حركة طالبان تستعين بإيران لتزويد أفغانستان بالكهرباء
بعد تراكم ديونها للدول المجاورة وغرقها في الظلام
داليا الهمشري
في فصل جديد من المعاناة التي يعيشها الشعب الأفغاني، تواجه معظم المحافظات -وحتى العاصمة كابول- أزمة انقطاع التيار الكهربي، وسط توقعات بتفاقم الأزمة مع قرب الشتاء.
فبعد توقّف الدول المجاورة عن إمداد أفغانستان بالكهرباء؛ نتيجة تراكم الديون، لجأت حركة طالبان إلى إيران لتزويدها بالكهرباء في صفقة لشراء 100 ميغاواط للتغلب على أزمتها الحالية.
جاء هذا بعد أن غرقت مناطق شاسعة في أفغانستان -منذ الخميس- في ظلام دامس؛ نتيجة انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، بما في ذلك العاصمة كابل وعدّة مقاطعات أخرى، حسب رويترز.
وأرجع بيان صادر عن شركة الكهرباء الأفغانية سبب الانقطاع إلى توقّف إمدادات الكهرباء من أوزبكستان المجاورة؛ بسبب مشكلات فنية.
كما ظهرت مشكلات فنية في مقاطعة بغلان شمال أفغانستان، إذ قالت وسائل إعلام محلية، إن الموظفين الفنيين يعملون على حلّها.
الإمدادات الإيرانية
نقلت وسائل إعلام محلية عن المتحدث باسم شركة الكهرباء الأفغانية أن إمدادات الكهرباء المستوردة من إيران ستركز على غرب أفغانستان، وتحديدًا محافظات هرات وفرح ونمروز؛ بهدف حلّ مشكلة نقص الكهرباء التي يواجهها السكان في هذه المناطق.
وتعاني شبكة الكهرباء في أفغانستان حالة من عدم الاستقرار، منذ أن أطاحت حركة طالبان بالحكومة الأفغانية المدعومة من أميركا في أغسطس/آب الماضي.
وتواجه طالبان تحديًا ضخمًا بعد أن أرسلت الدول المجاورة المصدّرة للكهرباء، وهي أوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان، رسائل للمطالبة بالرسوم المتأخرة، وتعهدت شركة الكهرباء الأفغانية بسداد الديون، وطالبت الجيران بعدم قطع الكهرباء.
عدم دفع فواتير الكهرباء
بلغت ديون أفغانستان لهذه الدول 90 مليون دولار، إذ تعتمد أفغانستان بنسبة 80% على إمدادات الكهرباء الخارجية، حسب صحيفة "طلوع نيوز" المحلية.
وناشدت شركة الكهرباء بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان في تخفيف الديون، مهددة -في حال رفض طلبها- بالضغط على الأفغان الذين لم يدفعوا فواتيرهم، حتى لو كانوا لا يستطيعون تحمّلها.
وتواجه كابل خطر انقطاع التيار الكهربائي، وتوفر إمدادات الكهرباء من أوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان نحو نصف استهلاك الكهرباء، حسبما ذكر مسؤول أفغاني -في وقت سابق- لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وبحسب مطّلعين على القطاع الكهربائي، فقد تُقطع إمدادات الكهرباء والاتصالات عن كابل تمامًا بحلول الشتاء إذا لم تُدفع الفواتير.
وقال الرئيس التنفيذي السابق لشركة الكهرباء الأفغانية، الذي غادر بعد سيطرة طالبان، إن عليها ديونًا بنحو 90 مليون دولار لأوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان.
وأوضح أن هذه الدول لها مبرراتها لوقف تزويد أفغانستان بالكهرباء لعدم سداد الفواتير.
ارتفاع أسعار الإمدادات
تعاني أفغانستان نقص السيولة النقدية، في وقت تتزايد فيه أسعار الإمدادات الأساسية من الوقود والغاز.
وتُفاقم مشكلة نقص الكهرباء من الضغط الاقتصادي الذي تعاني منه البلاد منذ سيطرة حركة طالبان، فمنذ الأسابيع الأولى لمغادرة القوات الأميركية البلاد، تواجه البلاد أزمة سيولة إثر تجميد إدارة الرئيس جون بايدن للأصول الأفغانية في المصارف الأميركية، والتي تقدَّر بـ9 مليارات دولار.
ومن جانبه، قال أحد سكان كابول، نجم برهاني (38 عامًا)، إن شركة الكهرباء عادة ما تقطع التيار دون تحذير سابق، وقد يستمر الانقطاع لـ5 ساعات، وقد يمتد ليوم كامل في بعض الأحيان.
ضائقة اقتصادية
هناك كمية محدودة من الكهرباء تُولد محليًا، لكن 70% يجري توفيرها من الدول المجاورة، مثل أوزبكستان وتركمانستان وإيران"، حسبما ذكر برهاني لموقع "إن بي آر" المحلي.
وأضاف برهاني أن عددًا كبير من مهندسي الكهرباء قد فرّوا من البلاد منذ استيلاء طالبان على السلطة، كما إن المهندسين الموجودين حاليًا لديهم شكاوى حول الرواتب، موضحًا أن التيار الكهربائي قد انقطع عن جلال أباد لمدة يومين كاملين قبل أن يأتي أيّ شخص لإصلاحه.
وأشار برهاني إلى أن بلاده تعاني من ضائقة اقتصادية شديدة منذ سيطرة طالبان، في إشارة إلى توقّف المساعدات الدولية وتجميد الأصول الخارجية، بينما ارتفعت فواتير الكهرباء ما بين 20 و25 مليون دولار شهريًا للدول المجاورة.
موضوعات متعلقة..
- أفغانستان.. طالبان تجدد تعهداتها بحماية خط غاز تابي
- خط أنابيب تابي عبر أفغانستان.. خطط طموحة وتحديات أمنية
- أفغانستان.. عقود من الضياع لموارد ضخمة من النفط والمعادن
اقرأ أيضًا..
- قمة المناخ كوب 26.. هل تصبح فرصة ذهبية لتحول الطاقة في البرازيل؟
- أديبك 2021 ينطلق غدًا.. ووزير الطاقة السعودي يشارك بالجلسة الافتتاحية
- مصر تعلن موعد تصنيع أول نموذج "ميكروباص" كهربائي