أخبار الكهرباءالتقاريرتقارير الكهرباءرئيسيةكهرباء

جنوب أفريقيا.. أزمة انقطاعات الكهرباء تهدد إسكوم بالانهيار

وسط تفاقم المشكلة

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • أسهمت أزمة الكهرباء في جنوب أفريقيا في الركود الاقتصادي
  • هيئة تنظيم الكهرباء الوطنية إسكوم توشك على الانهيار
  • شركة إسكوم تولّد 95% من الكهرباء المستخدمة في جنوب أفريقيا
  • الشركة تعاني من سنوات الإهمال والفساد وسوء الإدارة والفشل في إجراء الصيانة

تعود بداية أزمة الكهرباء وانقطاعاتها المتكررة في جنوب أفريقيا إلى عام 2008، حيث أسهمت تلك الحالة المزمنة في الركود الاقتصادي الذي تفاقم بسبب جائحة كوفيد-19 في أكثر دول أفريقيا تقدمًا على الصعيد التكنولوجي.

ويرى محللو الطاقة أن هيئة تنظيم الكهرباء الوطنية في البلاد "إسكوم" على وشك الانهيار، إذ تعاني البلاد من انقطاعات طويلة في التيار الكهربائي، فقد بذلت إسكوم قصارى جهدها، على مدار الأسبوعين الماضيين، لإعادة التغذية الكهربائية بعد مُدد "تخفيف الأحمال" التي تؤرق السكان.

وجرت العادة أن توقف شركة إسكوم إمدادات الكهرباء على مراحل في جميع أنحاء الدولة التي يبلغ عدد سكانها 60 مليون نسمة، من أجل "تخفيف الأحمال"، وفقًا لما نشره موقع صحيفة "ذي إيبك تايمز" الجنوب أفريقية.

ويأتي إجراء إسكوم، أكبر منتج للكهرباء في أفريقيا، في محاولة يائسة لتقنين احتياطيات الطوارئ المتضائلة، كلما تعرضت شبكة الكهرباء لضغوط شديدة.

ضريبة الإهمال والفساد

تجدر الإشارة إلى أن شركة إسكوم تولّد 95% من الكهرباء المستخدمة في جنوب أفريقيا، لكنها أقرّت الآن أن محطتين فقط من محطاتها الـ13 للكهرباء تولدان كميات الكهرباء المطلوبة.

وقال محلل الطاقة المستقل، المدير السابق لدى إسكوم، تيد بلوم، إن الشركة تعاني من سنوات الإهمال والفساد وسوء الإدارة والفشل في إجراء الصيانة والتحديثات الأساسية للمعدّات، ما جعل الدولة بأكملها تدفع الثمن الآن، وأوضح أن نهاية هذه الحالة لا تبدو وشيكة.

في المقابل، يقدّر الخبراء الاقتصاديون المحليون أن الاقتصاد خسر 25 مليار راند (1.7 مليار دولار) بسبب انقطاع التيار الكهربائي خلال الأسبوعين الماضيين، الأمر الذي ولّد حالة من الإحباط والغضب في صفوف المواطنين على اختلاف طبقاتهم وألوانهم ومعتقداتهم.

من ناحيتها، تُلقي إسكوم باللوم على أعطال المعدات و التغييرات غير المتوقعة في تغذية محطات الكهرباء، وذلك في أحدث موجة من انقطاع التيار الكهربائي استمرت في بعض المناطق 14 ساعة يوميًا.

وأفاد أحد الاقتصاديين البارزين في جنوب أفريقيا، إيراج أبيديان، أن البلاد سمعت وعودًا حكومية، على مدار 14 عامًا، بإنهاء أزمة الطاقة، لكن المسؤولين الفاسدين نهبوا شركة إكسوم، وتعطلت محطات الكهرباء بسبب نقص الصيانة.

جنوب أفريقيا تعاني من انقطاعات متكررة للكهرباء - مصرف التنمية الأفريقي
شبكات كهرباء - أرشيفية

وقال أبيديان، الذي قدّم المشورة لحكومة نيلسون مانديلا بشأن السياسة المالية بين عامي 1994 و 1998، إن هذه التصرفات تمثّل خيانة كبيرة للاقتصاد وللمجتمع.

وبيّن أن الرئيس السابق للبلاد جاكوب زوما بدأ عام 2008 في تعيين حلفاء سياسيين يتمتعون بخبرة إدارية قليلة أو معدومة لقيادة الشركات الرئيسة المملوكة للدولة، بما في ذلك شركة إسكوم.

وقال المدير التنفيذي لهيئة مراقبة الفساد، ديفيد لويس، إن أولئك الحلفاء السياسيين لم يهتموا بإدارة الشركات المملوكة للدولة إدارة ناجحة، وإنما نهبوا الشركات المملوكة للدولة نيابة عن "زوما".

من ناحيته، ينفي زوما جميع ادّعاءات الكسب غير المشروع ضده، لكنه سيحاكَم في غضون الأشهر القليلة المقبلة بتهم من بينها الفساد والاحتيال والابتزاز وغسيل الأموال، المتعلقة بصفقة أسلحة في منتصف التسعينات، بحسب موقع صحيفة "ذي إيبك تايمز" الجنوب أفريقية.

أوضاع متردّية

قال رجل الأعمال الذي عيّنه الرئيس السابق رئيسًا تنفيذيًا لشركة إسكوم في أواخر عام 2016، ماتشيلا كوكو، إنه أدى عمله في تشغيل محطات الكهرباء عن طريق حرق ملايين اللترات من وقود الديزل من أجل الحفاظ على تشغيل توربينات التوليد.

وقال محلل الطاقة، كريس يلاند، إن القيادة الحالية لشركة إسكوم والحكومة يخوضان حربًا خاسرة، لأن محطات توليد الكهرباء التابعة لإسكوم في حالة سيئة الآن، وتوقَّعَ التخلص منها.

وقال الخبير الاقتصادي البارز في جنوب أفريقيا، إيراج أبيديان، إن ما يقرب من 60% من سعة التوليد في شركة إسكوم كان يجب أن يتقاعد قبل 10 أو 15 عامًا.

وأضاف أنه لو أُنفِقَت الأموال نفسها في دعم الشركات والأسر لتمويل توليد الكهرباء، كما فعلت العديد من البلدان، ستُحَلّ المشكلة في غضون 3 إلى 5 سنوات.

ويريد إيراج أبيديان من الحكومة الاستعانة بشركات توليد الكهرباء الصغيرة والخاصة والمستقلة، التي تستخدم طاقة الرياح والشمس والغاز الطبيعي، لتوليد الكهرباء.

وأعلن رئيس جنوب أفريقيا الحالي، سيريل رامافوزا، في المؤتمر الدولي الأخير لتغيّر المناخ كوب 26، أنه حصل على 8.5 مليار دولار من البلدان المتقدمة، لتخليص جنوب أفريقيا من حرق الفحم لتوليد الكهرباء.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق