التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير منوعةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةمنوعات

توربينات الرياح.. دعوى قضائية تتهمها بقتل الطيور المهاجرة

بينها أنواع مهددة بالانقراض

هبة مصطفى

"قتل الطيور المهاجرة وتعريضها لخطر الانقراض".. هذا هو الوجه الآخر لمشروعات توربينات الرياح، والطاقة المتجددة الذي يجعل منها سلاحًا ذا حدّين، فمن جهة تُعدّ مشروعات صديقة للبيئة؛ إذ تسهم في خفض الانبعاثات ومكافحة تغيّر المناخ، لكنها من جهة أخرى تتسبّب في أضرار جانبية على باقي مكونات البيئة.

في هذا الإطار، قررت جمعية أودوبان البيئية الأميركية –وللمرة الأولى- مقاضاة مقاطعة ألاميدا بولاية كاليفورنيا، لموافقتها على إنشاء مشروع لتوربينات الرياح في ممر ألتامونت باس الجبلي بكاليفورنيا.

النسر الذهبي في خطر

أثار مشروع توربينات الرياح الجدل في مقاطعة ألاميدا، ووصفته جمعية أودوبان بأنه حظي بتخطيط ضعيف؛ إذ يمثّل تهديدًا للطيور والخفافيش بالمنطقة لعدم وجود مراجعات بيئية كافية.

الطيور المهاجرة تتعرض لخطر الموت قرب توربينات الرياح - صورة أرشيفية من صحيفة ويند مايلز كيل
الطيور المهاجرة تتعرض لخطر الموت قرب توربينات الرياح - صورة أرشيفية من صحيفة ويند مايلز كيل

وتتسبب التوربينات في تعرّض 4 آلاف و700 طائر سنويًا للموت في ألتامونت باس، طبقًا لما رصدته الجمعية.

وأرجعت جمعية أودوبان قرارها بمقاضاة المقاطعة إلى كون التوربينات تُشكّل خطورة على أنواع الطيور المهاجرة، مثل النسر الذهبي، إذ يعدّ ممر ألتامونت باس الجبلي في المقاطعة أكبر موطن في العالم لهذا النوع من الطيور.

ولفت بيان الجمعية إلى أن أعداد هذا النوع من النسور تتجه للانخفاض بالمنطقة، لتعرّضها لحوادث لها علاقة بتوربينات الرياح.

تهديد الطيور المهاجرة

إضافة إلى النسر الذهبي، تأثّرت على مدار السنوات الماضية أنواع أخرى من الطيور المهاجرة، مثل بوم الجحور الغربي ذي الأرجل الطويلة، والصقور ذات الذيل الأحمر "ضمن الطيور الجارحة يطلق عليه باز"، والطيور السوداء ثلاثية الألوان "يُطلق عليه الشحرور السربي ويتبع فصيلة الصفراويات".

ومنذ عام 1940، سُجِّلَت النسور الذهبية ضمن الطيور المعرّضة للانقراض، وخضعت للحماية تحت مظلة قانون حماية النسر الأصلع والذهبي، وهو قانون اتحادي في أميركا.

ويتمتع نوعا النسور (الأصلع والذهبي) بالحماية بموجب المظلة القانونية، وقد أُزيلا بموجبها من قائمة الطيور المعرّضة للانقراض، وهو ما تستند إليه جمعية أودوبانن، إذ لا يمكن قتلها دون تصريح.

وتمتاز الطيور الجارحة بأجنحة طولها 7 أقدام، وتُفضل التحليق بارتفاع منخفض قرب توربينات ألتامونت باس كي تتجنّب مقاومة الرياح، ولاصطياد السناجب الأرضية والأسماك، ورغم قوة بصرها، فإن ذلك لا يمنعها من الارتطام بالشفرات الدوّارة لتوربينات الرياح.

مشروعات طاقة الرياح

العودة للقضاء

أوضح المدير التنفيذي لجمعية أودوبان، غلين فيليبس، أن الجمعية كانت قد قررت اللجوء للقضاء لحماية الطيور المهاجرة قبل 15 عامًا، إلّا أن النزاع جرت تسويته بين الجمعية من جهة ومقاطعة ألاميدا وشركات مشروعات طاقة الرياح من جهة أخرى.

وأضاف –في بيان للجمعية- أن الأطراف المعنية توصلت إلى اتفاق يُلزم المقاطعة والشركات بخفض معدل تعرّض الطيور للقتل إلى النصف، بحلول عام 2009.

وأوضح أنه بموافقة المقاطعة على المشروع الجديد، فإنها تُعرّض النسور الذهبية للقتل مرة أخرى، مثلما حدث منذ 15 عامًا، وفق صحيفة إس إف غيت.

"بالوعة" النسور

كانت مقاطعة ألاميدا قد وافقت على مشروع مولكيني رانش، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، رغم مطالبة الجمعية مجلس مشرفي المقاطعة بدراسة توصياتها لتعديل المشروع، في محاولة لخفض التأثيرات الواقعة على الطيور منه.

وتحفّظت شركة بروكفيلد الكندية لمشروعات الطاقة المتجددة على توصيات الجمعية والمراجعات المستقلة.

ووصفت الجمعية مشروع مزرعة الرياح بأنه وصمة بحقّ صناعة الرياح منذ نشأته، إذ يُعدّ "بالوعة" للنسور الذهبية.

يُشار إلى أن مزرعة الرياح ألتامونت باس أُنشئت عام 1981، وتعدّ الأولى من نوعها بالمقاطعة، وواحدة من المحطات الأكثر كثافة في العالم، إذ ضمت 5 آلاف توربين رياح على مساحة تبلغ 56 ميلًا مربعًا.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق