتدى الطاقة الدولي أن الوقود الاصطناعي، المعروف باسم الوقود الكهربائي، يمكن أن يؤدي دورًا بصفته وقودًا أخضر، إذ يُصنع عن طريق الجمع بين ثاني أكسيد الكربون المستخرج من الغازات الأخرى، والهيدروجين، لتكوين جزيئات الهيدروكربون السائلة، مثل الإيثانول.
تعويضات الكربون
في أحسن الأحوال، ستقلل صناعة الطيران الانبعاثات بنسبة 80%، حال العمل بوقود مستدام خالص، وهنا يمكن أن تؤدي تعويضات الكربون دورًا في خفض الجزء المتبقي، وفقًا للتقرير.
وتحدث تعويضات الكربون من خلال الاستثمار في مشروعات الطاقة النظيفة أو زرع الأشجار، أو دعم أنواع أخرى من الجهود التي تحافظ على الانبعاثات من الغلاف الجوي.
ورغم ذلك، فإن عدم اليقين، وكذلك الافتقار إلى الشفافية، ومعايير الجودة الدولية، يعني أنه من المستحيل التأكد من أن أولئك الذين يستخدمون التعويضات يخفضون الانبعاثات، وفقًا للتقرير.
التقاط الكربون من الهواء مباشرة
مع الانتقادات التي تُوجه إلى تعويضات الكربون، بأنها مجال لتفشّي ظاهرة الغسل الأخضر (Greenwashing) -تقديم ادّعاءات كاذبة أو مضللة حول أوراق الاعتماد الخضراء لشركة أو منتج ما-، فإن بعض الشركات تفضل تعزيز التقاط الكربون من الغلاف الجوي.
وتراهن شركة الطيران الأميركية يونايتد إيرلاينز على التقاط الكربون من الهواء مباشرة، وهي تقنية ما تزال قيد التطوير من شأنها امتصاص ثاني أكسيد الكربون مباشرة من الغلاف الجوي وتخزينه تحت الأرض، لكنها تكلّف مئات الدولارات لالتقاط طن واحد فقط من الكربون، بحسب التقرير.
وتمتلك شركة الطيران الأميركية حصة صغيرة بمشروع بونيت فايف (1PointFive Inc) في تكساس، والتي تأمل أن تصبح أول منشأة تجارية لالتقاط الكربون من الهواء، قادرة على إزالة مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
الكهربة والهيدروجين
تشمل الخيارات الأخرى أمام صناعة الطيران مدى إمكان زيادة سعة البطارية لتناسب الطائرات، بالإضافة إلى إمكان إنتاج وقود الهيدروجين المصنوع من الطاقة المتجددة بالكميات المطلوبة.
وما تزال مثل هذه التقنيات بعيدة عن الاستخدام التجاري، بالنظر لوزن البطاريات ووقود الهيدروجين غير مثبت في الطائرات.
وأجرت شركة رولزرويس رحلة تجريبية لمدة 15 دقيقة لطائرة كهربائية صغيرة في سبتمبر/أيلول الماضي، ووصفتها بأنها "علامة فارقة في رحلة صناعة الطيران نحو إزالة الكربون".
وقالت الشركة المصنّعة للمحركات، إنها تتوقع سوقًا للطائرات الكهربائية لمسافات قصيرة في غضون بضع سنوات، بينما ربما تحتاج الرحلات الطويلة إلى تقنيات أخرى.
وبالنسبة للهيدروجين، تُخطط شركة إيرباص إلى تدشين أول طائرة تجارية في العالم تعمل بهذا الوقود، بحلول عام 2035.
موضوعات متعلقة..
- رحلة الطيران للوقود النظيف.. كيف تتغيّر الصناعة؟ (تقرير)
- 5 تساؤلات حول تأثير قطاع الطيران على تغير المناخ
- شركة البترول الكويتية تزوّد مطارًا بريطانيًا بوقود الطائرات المستدام
اقرأ أيضًا..
- السحب من احتياطي النفط الإستراتيجي.. هل يقنع بايدن الدول الصناعية الكبرى؟
- سلطنة عمان.. رحلة كفاح تغلّبت على صعوبات شديدة في استخراج النفط والغاز