التحديات تعوق تعافي إنتاج النفط من الوباء في غرب أفريقيا (تقرير)
من المقرر انخفاضه لأقل من 3 ملايين برميل بحلول 2025
أحمد شوقي
يواجه إنتاج النفط في غرب أفريقيا تحديات كبيرة تجعل من الصعب عودته إلى مستويات ما قبل وباء كورونا، على الرغم من أن إنتاج الخام العالمي يسير في مرحلة التعافي.
ويرى تقرير حديث صادر عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي أن وباء كورونا قد يترك ندوبًا دائمة في غرب أفريقيا، والتي تُعد منطقة مهمة لإنتاج النفط الخام الحلو، مع عقبات تتمثل في قلة الاستثمار، وتراجع الحفر في الحقول الناضبة، وتهالك البنية التحتية.
والخام الحلو هو الدرجة المفضلة لإنتاج وقود الطائرات، وهو الجزء الأكثر تضررًا مع انخفاض الطلب على النفط العام الماضي.
إنتاج غرب أفريقيا
انخفض إنتاج غرب أفريقيا من النفط إلى 3.71 مليون برميل يوميًا العام الماضي، مقارنة بـ4.12 مليونًا عام 2019.
وتتوقع ريستاد إنرجي أن يواصل إنتاج النفط في غرب أفريقيا الهبوط خلال العام الجاري، ليسجّل 3.39 مليون برميل يوميًا.
ومع عودة الطلب على وقود الطائرات وسط اتجاه الدول إلى تخفف قيود السفر، من المحتمل أن يرتفع الإنتاج النفطي في عامي 2022 و2023، بحسب التقرير.
ورغم ذلك، تتوقع شركة أبحاث الطاقة أن يعاود إنتاج النفط في غرب أفريقيا الهبوط لأقل من 3 ملايين برميل يوميًا بداية من عام 2025، ما لم تتمكن نيجيريا وأنغولا -بصفة خاصة- من تحقيق عودة قوية للإنتاج.
ويرى المحلل لدى ريستاد إنرجي، نيشانت بوشان، أن العقبات الهيكلية التي تواجه عمليات الاستكشاف والإنتاج في غرب أفريقيا هي حقائق لن تتلاشى على المدى القصير، ما يعوق رغبة نيجيريا وأنغولا وغيرهما في زيادة الإنتاج حتى لو حقق وقود الطائرات تعافيًا مذهلًا.
ويعود تراجع إنتاج النفط في غرب أفريقيا، إلى نيجيريا وأنغولا -أكبر منتجي الخام في المنطقة- اللتين تشير التقديرات إلى أنهما خسرتا معًا 440 ألف برميل يوميًا مقابل توقعات ما قبل كوفيد -19، إلى جانب انخفاض كبير في الإمدادات النفطية لكل من الغابون والكونغو وغينيا الاستوائية، بحسب التقرير.
نيجيريا
يأتي تراجع إنتاج نيجيريا من النفط خلال السنوات الأخيرة مع فشل البلاد في جذب استثمارات جديدة بصناعة النفط والغاز، سواء الاستكشاف أو تطوير الحقول الجديدة.
وبحسب أحدث التقارير الشهرية لمنظمة أوبك؛ فقد بلغ إنتاج نيجيريا من النفط 1.45 مليون برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد أن سجّل 1.57 مليونًا في المتوسط خلال 2020.
وعلى المدى القصير، من المرجح ارتفاع إنتاج نيجيريا من الخام إلى 1.55 و1.58 مليون برميل يوميًا في عامي 2022 و2023، مع بعض التطورات الجديدة في بعض الحقول، وفق تقديرات ريستاد إنرجي.
ورغم ذلك؛ تعتقد ريستاد إنرجي أن إنتاج نيجيريا سيعاود الانخفاض؛ بسبب النقص الكبير في الاكتشافات الجديدة، ليصل إلى 1.25 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2026.
أنغولا
مثل نيجيريا؛ فإن تراجع إنتاج النفط في أنغولا أمر هيكلي أيضًا؛ فمع نقص الاستثمارات قد انخفض الإنتاج من 1.74 مليون برميل يوميًا عام 2015 إلى ما يقرب من 1.11 مليونًا متوقع هذا العام.
وسجّل إنتاج الخام في أنغولا 1.13 مليون برميل يوميًا خلال سبتمبر/أيلول الماضي، بعد أن بلغ متوسط 1.255 مليونًا العام المنصرم، بحسب تقرير أوبك الشهري.
وتشير التقديرات إلى أن مشروعات الاستكشاف والإنتاج الجديدة ستُضيف 40 إلى 45 ألف برميل يوميًا هذا العام و80 إلى 90 ألف برميل يوميًا أخرى في 2022.
ورغم ذلك؛ فإن هذا لن يكون كافيًا لوقف تراجع إنتاج النفط في أنغولا إلى ما بين 750 و800 ألف برميل يوميًا بحلول 2026، وفقًا لريستاد إنرجي.
موضوعات متعلقة..
- أوبك.. نيجيريا وأنغولا تكافحان للوفاء بحصصهما الإنتاجية
- نيجيريا.. لماذا لا يستفيد أكبر منتج للنفط في أفريقيا من قفزة الأسعار؟
اقرأ أيضًا..
- تغيّر المناخ.. هل يتخلّف العالم عن المسار الصحيح؟ (إنفوغرافيك)
- الطاقة النووية بارقة أمل لتفادي حرب المياه القادمة (تقرير)