الغاز الطبيعي المسال.. ارتفاع قياسي في الأسعار الآسيوية استعدادًا للشتاء
لزيادة الطلب ومخاوف حول نورد ستريم 2
هبة مصطفى
تعاود أسعار الغاز الطبيعي المسال ارتفاعها إلى مستويات قياسية، مع انخفاض درجات الحرارة إيذانًا بدخول فصل الشتاء، وزيادة الطلب على التدفئة والكهرباء.
وارتفعت أسعار الغاز الطبيعي المسال إلى 36.7/مليون وحدة حرارية بريطانية، الأسبوع الجاري، في شمال شرق آسيا.
وتأتي تلك الارتفاعات بعد موجة أولى الأسبوع الماضي، مدفوعة بارتفاع الطلب الآسيوي على الشراء استعدادًا لفصل الشتاء.
وسجّلت أسعار الغاز الطبيعي المسال الأسبوع الجاري ارتفاعًا بنسبة 16.5% عن الأسبوع السابق، بما يعادل 5.2 دولارًا في سعر كل مليون وحدة حرارية بريطانية.
نورد ستريم 2
دعّمت مخاوف انتظام الإمدادات في أوروبا -نظرًا إلى تأخر تراخيص خط أنابيب نورد ستريم 2- من ارتفاع أسعار الغاز وشحنات الغاز الطبيعي المسال.
جاء ذلك بعدما قررت هيئة تنظيم الطاقة الألمانية تعليق الموافقة على خط الأنابيب نورد ستريم 2، الذي يعكف على مد الغاز إلى أوروبا، ما تسبّب في ارتفاع أسعار الغاز على الصعيد الإقليمي فضلًا عن عرقلة المشروع.
وأوضح الإستراتيجي المتخصص في السلع بمصرف تي دي سيكيورتيز الكندي، رايان مكاي، أن تأخر بدء عمل نورد ستريم 2 أثار القلق في الأسواق، خاصة مع انخفاض درجات الحرارة والاستعداد للشتاء في آسيا وأميركا.
أسعار الغاز
توقع محلل أبحاث الأسهم في كويلتر شيفيو لإدارة الاستثمار والتقدير المالي، جيمي مادوك، أن تتجه أسعار الطاقة إلى التحول نحو الارتفاع، بعدما شهدت انخفاضًا في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، إذ تدخل أوروبا وشمال شرق آسيا في أوقات ممتدة من البرودة وانخفاض درجات الحرارة.
ورأى محللون أن مخزونات آسيا استعدادًا للشتاء فاقت استعدادات أوروبا حتى الآن، متوقعين أن تتسبب موجات البرد في زيادة الإقبال على شراء الطاقة مثلما حدث في يناير/كانون الثاني الماضي، الذي كان بداية الارتفاع للعام الجاري.
وأظهرت بيانات ريفينيتيف آيكون تحويل مسار ناقلة تحمل شحنة أميركية للغاز الطبيعي المسال من البرازيل إلى مدينة آيلي أوف غرين في إنجلترا.
وقال متعاملون إن تحويل مسار الشحنة بعدما وصلت البرازيل إلى آيلي أوف غرين يكشف أن أسعار الطاقة والطلب في أوروبا جاذبة للشحنات، وفق صحيفة إنرجي وورلد.
- ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا يفتح الأبواب لتوليد الكهرباء بالفحم
- الغاز الطبيعي المسال والمناخ.. معركة رابحة أم ضغوط لصالح الهيدروجين؟
أسعار الشحن
بالتزامن مع ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال، تباينت أسعار الشحن ونقل الشحنات.
فمن جهة زادت أسعار الشحن الفوري، مسجلة ارتفاعًا قياسيًا في المحيط الهادئ أمس الجمعة، ورصدت بيانات صادرة عن شركة سبارك لتقييم السلع ارتفاع أسعار استئجار ناقلة لشحنة وقود فائق البرودة من أستراليا إلى اليابان، مسجلة 335 ألف دولار يوميًا.
بينما حافظت أسعار شحن الغاز الطبيعي المسال في المحيط الأطلسي على تماسكها أقل من أعلى مستوى لها على الإطلاق منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي، إذ سجلت 322 ألفًا و500 دولار يوميًا.
مضاعفة الطلب
أبدى متعاملون في السوق قلقهم حيال تأثر عمليات تسليم شحنات الغاز الطبيعي المسال باضطرابات متوقعة، بعد الأحداث التي شهدتها ماليزيا وأستراليا، ما يمكن أن تتسبّب في لجوء المشترين الآسيويين إلى السوق الفورية مرة أخرى.
وأوضح محللو ريستاد إنرجي أن اضطراب إمدادات الغاز الطبيعي في ماليزيا يمكن أن يؤدي إلى مضاعفة الطلب إلى 3 شحنات إضافية شهريًا، من ديسمبر/كانون الأول وحتى مارس/آذار المقبل.
وأضافوا أن معالجة تسرب الغاز في وحدات المعالجة ترين 1 في مشروع غورغون بغرب أستراليا قد تحتاج وحدها إلى ما يقرب من 3 شحنات من الغاز الطبيعي المسال من السوق خلال الشهر الجاري والمقبل، ما يزيد من حدة الأسعار.
اقرأ أيضًا..
- كيف تسهم كفاءة الطاقة في تحقيق الحياد الكربوني؟ (إنفوغرافيك)
- إيران تبني أول محطة للطاقة الشمسية الحرارية في الشرق الأوسط
- فورد وريفيان تنهيان تعاونهما على تطوير سيارة كهربائية