هل تساعد الجزائر في حل أزمة الغاز الأوروبية؟.. وزير الطاقة يُجيب
في ظل تصاعد وتيرة أزمة الغاز الأوروبية، تتجه الأنظار إلى الجزائر التي تُعتبر من أهم الموردين للقارة العجوز، إلى جانب غازبروم الروسية العملاقة.
وأعلنت الجزائر، اليوم الأربعاء، استعداداتها لتأمين الطلبات الإضافية وزيادة إمدادات الغاز الطبيعي المسال إلى عملائها في أوروبا.
يأتي ذلك ردًا على العديد من المخاوف والتكهنات التي أثارها قرار الجزائر برفض تجديد اتفاقية عبور الغاز إلى أوروبا عبر الأراضي المغربية، بعد تصاعد الأزمة الدبلوماسية بين البلدين.
وجدّد وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، وفاء بلادها بوعودها من حيث إمدادات الغاز المسال لكل عملائها في أوروبا واستعدادها لتلبية الطلبات الإضافية، إن تطلّب الأمر ذلك، حسبما ذكر في تصريحات للإذاعة الجزائرية اليوم الأربعاء.
كانت إسبانيا -التي تعدّ المستورد الرئيس للغاز الجزائري- قد أبدت تخوّفها من أن تؤثّر الأزمة بين الجزائر والرباط في وارداتها من الغاز، بالتزامن مع قرب دخول الشتاء الذي يتزايد فيه الطلب على الطاقة.
شحنات الغاز إلى أوروبا
بالتزامن مع أزمة الغاز الحالية في أوروبا، انخفضت شحنات الغاز الجزائري عبر خط أنابيب المغرب العربي وأوروبا إلى الصفر في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، بعد رفض الجزائر تجديد اتفاق العبور طويل الأمد مع المغرب.
وكان الجزائر والمغرب قد وقّعتا اتفاقًا في يوليو/تموز من عام 2011، لنقل الغاز إلى أوروبا عبر خط أنابيب المغرب العربي، وقد انتهى الاتفاق رسميًا في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
احتياجات العملاء
أكد وزير الطاقة محمد عرقاب استعداد سوناطراك بالتكفّل بكل الاحتياجات والاستثمارات الحالية والمستقبلية لشركاء الجزائر.
قال عرقاب عقب الاجتماع الـ23 لمنتدى الدول المصدّرة للغاز، الذي عُقد مساء أمس الثلاثاء، وجرى فيه انتخاب مرشح الجزائر أمينًا عامًا للمنتدى: "نحن أوفينا عن طريق سوناطراك.. بكل تعهداتنا التعاقدية، وكذلك الطلبات الإضافية بالنسبة لعملائنا، وإن الشركة تطوّر حقولها وأعمالها، وتزيد من إنتاجها".
وأكدت الجزائر -مرارًا- أنها تستطيع تلبية الطلب الإسباني على الغاز باستخدام خط أنابيب الغاز المباشر "ميدغاز" وتسليم الغاز الطبيعي المسال فقط.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة سوناطراك توفيق حكار، في تصريحات سابقة، أنه لا يوجد ما يدعو إلى القلق، موضحًا أن ميدغاز وحده يضمن حاليًا كامل حجم صادرات الغاز الجزائري إلى إسبانيا المنصوص عليها في العقود طويلة الأمد.
تعمل سوناطراك -حاليًا- على توسيع طاقة خط أنابيب ميدغاز من 8 مليارات متر مكعب سنويًا إلى 10.7 مليار متر مكعب سنويًا، ومن المتوقع الانتهاء من العمل في الربع الرابع من العام الجاري.
منذ توقّف التدفقات في خط أنابيب المغرب العربي وأوروبا في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، زادت شحنات ميدغاز، وتصل الآن إلى نحو 25 مليون متر مكعب يوميًا، بزيادة نحو 4 ملايين متر مكعب يوميًا من المتوسط في الأشهر الـ10 الأولى من العام الجاري، ووفقًا لبيانات غلوبال بلاتس.
تلبية الطلب الإسباني
تعمل سوناطراك على تلبية الطلب الإسباني، سواء من خلال خط أنابيب (ميدغاز) أو ناقلات الغاز الطبيعي المسال، فبالتزامن مع ضخّ الغاز عبر خط الأنابيب، وصلت قبل يومين أولى ناقلات الغاز الطبيعي المسال الجزائرية إلى جنوب اسبانيا، بعد 15 يومًا من وقف أنبوب المغرب العربي أوروبا المارّ عبر المغرب.
وأورد تقرير لقناة "كانال سور" أن ناقلة جزائرية عملاقة للغاز الطبيعي المسال رست قبل أيام في ميناء هويلفا جنوب إسبانيا، لتزويد البلاد بكميات من الغاز المسال.
أديبك 2021
أشار عرقاب إلى أن الوفد الجزائري شارك ضمن فعاليات أديبك 2021 في مائدة مستديرة حول الهيدروجين وكيفية تطوير الطاقة الجديدة.
كما استعرض ما تملكه الجزائر من إمكانات هائلة من بنية تحتية وهياكل جاهزة لدى سوناطراك، لكي تنشئ هذه الطاقة البديلة الجديدة، مؤكدًا جاهزية الجزائر لاستيعاب الاستثمارات والمضي قدمًا في استغلال الطاقات الجديدة والمتجددة والانتقال الطاقوي.
أشار وزير الطاقة إلى أن سوناطراك متمكنة من التكنولوجيا، ولديها الكفاءة اللازمة للتأقلم مع الطاقة الجديدة، قائلًا: "لدينا تجارب الآن مع شركائنا في ألمانيا وإيطاليا بتطوير الهيدروجين".
وأوضح أن الجزائر أجرت مشاورات عديدة مع عدّة وزراء وكبريات الشركات في المحروقات حول قانون المحروقات الجديد، إضافة إلى النصوص التطبيقية الجاهزة والظروف الملائمة للاستثمار في الطاقة، خاصة مجال المحروقات".
موضوعات متعلقة..
- الجزائر تفوز بمنصب أمين عام منتدى الدول المصدرة للغاز.. ومصر ترأس المجلس في 2022 (مُحدث)
- تقرير رسمي: الجزائر تحقق طفرة في صادرات الغاز.. وقطر تتراجع
اقرأ أيضًا..
- أديبك 2021.. شراكة مصرية إماراتية للتوسع في مشروعات النفط والغاز
- أديبك 2021.. البرازيل تحسم موقفها من الانضمام إلى أوبك